الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في وهم وتخيلات وكأنني أعيش مع أشخاص غير موجودين!

السؤال

أنا فتاة عمري 20 سنة, أعاني من التخيلات, فأنا أعيش وهماً, أتحدث مع أشخاص غير موجودين وأتأثر بهم, أتخيل مواقف، ومن المواقف أتأثر, ضحك, حزن, بكاء من كل شيء, وكأن الأشخاص بالفعل موجودون, أصبح الخيال يطاردني في كل الأنحاء, ليس هناك وقت محدد لأتخيل, فأنا أعيش معه طوال الوقت, أصبح لدي أرق شديد يمنعني من النوم من كثرة التفكير, أريد أن أتخلص من هذا الشيء, أتخيل أن هناك حشرة كبيرة تطاردني دائماً, لأنني أخاف منها, أحياناً أصرخ وأتعب من الصراخ, وأقول ليس هناك شيء، ولكن التفكير يكون أقوى, تعبت من هذا التأثير.

أنا شخصية طبيعية أمام الناس, ولكن بداخلي خفايا, والتخيلات ليس فقط عندما أكون وحيدة, بل حتى عندما أكون مع أشخاص, هذا الشيء له سنين طويلة, تعبت من هذا لأني أحس أن تصرفاتي ستصبح واضحة فيما بعد, دائماً أتخيل تلك المواقف والأشخاص, وأعيش معهم وأتأثر بهم, وكأنهم موجودون حقاً, حاولت مراراً وتكراراً أن أقول يكفي, وأنها مجرد خيالات أنا أخترعها, ولكن لا أستطيع.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صمت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فسن والمراهقة وبدايات الشباب كثيراً ما تكون مصحوبة بخيالات في ذهن الشاب أو الشابة، هذه الخيالات تكون في شكل آمال، أو في الأحيان تكون مجرد أفكار سخيفة تتسلط عليه, وكثيراً ما تكون مخلوطة بشيء من أحلام اليقظة, فكرة تأتي, وفكرة تذهب، وهكذا.

هذه الحالة تعتبر نوعاً من التطور الطبيعي في تلك المرحلة العمرية, لكن إذا وصل الأمر لدرجة الضحك لوحدك؛ فإن هذه التخيلات كثيرة جداً ومستحوذة على حياتك, وتخيلك وجود أشخاص أدخلتك في نوع من الأرق واضطراب النوم، أرى هنا من الأفضل أن تذهبي وتقابلي طبيباً نفسياً.

هذا الأمر له عدة جوانب: هل هو مجرد أحلام يقظة مكثفة؟ هل هي هلاوس أو ما يعرف بالهلاوس الكاذبة؟ هل هو نوع من الوسواس القهري؟ هذا كله حقيقة واردة كاحتمالات تشخيصية، فإذن مقابلة الطبيب سوف تكون أمراً جيداً، وما يتوصل إليه الطبيب سوف يقوم -إن شاء الله- بتوجيه خطة علاجية سلوكية كانت أو دوائية.

من ناحيتي أنا أميل أنك تعانين من أحلام يقظة وسواسية، الطابع الوسواسي في تفكيرك واضح جداً, وهذه تعالج حقا عن طريق التحقير, وعن طريق صرف الانتباه، وعدم الاهتمام بها، أن تملئي وقتك بما هو أنفع وأفضل, وذلك من خلال ترتيب الوقت, وأن تكوني صارمة في تنفيذ الأنشط اليومية المختلفة، كما أنني أنصحك بالحرص التام على تطبيق تمارين الاسترخاء, هذه التمارين جيدة ومفيدة جداً، ولتعلمها ومعرفة تفاصيلها وتطبيقها أرجو أن تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح ذلك.

من وجهة نظري أنك بحاجة إلى علاج دوائي بسيط, الأدوية المضادة للوسواس, مثل الفافرين, قد تكون مفيدة في حالتك، لكن سوف أترك هذا الأمر إلى أن تقابلي الطبيب.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر أمة الستير

    جزاكم الله خير

  • السعودية حياتي الكل بالكل

    الامر بسيط مجرد تهيئات

  • السجدة لله

    ربنا يكفيكي شر الوسواس

  • بشرى

    انا ايضا لدي نفس المشكلة

  • مصر ن

    لازم الذااهاب لطبيب نفسي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً