الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أفتح صفحة جديدة وأحقق نجاحي في الدراسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع، وعلى تلبية استشاراتنا وجزاكم ربي كل خير على هذه الخدمة الجليلة.

أما بعد: فأنا طالبة في الصف الثالث الثانوي، وقد حصلت على مجموع في العام الماضي (93) وهذا مجموع سيء لي للغاية، ولكن ماذا يفيد البكاء على اللبن المسكوب؟! نعم مررت بتجربة مرضية صعبة جداً، كان لها دور كبير فإنها أتت بهذه النتيجة، ولكن أيضاً كان هناك تقصير مني في آخر الأيام واستسلمت.

الآن بقي نحو شهرين على الامتحانات، وقد مررت بتجارب سيئة من صغرى في تحصيل مجموع كبير منذ وفاة أمي، ومروراً بالمشاكل الأسرية التي كنت أراها منذ نعومة أظافري، وإصابتي بالاكتئاب أكثر من مرة، وآخر شيء هو تجربة على النت، فكنت على علاقة بالشات مع إنسان دون تفاصيل كثيرة، فقد كان كل شيء بالنسبة لي، وكنت أحدثه كثيراً وهو الآخر، ومرت أطوار عدة ولكن في نهاية الأمر طلبت منه أن نفترق، لأني أشعر بغضب الله علي في التمادي في مثل هذه العلاقة، رغم تعلقنا الشديد ببعض، ورغم أنه كان يريد أن يتقدم لي رسميا ولكن أشياء كثيرة تعوق بيننا، فقد تركنا بعضاً لله، وربى أعلم، فأريد أن تدلوني كيف أبدأ من جديد وأعوض ما فاتني؟

نعم كنت أذاكر، ولكن ليست مذاكرة فتاة تريد أن تعوض ما فاتها في العام الماضي، فهل هناك أمل وأستطيع أن أجتهد من جديد، وتعلو همتي كما كنت في سابق عهدي، من حبي للمذاكرة؟

أحب أن أنوه عن بعض المشكلات التي تسبب لي آلاماً أو عوائق في أحيان كثيرة، وعذراً لحيائي، ولكن سأذكرها لعلي أجد في نصحكم رشداً لي، فإني أعاني في أوقات كثيرة من شدة شهوة، أو أحلام يقظة، لما يحدث بين الزوجين، ولقد جاء وقت علي وكنت أشاهد أفلاماً إباحية، وفعلت مرتين تقريباً، العادة السيئة، ولكن يعلم ربي أن تبت توبة نصوحاً تمماً، والحمد لله والآن صرت مختلفة كثيراً في تديني والتزامي بالحجاب الشرعي، والصلاة والصيام والقيام، ولكن أحلام اليقظة تتعبني وتلاحقني كثيراً، والذي يتعبني أكثر أني أشعر أن عقلي يتخذها مهرباً من المذاكرة، ومما يسبب لي مشكلة أخرى الإحساس الذي لا يقاوم بنوم، فأريد أن أنام دائماً، وعندما أمسك الكتاب أتثاءب بطريقة غير عادية، وسمعت أنه قد يكون حسداً.

إني يا إخوتي الكرام أشعر دائماً أن هناك أملاً في أن أحقق ما أريد، خاصة أن لدي قدرات في المذاكرة السريعة والتحصيل، وقد من الله علي بمواهب عدة، أولها الكتابة، حتى وإن لم يعترف بها البعض، والشعر والرسم وغيرها والتي ممكن بقدرتها تساعدني في أداء امتحاني.

الحمد لله عندي أمل أن أكون إنسانة مسلمة كما يحبها ربها، فكل أملي أن يكرمني برى بمجموع عالي يؤهلني لكلية عدى كلية الصيدلة، لأن أمنيتي أن أصبح عالمة في مجال طب الأورام، والسرطان الذي كان سبباً في وفاة توأم روحي، أمي، فإني أصغر أبنائها، ولكنها الهمة والشعلة التي أريد أن أطبقها بالعمل.

كيف أبدأ كفتاة مسلمة بحق، تحمل هم هذه الأمة، وترفع سقفها بالأمور الإيجابية؟ فقد فتحت صفحة جديدة مع ربى، أتوب فيها عن سابق عهدي، فأتمنى أن تنصحوني نصيحة كأختكم وابنتكم، كيف أقاوم وأبدأ من جديد؟ لعله يكون في نصحكم الرشد.

جزاكم ربى كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك يا ابنتي على السؤال، وحفظك الله من كل سوء، وبارك الله عليك التوبة النصوح.

إن فقدان الأم للفتاة، وخاصة في مثل سنك، لهو أمر كبير، أعانك الله وصبّرك وكان معك، ويبدو في ذات الوقت أنك صاحبة إمكانات وطاقات، ويبدو أنك على الطريق الصحيح، حيث عدّلت بعض الأمور في حياتك، وتحاولين الاستقامة، وما هذا بالأمر اليسير، إلا أن الله تعالى يعين ويسدد "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"

يبدو أيضاً أنك تتعلمين دروساً جيدة من التجارب التي تمرّين بها في حياتك، وهذا واضح من عدة مواقف وردت في السؤال، كتركك للعلاقة مع هذا الشاب على النت، وتخليك عن الأفلام غير المناسبة، وغيرذلك.

سألت إن كان هناك أمل في أن تحققي أهدافك في الحياة؟ أقول: ولم لا؟! الأمر في الحقيقة لا يحتاج لمعجزات خارقة، وإنما يحتاج لشيء من التركيز والحزم على العمل والدراسة، وبذل الجهد المطلوب والمثايرة، وكما يقول الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم "أحبّ الأعمال إلى الله أدومها، وإن قلّ" فعليك بالأعمال اليسيرة المستمرة، ولو كل يوم صفحة دراسة، فهذا القليل سيتراكم مع الوقت ليصبح شيئاً ذا قيمة علمية عظيمة عند الله تعالى.

أنت مقبلة على شهرين هامين، قبل الاختبارات النهائية، وهذان الشهران قد يحددان، ماذا ستعملين خلال الثلاثين أو الأربعين سنة القادمة! فكري كيف تقضين هذين الشهرين، أو حقيقة هذه الأيام المعدودة، فالشهران يمرّان "كيوم أو بعض يوم" حاولي أن تحسني الاستفادة مما تتيح لك حياتك من ظروف جيدة للدراسة والتركيز، ويمكنك إن أحببت أن تدرسي مع صديقة لك، وإن كنت لا أميل إلى أن تجربي أموراً كثيرة في طريقة الدراسة، فالوقت لا يتسع لكثرة التجريب والتردد "فإذا عزمت فتوكلي على الله"

الله ييسّر لك الخير، ونسمع أخبار نجاحك الرائع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر منة

    بارك اللة فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً