الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنميل بذراعي يفقدني السيطرة عليها.. ما هذه الظاهرة وكيف أعالجها؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين أما بعد

قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، أولاً: أشكر الدكتور محمد عبد العليم على ما بذله من جهد ملاحظ، وأشكر موقع إسلام ويب على ما قدمه لنا من خدمات كثيرة.

هذه رقم آخر استشارة وضعتها في الموقع2129874.

وبرجاء مراجعتها للعلم عن الحالة، وبكل اختصار وبوضوح:

1_ أنا شربت الحشيش مرة واحدة ولم أكن أشربه كيف ولكن شربته كالعلم بالشيء فقط لا غير.

2_ الأعراض كانت كثيرة وقاسية جداً، -والحمد لله- اختفت جميع الأعراض، ولم يتبق إلا القليل منها، وبإذن الله يختفي مع الوقت -بإذن الله-.

3ـ أخذت الدوجماتيل لمدة 3 أشهر، حبتين كل يوم صباحا ومساء.

4ـ وأخذت فيلوزاك حبة مساء كل يوم لمدة 3 أشهر.

5ـ والآن آخذ حبة دوجماتيل، وبإذن الله لمدة شهر، والفلوزاك حبة يوما ويوم لمدة شهر أيضا، وهذه طريقة العلاج التي عرضتها لي:
أنا الآن الحمد لله الصحة الجسدية والنفسية لدي تعتبر جيدة، أنا كنت لا أعمل وفتحت سيبر نت ليشغلني عن التفكير السلبي، -والحمد لله- تحسنت حالتي لدرجة أني لاحظت ذلك، ويوجد بعض الأعراض بإذن الله تكون بسيطة،
وأظن أنها نفسية، وليس عضوية.

والأعراض هي بالتفصيل:

أولا في أول الموضوع لما شربت المخدر أحسست بعد ربع ساعة بأن جسمي كله مثل الإسفنج، المهم اختفى هذا الشعور مني، ولكن لاحظت أنه كان يأتي من فترة لأخرى يعني ممكن شهرين يأتيني لكن بشكل بسيط.

ومرة جاءني وكان شديدا جدا ذهبت لدكتور باطني أعطاني حقنة اسمها، تافاجيل، وهذه الحقنة للحساسية بمجرد ما أخذتها استقر جسمي، بالنسبة لي الحقنة هذه المنقذة لي، وهذا جعلني مطمئن قليلا إذا أتتني مرة أخرى، سأخذ نفس الحقنة، لكني أريد أن أعرف ما سبب هذا الشعور؟

بالأمس كنت أنظر إلى بعض القنوات، فشعرت بتنميل في يدي، كأن يدي سفنجة، وقلت سيرجع لي هذا الشعور مرة أخرى، وحسيت نفسي في دنيا ثانية.

أخي قال لي: أتمشى تمشيت، لكن كانت حالتي في اليومين هذه غير مستقرة، يا ترى ما سبب هذا الشعور، ومثل بسيط يوضح لك هذا الشعور الغريب، مثل أن أكون نائما على ذراعي لفترة طويلة، ويشتد التنميل في ذراعي، فأقوم من النوم، وأشعر بذراعي فقدت السيطرة عليها، ويوجد ألم مثلا: أشعر بعدم السيطرة على جسمي، وهذا أول عرض من الأعراض.

وأيضا أشعر بألم في صدري، ولكنه خفيف، وهذا الألم أشعر به عند أخذ نفس عميق فقط، وله فترة طويلة.

وهذا هو الفحص الذي أجريته في الاستشارة السابقه لترسب الدم:
esr
first hour 9 mm
second hour 17 mm

haemolobin level
13.8 g/dl
12-17.0 g/dl
11.5-16.5 g/d
l__________
أما ثاني عرض، وهو الأخير بإذن الله تعالى، وله علاقة بالعرض الأول، وأنا أعتبره نسبة بسيطة من القلق، وهو الخوف من الشعور بما سبق ذكره في أول عرض،
والخوف أنه يحدث لي في أماكن أو وسط أشخاص، وأفكر في شيء ثان، وهو أني نويت أن أخطب، تخيلت في ذهني أني في الفرح، وجاءني هذا الشعور ماذا سأعمل شيء محرج جدا.

وهذه هي الأعراض بالتفصيل بإذن الله ما يكون ممل بالنسبة لكم، وربنا يجعل هذا في ميزان حسناتكم.

ومع العلم يا دكتور التواصل معك يقوي الحالة النفسية لدي، وحلمي الوحيد أني أكون على اتصال دائم بك.

فهل ستحقق لي حلمي وتراسلني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنا بالطبع سعيد جدًّا أنك قد تخلصت من موضوع شرب المخدر، والتجربة الأولى بالنسبة لك سلبياتها كانت واضحة، وتناولك لهذا المخدر أدى إلى ارتفاع مفاجئ في مادة الدوبامين، وهي أحد الموصلات العصبية الرئيسية التي تؤثر عليها المخدرات، وتعمل من خلال تنشيطها، وهذه المادة حين تضطرب تؤدي إلى اضطرابات نفسية كثيرة وشديدة، تتفاوت من إنسان لآخر، وذلك حسب قوة المادة المخدرة، وتأثيرها على الموصل العصبي، وكذلك استعداد الإنسان للتأثر، والتغير لهذا المخدر، فالناس تتفاوت في هذا المقام.

الحمد لله تعالى هذه التجربة قد انتهت تمامًا، والذي بقي هو هذه التجربة الغريبة التي تحصل لك، وهي ما يمكن أن نشبهها بتنميل يحدث في الذراع إذا ضغط عليه لفترة طويلة، ومن وجهة نظري هذه الظاهرة هي مجرد انقباض عضلي ناتج من بقايا القلق البسيط الذي تعاني منه، ولابد أن أربطها مع شكواك الأخرى، وهي ألم الصدر الذي يأتيك مع التنفس، وأعتقد أن التنميل الذي يعاودك من وقت لآخر هو مجرد نوع من الارتدادات النفسية لما سبق وحدث لك أولاً، فهنالك جانب نفسي - مكون نفسي - كبير لا يمكن أن نتجاهله، أنت هنا مطالب بتجاهل هذه الأعراض بقدر ما تستطيع، وهذه هي طريقة العلاج الرئيسية.

نصيحتي لك أن هذا التنميل المفاجئ الذي يحدث إذا استمر معك لفترة أكثر من شهرين، فهنا سيكون من الأجمل والأفضل، والأحسن أن تراجع طبيب الأعصاب، وليس الطبيب النفسي، لأن الأمر ربما يتطلب إجراء صورة مقطعية للدماغ، وذلك فقط من أجل التأكد حول خلايا المخ، وإن كان هناك أي اختلافات أو تغيرات في تركيبتها.

هذا مجرد مزيد من الاطمئنان، فحوصات الدم كلها ممتازة، وليس هنالك ما يزعجك حيالها.

العرض الثاني الذي تحدثت عنه، وهو هذا القلق والخوف من الشعور بما سبق ذكره، هذا نوع من الخوف التوقعي للطابع الوسواسي، الإنسان حين يمر بتجربة ما خاصة إذا كانت هذه التجربة سلبية، ومخيفة تظل أيضًا عالقة في مخيلته، وقد تحدث له بعض الاجترارات من هنا وهناك، ودائمًا الخوف الوسواسي يعالج أيضًا من خلال تجاهله تجاهلاً تامًا، وكذلك صرف الانتباه بأن تشغل نفسك فيما هو مفيد، وأن تمارس الرياضة بصورة منتظمة، وأن تغير نمط حياتك، هذا من وجهة نظري هو الذي سوف يفيدك كثيرًا.

استمرارك على الدوجماتيل، وعقار فلوكستين/فلوزاك، أعتقد أن هذا الأمر جيد، ومطلوب، وإتباعك للتعليمات الدقيقة في التعاطي مع هذه الأدوية هو أمر إيجابي جدًّا من وجهة نظري، وسوف يعود عليك إن شاء الله تعالى بخير كثير.

أشكرك على شعورك الطيب حيال إسلام ويب، وحيال ما تقدمه، وعنوانك موجود لدينا، وأنا أقول لك أنه لا مانع من التواصل بالطبع، ولكن الصعوبات تتأتى في كثرة المشاكل التي تحتاج إلى تواصل مع كل فرد من الإخوة الذين يتعاملون مع استشارات إسلام ويب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً