الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي لايسمع كلامي وكثير البكاء، فماذا أفعل لأجعله مطيعًا وهادئًا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

طفلي عمره سنتان ونصف, ذكي - والحمد لله - لكنه عنيد, ولا يسمع كلامي, وكثير الصراخ والبكاء, وأنا عصبية أيضًا.

ابني لا يلفت نظره أي لعبة يلعبها - 5 دقائق ويتركها - كثير البكاء, ويصرخ, ولا يسمع كلامي, ولا يترك شيئًا بالبيت لا يلعب به, حركي, ولا أعرف كيف أفرغ طاقته؟ فلا توجد لعبة تلفت نظره.

أريد أن أعلمه قضاء حاجته في الحمام, وهو مستوعب, لكنه لا يريد التعاون معي, لم أترك أسلوبًا إلا وجربته, فآمل أن ترشدوني للحل رجاء, كيف يسمع كلمتي, ولا يحرجني أمام الناس, ويترك لي مجالاً لأرتاح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تيران حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا.

لابد من أجل تربية ناجحة للطفل من فهم طبيعة نفسيته, وطرق وأسباب سلوكه وتصرفاته، وسأذكر هنا أهم نقطة ربما في الإجابة عن سؤالك، وهذا لا يمنع من أن تبحثي عن دورة تدريبية في تربية الأولاد، والتي نسميها أحيانًا "تدريب الوالدية" أي التدريب على مهارات تربية الأولاد، فحضور مثل هذه الدورات يتيح لك تعلم المهارات الكثيرة في تربية الأطفال, ولا يمنعك هذا أيضًا من قراءة كتب متخصصة عن تربية الأولاد، وهي كثيرة، وكلها أو معظمها طيب ومفيد، والكتاب يرشدك لآخر، وبحسب الحالة العمرية للأطفال، وهم الآن في مرحلة الطفولة المبكرة، وقبل وصولهم للمراهقة لابد أن تطلعي على كتب التعامل مع المراهق.

وبالنسبة لطفلك الصغير وهو في عمر السنتين والنصف: فحاولي وخلال الأسابيع القادمة أن تلاحظي أي سلوك حسن إيجابي يقوم به كل طفل من أطفالك، فلاحظي ذلك واشكريه عليه، وخاصة عندما يستمع إليك، وقولي له "أحسنت أنك جلست على كرسي الحمام... رائع!"...

وفي نفس الوقت عندما ترينه يعضّ أحدًا فتدخلي وأوقفي هذا السلوك السلبي، إلا أنه من الضروري أن تعطيه الكثير من الانتباه، ففي مثل هذا السلوك المؤذي للآخرين لابد من تدخلك لمنع هذا الأذى, ولكن السرّ أن تعطيه أقل قدر ممكن من الانتباه، وتنصرفي لأمر أو عمل آخر, وستلاحظين وخلال وقت قصير أن السلوكيات السلبية قد خفّت كثيرًا, وربما اختفت, كعدم الاستجابة إليك.

وتقوم هذه الطريقة على مبدأ بسيط أن السلوك الذي نعطيه الانتباه يتكرر مرات ومرات، والسلوك الذي نتجاهله يخف ويختفي مع الوقت، فانظري ما هو السلوك الذي تريدين من أطفالك أن يكثروا منه، وما هو السلوك الذي تريدين اختفاءه؟ والخيار لك!

والفائدة هنا أن نعطي الانتباه للسلوك الذي نريده أن يقوم به وأن يتكرر، بينما نصرف انتباهنا عن السلوك السلبي، ونعطيه القدر الأقل من الانتباه، وبالتالي سيختفي مع الوقت.

وفقك الله لحسن تربية طفلك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فرنسا سعاد

    سلام الله عليكم ان بعض الاطفال مهما عملتي معهم يبقون على هذه الحال الى ان تفوة هذه المزحلة فعلينا بالصبر و الله مستعان

  • الجزائر ساره

    شكراللمعلومات التي افادتني

  • الأردن فاطمه من الاردن

    كلام جميل لقد استفدت منه كثيرا جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً