الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع مراهقة تحادث شابا أوهمها بأنه يحبها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيوخنا الأعزاء وعلماءنا الفضلاء:
أود أن أطرح عليكم مشكلة إحدى قريباتي المراهقات, وأرجو النصح في كيفية التصرف مع هذه المراهقة, ليس فقط بمنظور ديني, ولكن أيضًا بمنظور تربوي اجتماعي.

إليكم القصة:
ابنة قريبتي هذه لم تتجاوز الاثنتي عشرة عامًا، عندما كانت تلعب مع الفتيات الصغار في مثل عمرها من بنات الجيران, وكن يتنقلن بين المنازل، أقدم أحد أبناء الجيران وقد تجاوز 18 عامًا, وهو معروف بسوء الخلق مع آخرين من أصدقائه وأوهموا الفتيات أنهم يحبونهن, أعمارهن بين (9 و 10، 12), والدة ذلك الشاب كانت تعلم بما يحدث, وكانت دائمًا تطلب من والدة إحدى الفتيات أن تبقيها عندها, وتقول لتلك الفتاة: (10 أعوام) أنها سوف تصبح ( كنتها ) في المستقبل, وقد أوهموا الفتيات بأنهم يحبونهن, وبدؤوا بلقائهن سرًّا إلى أن انكشف الأمر, وعوقبت الفتيات, ومنعن من الخروج, وأبدين أسفهن وندمهن, وجهلهن بما كان يحدث, وأن ذلك لن يتكرر، وذلك دون أن يحدث أي عقاب, أو لوم لأولئك الشبان أو أهليهم.

بعد ذلك انتقلت قريبتي من المدينة، وبعد عدة أشهر اكتشفت أن ابنتها ذات 12 عامًا لازالت تتحدث مع ذلك الشاب من خلال الإنترنت, وأنه كان يكتب لها كلامًا غير لائق, وأنهما سوف يهربان ليتزوجا, وقد قامت بإرسال بعض الصور له, والحمد لله أن ذلك لم يحدث لباقي الفتيات.

الأم مصدومة الآن وقد قامت بضرب ابنتها ومنعها من استخدام الإنترنت, لكنها لا زالت محتارة في التصرف مع تلك الفتاة, مع العلم أن من يرى تلك الفتاة يدرك أنها لازالت طفلة بجسدها وعقلها وتصرفاتها.

نرجو من حضرتكم الإرشاد والنصح, وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأجيال، وأن يعينهم على الخير إنه الكبير المتعال، ومرحبًا بك في موقعك بين آباء وإخوان همهم أن يصلح الله الأحوال.

ونحن بهذه المناسبة ندعو الآباء والأمهات بالاهتمام بحركة أبنائهم والبنات، وإبعادهم عن أماكن البهتان والموبقات، مع ضرورة أن يكون كل ذلك بحكمة وحنكة، وليس بطريقة التحقيق والتجسس وسوء الظن.

ولا يخفى على أمثالك أن العالم يعاني من آثار الانفتاح الإعلامي والتطور في وسائل الاتصال، الأمر الذي جعل مسألة البلوغ تتقدم جدًّا، وأصبح أطفال اليوم يعرفون ما كان الكبار يجهلونه بالأمس، وهذا يتطلب مزيدًا من اليقظة والانتباه!!

وأرجو أن تعلم تلك الأم أن هذه المرحلة العمرية لا يصلح فيها الضرب والقسوة وفرض الأوامر، ولكن ينفع فيها الحوار، الإقناع، القرب، وإعطاء الثقة، وتوفير الأمن النفسي، والدعاء، التقبيل، الاحتواء، الإشباع العاطفي من قبل الأم، التواصل الجسدي، والثناء على إيجابيات الفتاة.

ولا شك أن الفتاة لم تعد صغيرة، وأخذ الإنترنت والهاتف لا يمنع من التمادي، وابتكار الحيل والأساليب الأخرى، ومن هنا فنحن نطالبها بما يلي:
1- الدعاء ثم الدعاء بأن يحفظ الله ابنتها.
2- تقبيل الفتاة واحتضانها، والاقتراب منها لتصنع بذلك تواصلا جسديا مهما يقدم دعما معنويا.
3- إقامة حوار هادئ مع الفتاة.
4- بيان خطورة التمادي في التواصل مع الشباب.
5- إشباع الفتاة عاطفيًا.
6- شغلها بالمفيد.
7- ربطها بصديقات صالحات .
8- إعطاؤها مساحة من الثقة المشوبة بشيء من الحذر.
9- الاتفاق على خطة واحدة في التعامل معها.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً