الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا حامل بالحمل الأول... فما توجيهاتكم ونصائحكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أولاً أود أن أشكركم على المقالات الرائعة.
أنا متزوجة مند عام و 4 أشهر، وحامل بالشهر السابع والنصف، وأعيش بالغربة مع زوجي، علماً أن جنسياتنا مختلفتان, ذهبت لأزور عائلتي قبل ستة أشهر فاكتشفت بأني حامل، ففرحت كثيراً وأخبرت والدتي بأن تأتي لمساعدتي عندما ألد, لكن عندما رجعت لمنزل زوجي أخبرته بأن أمي ستأتي عندنا لكن تفاجأت بالرفض! وأخبرني بأنه هو من سيساعدني عندما ألد, لأنه لا يريد أن يشتري بطاقة طائرة!

مع العلم أن حاله ميسور -الحمد لله- والآن اقترب موعدي وكلما أتصل بأمي تسألني متى سآتي عندكم؟ ولكن لا يكون عندي جواب واضح، وأخجل من أن أقول لها زوجي لا يريد, حالتي النفسية متعبة جداً، وأنا خائفة من تأثير كل هذا على الجنين، أخبروني ماذا أفعل؟ فقد توقف دماغي عن التفكير بهذا الموضوع! وهل اختلاف الجنسية هو مشكلتنا الأساسية؟

قبل شهرين أخبرتني الدكتورة أن حجم الجنين صغير بالنسبة لخمسة أشهر، ولكن هذا طبيعي يكون عند بعض الحوامل، وقالت لي لا تخافي، ولكن أنا قلقة من هذه الناحية!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصاحبته ومن والاه، نسأل الله تعالى أن يسمعك خيراً، وأن يقدر لك الخير، وأن يفرحك بهذا الجنين، وأن يجعله من الصالحين، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونحن على استعداد وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا والبنات، ونسأل الله تعالى أن يحقق بهم الآمال هو لي ذلك وهو الكبير المتعال سبحانه وتعالى.

لا يخفى عليك أن فترة سنة وأربعة أشهر لا تتيح للمرأة التعرف الكامل على زوجها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدك معه، من الأمور الأساسية التي ينبغي أن نتعرف عليها طريق الأسر، وطريق الناس في التواصل مع أصهارهم ومع الذين تزوجوا منهم، فمن الناس من ينكمش، ومنهم من يتوسع في العلاقات، والجنسيات في ذلك بلا شك مختلفة، وأنت ولله الحمد رزقك الله تعالى بهذا المولد في بطنك، ونتمنى أن تحافظي على استقرارك النفسي ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها.

أحسنت عندما لم تخبري الوالدة بسبب هذا التردد، ورفض الرجل، ولا تعلني لها عن هذا؛ لأن هذا من شأنه أن يؤثر على الوالدة، ولا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، فلست وحدك التي انجبت في غياب أهلها وفي غياب أسرتها، ولكن لا مانع بعد ذلك من أن تحاوري الزوج وأن تضعي خيارات، وإذا كان لا يريد مجيء الوالدة فيمكنك بعد إنجاب مولودك بالسلامة والعافية أن تقرري الذهاب والسفر إلى الوالدة لإرضائها، لأن مثل هذه الأمور أيضاً تجلب السرور، فالوالدة كل الذي يهمها تريد أن تطمئن عليك، أشعريها بأنك بصحة وعافية والتمسي لها العذر لأن هذا الرجل، وليتك وضحت لنا ما هي أسباب هذا الرفض بالنسبة له هل له والدة وهل هنالك مؤثرات خارجية، هل طبيعته لا يريد للآخرين أن يتدخلوا في حياته أو يدخلوا إلى بيته؟ فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علينا بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب، ولكن هذا لا يمنع أن تلاطفي الزوج وأن تبني له أهمية وجود الوالدة إلى جوارك، وتطرحي له بدائل وتخففي عليه من الآثار المؤيدة لمجيء الوالدة أو غيرها، وبيني له أن حالتك النفسية وارتفاع المعنويات له أثر عليك وعلى الجنين الذي في بطنك، وإذا لم يحصل هذا فنحن ندعوك إلى أن تحافظي على بيتك وأن تحكمي عقلك لا عاطفتك وأن تتذكري أن أي توترات عندك تؤثر جداً على هذا الجنين، خاصة في الأشهر المتبقية، وهي الأهم والأخطر في حياة الجنين، فإن الثلاثة الأشهر كثيراً من الحمل يكتمل فيها قوة المناعة، ومعظم القوة العقلية والروابط العقلية بالنسبة للطفل في هذه الأشهر الأخيرة.

فحاولي أن تمتصي هذا الذي يحدث وتتفاهمي مع زوجك، ولا مانع أن تحسني الاعتذار للوالدة، وأن تقولي الإجراءات فيها صعوبة، وفعلاً قد يكون فيها صعوبة وتبيني لها أيضا أن مسألة السفر قد يكون فيها صعوبة بالنسبة لك، وأن زوجي يفضل أن نأتيك بعد أن الإنجاب... ونحو ذلك من الكلام الذي يمكن أن تحاوري فيه زوجك، ولا تنقلي إلا المشاعر الإيجابية بين زوجك وبين أهلك، لا تشعريها أنك متضايقة، ونحن حقيقة نتمنى أن يتفهم الرجل حاجتك إلى وجود الوالدة، وأهم من هذا ارتفاع المعنويات والناحية النفسية لما لها من أثر كبير على الجنين الذي في بطنك.

المهم لا تعط الموضوع من حجمه، وتفهمي هذا الذي يحدث، وسوف نكون سعداء لو كتبت لنا الأسباب الفعلية لرفض هذا الرجل لمجيء الوالدة من خلاله نستطيع أن نناقشك ونبين لك المخاوف والأمور التي تثير مخاوف هذا الرجل من مجيء الوالدة أو غيرها.

إذن الأمر يحتاج منك إلى نظرة شاملة وإلى بحث عن الأسباب، وأهم من هذا أن تمتصي هذا الذي يحدث ولا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، واحرصي على أن تكوني مستقرة نفسياً، واهتمي بصحتك وبطعامك وشرابك، فإن الجنين يتأثر بالناحية النفسية ويتأثر بعدم اهتمامك بالغذاء سلباً، ويتضرر من كل هذه الأشياء التي يمكن أن تحدث، المسلمة تمتص ما تأتيها من آلام حماية لجنينها، وعجبا لأمر المؤمن أن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء فصبر فكان خير له، وكم تمنينا أن لا تستعجلي أصلاً بإخبار الوالدة ولكن قدر الله وما شاء الله فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان، فاستأنفي حياتك بصورة جديدة وثقة في الله المجيد، واعلمي أن الله تعالى هو الذي يقدر الأمور، وأنه إذا أراد لهذه الوالدة أن تأتي فسوف تأتي، وإذا كان هذا الأمر غير مقدر لن تأتي الوالدة؛ ولأنه كما قلنا لو تستطيعين أن تطرحي البديل الآخر وهو الرغبة في الذهاب إلى زيارة الوالدة حتى تطمئن عليك، وحتى تسعد بمجيء هذا المولود.

ونكرر ينبغي أن يكون رفض الزوج لمجيء الوالدة سر من الأسرار لا تحاولي أن تظهري وحاولوا أن تبحثوا عن أسباب أخرى يمكن أن تكون مقنعة للوالدة ولمن حولها.

ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
====================================
انتهت إجابة د. رغدة عكاشة أخصائية النساء والتوليد
تليها إجابة د. أحمد الفرجابي المستشار الاجتماعي
====================================

بما أن الطبيبة قد طمأنتك وقالت لك بأن هذا أمر طبيعي, فهذا يعني بأن الفرق أو النقص في حجم الجنين نقص بسيط, ويقع ضمن الهامش الطبيعي المقبول, فأجهزة التصوير هذه تعتمد في تحدد عمر الجنين بناءً على القياسات التي تأخذها الطبيبة, وهنالك دوما هامش للخطأ زيادة أو نقصانا, ولا يمكن التحكم به تماما, وهو عادة من أسبوع إلى أسبوعين وليس أكثر.

وللحكم على سلامة الجنين فإن المهم هو سرعة النمو, فإن تمت إعادة التصوير بعد أسبوعين مثلاً, وكبر الجنين خلالها أسبوعين أيضاً, فهنا تكون سرعة النمو طبيعية -وهذا هو المهم- ولا داعي حينها للخوف أو القلق.

إن كانت سرعة النمو طبيعية, لكن حجم الجنين صغيراً, فهنا قد يكون السبب هو سببا وراثيا, أي قد تكونين أنت أو زوجك أو أي أحد في عائلتكما يمتلك هذه الصفة.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً