الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبتي تشكو من الروماتيزم والإغماء المتكرر عند الحزن والصداع .. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

خطيبتي عندها أعراض تحزنني جدًا فهي:

أولا: تشكو من الروماتيزم، وتأخذ حقنة كل شهر، ولا تحب أخذ حقنة الروماتيزم؛ لأنها تزيد وزنها.

ثانيًا: يأتي لها صداع دائم مؤلم جدًا، وأحيانًا تقول لي: إنها تحس بأن دماغها متورم من شدة الصداع، ولا أعرف هل عندها تورم، أم أنها تحس بهذا من شدة الألم؟

ثالثًا: الإغماء المتكرر في حالة الحزن.

أرجوكم أفيدوني، وشكرًا جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

إن كان الطبيب قد كتب لها حقن البنسلين الشهرية، فلابد وأن عندها إصابة في أحد صمامات القلب نتيجة الحمى الروماتيزمية، وقد تستمر على هذه الإبر لعشر سنوات، ويعتمد هذا على مدى تأثر الصمامات وعمل خطيبتك؛ لأن من يعمل مع الأطفال - كالمدرسات مثلا - فإنهم يتعرضون للجراثيم التي يمكن أن تسبب التهاب اللوز، وبالتالي يمكن أن يسبب ذلك إصابة إضافية لصمامات القلب؛ ولذا عليها أن تستمر على الحقن، فإن لم تستطع فهناك حبوب تأخذها يوميًا, وهي: (Erythromycin 250) مرتين في اليوم.

والصداع على الأكثر سببه صداع التوتر، وهو أكثر أسباب الصداع، ويسمى أحيانًا صداع الإجهاد، ويميل إلى التكرار من آن لآخر، ويستمر الصداع ما بين 30 دقيقة إلى بضعة أيام متواصلة، ويظهر هذا الصداع بشكلٍ دوري متقطع من فترة لأخرى (مرتين أو ثلاثة في الشهر أو بشكل يومي مزمن).

ويصف المريض هذا الصداع بأنه أشبه بحزام ضاغط على الرأس، وتتراوح شدته في أغلب الحالات بين خفيف إلى متوسط، وقد يكون شديدًا لدى البعض، وقد تمتد فترة الصداع من نصف ساعة إلى عدة ساعات، وربما أيام، ويبدأ عادة خفيفًا، ثم يتدرج في شدته، وأكثر ما يحدث في ساعات النهار، ولا يصاحبه شعور بالغثيان، أو رغبة في القيء، أو حساسية للضوء أو الضوضاء.

وهناك عوامل تزيد من حدوثه مثل:

- قلة الراحة، وزيادة المجهود البدني، والانشغال الذهني.

- الضغوط النفسية والذهنية (في الدراسة والامتحانات، والعمل..وغيرها).

- الجلوس والنوم بطريقة غير مريحة.

- التعرض لصعوبات اجتماعية أو عائلية أو وظيفية.

قد يترافق مع صداع التوتر أعراض أخرى، مثل: الإجهاد, والكسل، وصعوبة النوم، والتوتر النفسي، وسرعة الانفعال، وضعف التركيز.

يعالج صداع التوتر بالمسكنات, مثل: الباراسيتامول (بنادول/تايلنول), أو فولتارين، أو مرخيات العضلات مثل: ميوجيسيك.

يجب أخذ أقل جرعة تفيد في التخلص من الصداع، وإذا اضطر المريض لأخذ المسكنات بكثرة فعليه بمراجعة الطبيب؛ لأن الإكثار منها قد يسبب ما يُعرف بالصداع العكسي، والذي يعني حدوث الصداع عند التوقف عن أخذ المسكنات.

وهناك وسائل أخرى لعلاج صداع التوتر، منها: ممارسة تمارين الاسترخاء، وهذا الإحساس بأن دماغها متورم من شد العضلات التي يمكن أن يشعر المريض وكأنها متورمة.

أما الإغماء فهذا عرض مهم جدًا؛ لأنه قد يكون بسبب تضيق في صمامات القلب من الحمى الروماتيزمية.

أما إن كان في حالة الحزن فقط فإنه من المهم معرفة بعض الأمور، فإن كانت تغيب عن الوعي لسماعها خبرًا محزنًا أو رؤية شيء مخيف، فهذا يسمى بالإغماء الوعائي (vasovagal syncope)، وسببه الخوف، وهو نفسي المنشأ إلا أنه يكون ناجمًا عن زيادة تهيج العصب الحائر الذي يسبب تباطؤ النبض، وقلة وصول الدم إلى الدماغ؛ لذا ففي مثل هذه الحالة يجب أن يوضع المرضى بوضعية الاستلقاء, مع رفع الرجلين أعلى من مستوى الراس، وعادة ما تتحسن الأمور مباشرة.

يفضل مراجعة طبيب القلب للتأكد من أن الصمامات ليست هي السبب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً