الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أنام إلا بصعوبة، واكتئاب، وقلق، وتوتر..هذه معاناتي فهل من مساعدة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أشكركم جزيل الشكر على إتاحة الفرصة لنا جعل الله عملكم في ميزان حسناتكم.

كي لا أطيل عليكم ألخص لكم معاناتي، أنا شاب عمري 23 سنة، حاصل على الإجازة في الإعلاميات -الحمد لله- وأصلي، وأحفظ ما تيسر من كتاب الله, نحمد الله على كل حال، وأسأل الله أن يشفيني بفضله، ويمد لي أسباب الشفاء.

أعاني من شرود الذهن، وتأتيني أفكار غير إرادية، كل هذا يجعلني أحس باكتئاب، وقلق، وتوتر شديد، كما أني لا أنام دائما إلا بصعوبة، تراودني مشاعر كالخوف، مع العلم أني وقعت لي أحداث كثيرة عندما كنت صغيرا لا تنمحي من ذاكرتي, كما أني في بعض الأحيان لا أحس بوجودي فقط، فأنا أرى وأسمع لكن لا أحس بجسدي، بالإضافة إلى مشكلة النحافة، فأنا عمري 23 سنة، ووزني بين 45 و 50 كلغ.

أتمنى أن تساعدوني لأتغلب على هذه المشاكل، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

أخي الفاضل الكريم: الذي يتضح لي أن الأفكار التي تأتيك نسميها بالأفكار التلقائية السلبية، وهذه معروفة في حالات الاكتئاب البسيط أو المتوسط، أن الإنسان تكون عملية التقنية، أو الفلترة للأفكار لديه ليست دقيقة؛ وقد يقطع الطريق أمام الفكر الإيجابي، وتتاح الفرصة للفكر السلبي لكي يتسرب تلقائيا، ويجعل الإنسان لا يشعر بملذات الحياة، ويصاب بالكدر وتجده يعظم السلبيات البسيطة، ولا يدرك قيمة الإيجابيات، ولا يستشعرها هذه نظرية معروفة من نظريات الاكتئاب، ونحن نقول للناس أو حين ننبههم حول هذه الحقيقة العلمية تجدهم يتحفزون تحفزا إيجابيا لصد هذا الفكر السلبي المتساقط، ويغلقون الطريق عليه، ويستبدل بفكر إيجابي.

الفكر الإيجابي دائما يقوم على الواقع، فمثلا أنت شاب في هذا العمر النظر، ولديك تخصص في الإعلاميات، -والحمد لله تعالى- تصلي، وتحفظ من كتاب الله ما تيسر، فأنت في نعيم عظيم أيها الأخ الكريم، ويجب أن تتذكر هذا، ويجب أن تقبل ذاتك على هذا النسق، أي أنك بخير، ومن ثم تحاول أن تطور نفسك، وأن تضع لنفسك برامج يومية تدير من خلالها وقتك، الانخراط في الأنشطة المختلفة ،الأنشطة الترفيهية، الأنشطة الاجتماعية، الواجبات الحياتية، الواجبات العبادية، صلة الرحم، بر الوالدين القراءة النافعة.

أخي: كل هذا نوع من الأنشطة التي تعود إيجابا على الإنسان في فكره وعقله، وكذلك نفسه، فأرجو أن تسير على هذا المنحى، أنت أيضا محتاج لعلاج دوائي، هنالك مضادات ممتازة جدا للاكتئاب، وأنا على ثقة أنها سوف تفيدك كثيرا، لكن نسبة لحالة النحافة التي تعاني منها أعتقد أنه سيكون من الحكمة أن تذهب إلى الطبيب، يمكنك أن تذهب إلى الطبيب النفسي، وسوف يقوم بفحصك.

الأطباء النفسيون لديهم قاعدة ممتازة من المعرفة الطبية، والفحص لا بد أن يشمل مستوى الدم، ووظائف الغدة الدرقية، والكلى، والكبد، وبعد أن يتم التأكد أن كل شيء سليم سوف يعطيك الطبيب العلاج الدوائي المناسب، الذي سوف يجعلك تتغلب على حالة الاكتئاب الناشئة من التفكير السلبي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسأل الله العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً