الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما حدث حمل يموت الجنين فما السبب؟ وهل هناك حل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة من 13 سنة، وعندي مشكلة بالحمل والولادة.

أنا حملت ثاني شهر من الزواج، وكان كل شيء طبيعيا، ولا توجد مشاكل، وفجأة في نهاية الشهر السادس، صار عندي ألم ولادة وتوسع، وصارت ولادة مبكرة، والجنين لم يعش سوى عدة ساعات ومات.

أما الحمل الثاني فقد كان تقريبا بعد أكثر من سنتين بعد الولادة الأولى، وكنت أتعالج للحمل، فقالوا لي: بأنها حالة نفسية.

المهم أني حملت، وقالوا لي: تلزمني غرزة لعنق الرحم، لأن لدي توسع، وعملت الغرزة، وكل شيء جيد، ونفس الشيء، وبنفس الموعد، صارت عندي ولادة مبكرة، وفقدت الجنين.

أما الحمل الثالث فقد عملت غرزة، وأكملت الأسبوع الأول بالشهر التاسع ولقد رزقني الله بابني أحمد -والحمد لله-.

ثم بعد ذلك في الحمل الرابع رجع لي نفس الأمر، وعملت غرزة، وحصلت ولادة مبكرة آخر الشهر السادس، ومات الجنين.

وفي الحمل الخامس بعد 4 سنوات، وعملت غرزة، وكل شيء كان جيدا، ودخلت الشهر الثامن، وحدثت ولادة مبكرة، والطفل عاش 45 يوم بالحضانة، ثم بعد ذلك مات.

أما في الحمل الأخير، وبعد 3 سنوات، عملت تحاليل، وكل شيء كان طبيعيا، فقط كان عندي التهابات قليلة، وعولجت منها، ثم عملت صورة تلفزيونية للرحم، فقالوا لي: بأنه لا يلزمني غرزة، وطول العنق لدي طبيعي، والمفاجأة أنه وأنا بالشهر الخامس فجأة نزل ماء الجنين، ولم يستمر الحمل لأنه صار عندي تسمم، وتعب الجنين كثيرا، وبقيت في المستشفى حتى مات الجنين ببطني، فقاموا بتوليدي.

والآن لقد تعبت كثيرا، والأطباء قالوا لي: بأنه لا يوجد سبب علمي لحالتك، وليس بالسهل أن أفقد 5 أطفال، وبنفس الوقت أحب أن يكون لابني أخ أو أخت، ولكنني تعبت، ولن أستطيع أن أتحمل صدمات أخرى.

وأرجو من الله أن تكونون قادرين على مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة, يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب إن شاء الله.

وإن حالتك من الحالات التي تسمى (عالية الخطورة)، وهي بالفعل تشكل تحديا للطب والأطباء.

وبعد قراءتي المتمعنة لاستشارتك، فإنه يتضح بأن لديك حالة ما يسمى (بالقصور الوظيفي لعنق الرحم)، وهو تشخيص حديث نوعا ما، أي لم يكن معروفا من قبل، وهو يعني بأن عنق الرحم يبدو بشكل طبيعي تماما، وقياساته بالتصوير تظهر طبيعية، وحتى فوهة العنق الباطنية تكون مغلقة، وليس فيه أي شيء يدعو للشك بوجود قصور، لكنه غير كفء للقيام بوظيفته الطبيعية، بسبب خلل في بنية العضلات الملساء والألياف المرنة في داخله، فيفشل في القيام بمهمته عندما يتعرض لثقل الحمل، فتظهر عندها علامات القصور، وينتهي الحمل بالإجهاض أو بالولادة المبكرة بدون سبب.

ولتقريب الصورة, أشبه الحالة تجاوزا, بحالة قلب إنسان طبيعي وسليم, لكنه يتعب عند صعود الدرج أو بذل أي مجهود, فالتصوير يظهر بأن القلب طبيعي, وكذلك التخطيط، ولكن عند عمل (اختبار الجهد للقلب)، يظهر الضعف بالتخطيط، ولا يتحمل القلب هذا الجهد، والقصة السريرية عندك كافية لوضع تشخيص ( قصور عنق الرحم الوظيفي), ولكن المشكلة هي أن العلاج المتوافر قد لا يضمن نجاح الحمل الجديد.

وبالطبع يمكنك الحمل مجددا, بل هذا هو الحل الوحيد, بشرط أن تكوني مستعدة لكل الاحتمالات, مع ضرورة اتباع بعض الاحتياطات.

- كما ويجب التأكد من عدم وجود سبب مرضي آخر مرافق للحالة أو يزيدها شدة, ولذلك فيجب عمل التحاليل الآتية:

FSH-FREE T3-T4- ACA-ANA-LA-PROTIEN-C-S

- ضرورة عمل صورة ظليلة للرحم، أو تنظير لجوف الرحم, إن لم يكن قد تم عمل ذلك سابقا, للتأكد من عدم وجود تشوه يسبب الإجهاض أو الولادة الباكرة.

- تناول مضاد حيوي مثل: (الاريثروميسين )، كنوع من الوقاية لمدة من 10 إلى 14 يوم، قبل حدوث الحمل, لعلاج أي التهاب خفي قد يؤثر على الحمل فيما بعد.

- عمل زراعة للبول بشكل دوري كل أسبوعين أو ثلاثة, وخاصة خلال الحمل، للتأكد من عدم وجود التهاب بولي غير عرضي، حتى لو لم يكن لديك أعراض بولية.

- عند حدوث الحمل الجديد - بإذن الله - يجب أن يتم عمل ربط لعنق الرحم, وهذا أمر ضروري جدا، ويجب أن يتم وضعه عاليا قدر الإمكان, بحيث يكون ملاصقا للفوهة الباطنية لعنق الرحم.

- تناول حبوب أسبرين الأطفال مع إبر الهيبارين بجرعة وقائية خفيفة فور تشخيص الحمل.

- يمكن تناول نوع خاص من المثبتات على شكل إبر تعطى كل أسبوع إبرة واحدة, واسمها التجاري ملغ delalutin 250، ولقد أظهرت الدراسات الحديثة فائدة هذه الإبر في مثل حالتك, حيث يمكنها أن تقلل نسبة الولادة المبكرة، مع زيادة فترة الحمل في كثير من الحالات - بإذن الله -.

- إعطاء مرخيات الرحم مثل: (الريتودرين) عند ظهور أي علامة على بدء تقلصات رحمية، وبنفس الوقت إعطاؤك إبرة (بيتاميثازون) للمساعدة في إنضاج رئتي الجنين، وتحسين فرصته في الحياة, وفي حالة تطورت الولادة وأصبحت باكرة - لا قدر الله -.

- بالطبع إن التزام الراحة، والإكثار من السوائل المفيدة والماء, والعمل على الاستلقاء والنوم على الجانب الأيسر, هي كلها أشياء أخرى مفيدة - بإذن الله -.

كل ما سبق ما هو إلا نوع من الأخذ بالأسباب, و يبقى التوكل على الله عز وجل هو الأساس فهو خير الحافظين.

نسأل الله العلي القدير أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً