الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنسى ما أريد قوله عندما أواجه شخصا .. فما مشكلتي وما حلها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في المرحلة الإعدادية، بدأت مشكلتي من الصف الأول الإبتدائي، كنت أخاف من محادثة من لا أعرفهم، ولا أتحدث أبدًا ثم بدأت بالتطور وأصبح التحدث مع الناس أمرًا عاديّا، ولكني عندما أواجه شخصًا، وأتكلم فإنني أنسى ما أريد قوله، أو لا أعرف ماذا أقول، بينما أتكلم بطلاقة وسهولة مع نفسي.

وبدأت أشكك في أن صوتي منخفض جدّا، ولا يسمع! لأنني في أغلب الأحيان عندما أتحدث أو حتى أسلّم على الصف لا أحد يسمعني، وبدأت أترك الكلام وأصمت، لكن ذلك ليس جيدًا دائمًا، فأنا أريد أن أنصح الناس، وأشاركهم في نقاشاتهم وأسأل عما يشكل علي من الدرس.

هل من حل لهذه المشكلة؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على السؤال الواضح، والذي أحسنت التعبير فيه عما في نفسك.

ليس نادرا ما وصفت في سؤالك فهو شائع ومنتشر عند الناس، بالرغم من أنها تؤثر كثيرا في حياتهم، إلا أنهم في كثير من الأحيان لا يتحدثون عنه لشعورهم بالحرج والارتباك.

من أكثر أنواع المخاوف انتشارا بين الناس هو "الرهاب الاجتماعي" أو الخوف الاجتماعي، والغالب أن يأخذ شكل الخوف من الحديث أو القراءة أو الخطابة أمام الناس، وأحيانا يأخذ حتى شكل تناول الطعام أمام الآخرين.

يترافق هذا الخوف عادة بمثل الأعراض التي ذكرت بعضها في سؤالك من الارتباك ونسيان ما تريدين قوله، وربما الشعور باحمرار الوجه وارتفاع الحرارة وتسرع خفقان القلب وارتجاف اليدين، وربما التعرق ورجفة الصوت وتردده.

وفي الكثير من الأحيان قد لا نستطيع معرفة منشأ هذا الخوف، بينما نستطيع ذلك في بعض الحالات، كما هو في حالتك، حيث تريدّين منشأ هذا الخوف والقلق عندك للانتقاد الذي وجهته إليك صاحبتك في الماضي.

مهما كانت الأسباب فأفضل طريقة للحل أو العلاج هو في اقتحام أجواء الحديث مع الناس، وعدم تجنب هذا الأمر، فالتجنب و"الهروب" من المواجهة لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا، حتى يجد الإنسان نفسه يتجنب كل الحديث أو القراءة أمام الآخرين.

أريدك أن ترفقي بنفسك، فتحاولين أن تبدئي بالمواقف الخفيفة، ولا بأس مثلا أن تتحدثي مع معلمتك، والمفضلة خاصة، وتصاريحها بأن لديك بعض الخوف من الحديث مع الآخرين، فهذا الاعتراف والحديث يعتبر نصف العلاج، وهي بدورها ستوجهك وتعينك على تجاوز هذا الأمر.

في بعض الأحيان نستعمل القراءة لتخفيف صعوبات الكلام والحديث، فمما يفيد محاولة الحديث والقراءة المنفردة بصوت عال كنوع من التدريب، وربما حتى تسجيل هذه القراءة والاستماع إليها، ويمكنك أيضا أن تطلبي أحدا من أسرتك أو صديقة لك أن تحضر مثل هذه القراءة، وهكذا حتى يزول الخوف لديك، ولا تعودي تبالين بعدد الجمهور الذين يستمعون إليك.

اطمئني أنها فترة عابرة، وستتجاوزنها بعون الله.

وفقك الله ويسّر لك الصعاب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً