الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التشتت والنسيان وعدم التركيز أثر على حياتي... أرشدوني

السؤال

السلام عليكم.

أولا جزاكم الله خيرًا عن هذا الموقع الذي يقوم بخدمة الناس.

أبلغ من العمر 33 عاما، وأكتب إليكم حينما أثرت المشكلة على عملي:

1- مرحلة الطفولة:

• عدم تركيز، وتشتت، ونسيان، وترك المتعلقات.

• قلة في التحصيل الدراسي، وخاصة اللغة.

• مندفع، ومتسرع في الكلام قبل أن أفهم، أو أفكر.

• قلة اللعب الجماعي أو التفاعلي إلا بيني وبين شخص واحد.

• الإحساس بأني أقل من الآخرين لقلة التحصيل الدراسي، واللعب الجماعي.

• تضييع وقت المدرسة، والمذاكرة في الرسم الذي كنت أتقنه جداً.

2- مرحلة المراهقة:

• تحسن في التحصيل الدراسي، وخاصة المواد التي تحتاج فهم.

• الإحساس بأني أقل من الآخرين لقلة مجارات أقراني في الحديث الجماعي.

• استمرار عدم التركيز، والتشتت، والنسيان وترك المتعلقات.

• مندفع، ومتسرع في الكلام قبل أن أفهم، أو أفكر.

• تحسن التركيز بالمدرسة، والمذاكرة لكني أصارع الخيالات.

• لا أستطيع أن أركز في الحديث الجماعي، وبالتالي لا أشارك في الحديث إلا إذا كان شخصا واحدًا.

3- مرحلة العمل والزواج:

• تحسن الإحساس بالذات، ولكني أشعر أني أقل من الآخرين.

• استمرار عدم التركيز، والتشتت، والنسيان مما أثر على عملي بشدة.

• عندما تكون المهمة تحتاج وقت وتركيز أتملل منها ولا أنتهي منها، وأضيع أوقات العمل بأشياء غير هامة لعملي، والغريب أني أقوم بها بمهارة، وتركيز حتى أني تطورت في مجال البرمجة رغم أنه بعيد عن تخصصي ودراستي أصلاً.

• خبرة قليلة في عملي بالنسبة لسني بسبب نسيان المعلومات.

• مندفع في الكلام، وأتسرع قبل أن أفهم، أو أفكر.

• حكمي على الأمور سطحي، وفي مهام عملي لا أركز في التفاصيل.

• أتجنب الحديث مع مديري، وأصحاب العمل أظن لعدم أنجاز المهام.

• عندما أكون في موقف مسئولية أتشتت وأشعر بالخوف ولا أستطيع أن أتصرف.

• رغم أني هادئ، ولكن أثناء قيادة السيارة أصبح شخصا عصبيا أخر، وأشعر أن
السيارات الأخرى بطيئة، أو أنها تتعمد مضايقتي ببطئها أو حتى بسرعتها.

• علاقتي بأهلي، وأمي، وزوجتي، وأولادي سطحية، ولا أشعر أن أولادي مرتبطين بي (لا أشعر أني مشتاق إلى الكلام معهم، أو رؤيتهم رغم حبي الشديد لأمي،
وزوجتي، وأولادي، وأتعجب أنا لذلك).

• الغريب أني أحياناً عندما أمزح مع أحد يظن أني أتكلم بجد رغم استحالة أن يكون الكلام جاداً (قلت لأحدهم سيارة هرم – مازحاً - قال لي
على فكرة اسمها همر).

أسف على الإطالة، أرجو التشخيص، والعلاج؛ لأنني جربت كل الأساليب السلوكية بلا فائدة التركيز بالنسبة لي جبل أحمله.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نشكرك على السرد الجميل لحالتك اهتمامك بالمراحل العمرية، وربطها بالأعراض التي تعاني منها هذا منهج نفسي طيب، وجيد جداً، من خلال ذلك أقول لك أنني أريد أن تفكر وتتأمل فيما هو إيجابي في المراحل المسابقة التي ذكرتها، لا بد أنك قد انجزت أشياء كثيرة في الحياة، فأنت الحمد لله تعالى نجحت في المراحل الدراسية ومن ثم الزواج والعمل، وهذا كله دليل على أنك إنسان منجز وإيجابي، ويجب أن تضع ذلك في الاعتبار كثيراً.

الذي لاحظته في رسالتك أنك مدقق بعض الشيء خاصة حيال بعض الأشياء السلبية، كثيرة ما تحاول أن تركز على أمور بسيطة وتحللها وربما يكون أكثر مما يجب، وهذا يعطي تفكيرك الصيغة الوسواسية، وأعتقد أن هذه العلة التي تعاني منها فيها شيء من القلق البسيط.

حالتك أبداً لم تصل إلى درجة المرض هي ظاهرة القلق والوساوس وحين تكون بدرجة معقولة مطلوبة؛ لأنها وسيلة للانضباط والنجاح وتحسين الدافعية، إذن تشخيص حالتك كما ذكرت لك هو حالة قلقية وسواسية بسيطة لم تصل إلى المرحلة المرضية.

لا تتوقف عن الأساليب السلوكية، فالأساليب السلوكية دائماً مفيدة وتضمن استمرارية التعافي، والتحسن إن شاء الله تعالى، ومن أفضل الأساليب السلوكية هي التفكير الإيجابي، وحسن إدارة الوقت، وتطوير المهارات الاجتماعية، وتغيير نمط الحياة، وممارسة الرياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء، وقد لاحظنا أن الانخراط في العمل الخيري والدعوي والتطوعي وممارسة الرياضة الجماعية والمشاركة في حلقات القرآن هذا كله له عوائد سلوكية إيجابية جداً، فلا تحرم نفسك من هذا يا أخي الكريم.

العلاج الدوائي في حالتك إن شاء الله سوف يكون مفيد أيضاً أنت تتطلب فقط جرعة بسيطة من أحد الأدوية، وأنا أعتقد أن عقار فافرين Faverin والاسم العلمي هو فلوفكسمين Fluvoxamine ربما يكون دواءً جيدًا جداً في حالتك، الجرعة المطلوبة أن تبدأ بــ(50) مليجرام تناوله ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها (100) مليجرام ليلاً، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى (50) مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم (50) مليجرام ليلا يوما بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.

الفافرين من الأدوية الفاعلة والسليمة والجرعة القصوى هي (300) مليجرام في اليوم، لكن حالتك لا تتطلب هذه الجرعة، وكما ذكرت لك هو دواء غير إدماني وقليل الأثار الجانبية جداً.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به وأشكرك أخي الكريم وعلى تواصلك وثقتك في استشارات إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً