الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألم في الرأس والقدم، والعصبية...ما علاقة ذلك بالدورة الشهرية؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 12 سنة، وأتت لي الدورة الشهرية، وأشعر بشكل دائم بألم في الرأس والقدم، وأشعر بالعصبية من الناس، هل هذا طبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المعذبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أبارك لك -يا ابنتي العزيزة-, فها أنت قد كبرت، وبدأت مرحلة النضج إن شاء الله, فنزول الدورة هو آخر علامة من علامات البلوغ التي تحدث عند الفتاة، وأحب أن أقول لك بأنه وفي السنتين الأوليين قد تكون الدورة مضطربة بعض الشيء، وغير منتظمة, لكن فيما بعد ستصبح طبيعية ومنتظمة، وبالنسبة للثدي فسيستمر في النمو إلى أن يكتمل، ويصبح كثدي المرأة الناضجة في عمر بين 16-18 سنة، وكذلك سيزداد ظهور الشعر في العانة، وتحت الإبط إلى أن يكتمل في عمر 16-18 سنة أيضا.

إن مرحلة البلوغ هي مرحلة حساسة جدًا من عمر الفتاة, ففيها تحدث تغيرات كثيرة, جسدية، ونفسية، وفكرية، وفي هذه المرحلة تكون الهرمونات غير مستقرة في الجسم، وهو ما يسبب ما نسميه (حالة من عدم الاستقرار العاطفي عند الفتاة)، والتي تؤدي مثلاً إلى: سرعة الانفعال ,الصراخ ,العصبية, البكاء المفاجئ, وغير ذلك من المشاعر التي تجدها الفتاة مفاجئة لها.

إذن فللتغيرات الهرمونية في جسمك في هذه الفترة دور كبير فيما تعانين منه من عصبية وانفعال, لكن لا يجب أن يصل ذلك إلى درجة تؤثر على حياتك أو على المحيطين بك, ويجب أن تعرفي بأن كل الفتيات والنساء في العالم تمر بهذه المرحلة, ويجب أن تعتبر مرحلة فيزيولوجية، وليست مرضية، وهي مرحلة مؤقتة لن تطول.

وإذا كانت الفتاة مهيئة لمعرفة مسبقة بما ستمر به في مرحلة البلوغ من تغيرات وأحدث, فإنها ستمر بهذه المرحلة بسلاسة وهدوء وبدون معاناة بإذن الله.

وليس من الطبيعي أن تشعر الفتاة بالصداع المستمر أو آلام القدم في هذه الفترة, فهذا ليس من أعراض البلوغ, لذلك -يا ابنتي العزيزة-, إن كنت تشتكين من الصداع أو الألم في أي مكان من الجسم، فلا يجب إهمال الأمر, بل أنصحك بإخبار والدتك، أو أختك الكبرى، أو أي شخص قريب منك، وتثقين به وقادر على تقديم العون لك؛ لأنه يجب أن يتم الكشف الطبي عليك، وذلك لمعرفة سبب الصداع، والألم في القدم.

أنصحك أيضاً باتباع تغذية جيدة فيها الكثير من البروتينات مثل اللحوم والأجبان والحبوب، فهي ضرورية جدا في هذه الفترة, كما أنصحك بالنوم لساعات كافية لا تقل عن 10 ساعات يوميا, وكذلك بممارسة الرياضة، والاشتراك بنشاطات في المدرسة أو خارجها، وبشغل وقتك بأمور مفيدة تنعكس إيجابا على نفسيتك، وتفرغ طاقاتك الجسدية.

أسأل الله عز وجل أن يوفقك، ويكتب لك كل الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً