الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أستطع أن أقلع عن العادة السرية، فماذا أفعل؟

السؤال

أنا شاب مراهق, عمري 18 عامًا, أدمنت على فعل العادة السرية مذ كان عمري 14 عامًا, ومن ذلك الوقت حتى الساعة وأنا غير مرتاح نفسيًا, حاولت كثيرًا منذ ثلاث سنوات أن أتوب إلى الله, ولكن - للأسف - لقد أدمنت عليها, ومرة من المرات حلفت على كتاب الله عز وجل ألا أعود إلى فعل العادة السرية, ولكن -يا للأسف- كم أنا منزعج كثيرًا, ولا أعلم ماذا أفعل؟ ولكن بكل صدق وعزيمة أنوي أن أتوب إلى الله منها طول حياتي مع بداية شهر رمضان المبارك.

أرجو أن تساعدني بأن أتخلص من هذه العادة, وأسأل الله عز وجل أن يتوب علي, ولكن هذه العادة أثرت كثيرًا على حياتي العلمية والدراسية, فأرجو المساعدة, وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

أهلاً بك - ولدنا الفاضل - في موقعك إسلام ويب، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك صلاحًا وهدىً واستقامة وتدينًا, كما نسأله تبارك وتعالى أن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفقك لإسعاد نفسك, ولتزويدها بالعلوم النافعة، وأن يجعل لك مستقبلاً مُشرقًا مزهرًا، إنه جواد كريم.

أما ما سألت عنه فنحب أن نجيبك من خلال النقاط التالية:

أولاً: لقد بدأت تضع يديك على أول الطريق, والأمر يحتاج منك إلى متابعة واجتهاد، ويعينك على ذلك أن تعلم أنك مسؤول عن نفسك, ولا يخفى عليك أن الله جل جلاله رهن كل إنسان بعمله فقال تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة}, وقال أيضًا: {كل امرئ بما كسب رهين}, وقال كذلك: {من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها}, وقال كذلك: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا}, وهذه المسؤولية تدفعك دفعًا إلى أن تغير من أمرك, وأن تصلحها، وأن تدرك تمامًا أنك أقدر الناس على ترويضها وتهذيبها، وأن أحدًا لا يقدر أن يساعدك ما غابت عنك الإرادة والشجاعة في اتخاذ القرار ومتابعته، فالبداية عندك أنت.

ثانيًا: يعينك على تقوية الإرادة معرفة أضرار هذه العادة: أضرارها الدينية والبدنية على السواء، ونحن نتمنى عليك أن تدخل إلى الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية لتتعرف على تلك الآثار، وستجد العلماء قد تحدثوا كثيرًا عن أضرارها على المخ, وعلى البدن، وفوق ذلك هي معصية, والله وصف أولياءه الكرام بقوله: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}, ومعنى العادون: أي المعتدون الظالمون.

بما يتعلق بالعادة السرية: فكلما شعرت بالرغبة فحاول أن تغير وضعك, وأن تهرب منها, وأن تتواجد مع الناس أو بعيدًا عن الأماكن الخالية، وأن تتوجه إلى الله بالدعاء أن يعافيك الله من ذلك.

ثالثًا: هناك بعض الإرشادات المساعدة والمعينة لك - إن شاء الله - بجوار ما ذكرت من التزام بالصلاة, وعدم الإثارة, وهي:

1- ممارسة الرياضة بصورة منتظمة.

2- عدم الجلوس وحدك أو الخلوة بنفسك.

3- الانشغال بعمل من الأعمال الدعوية.

4- كثرة الدعاء لله عز وجل، فالمرء ضعيف بنفسه قوي بربه.

وفي الختام: إياك أن تيأس, ولا تجعل الشيطان يثبطك ليقول لك: قد وعدت ربك ووقعت بعد أسبوع, أو أقل, أو أكثر, ولا عهد لك، ويدفعك إلى اليأس، فاحذر من ذلك، وجدد التوبة والعهد، واحمد الله دومًا على وقت مر بلا معصية, واستدرك ما فاتك، وتعرف على الأسباب التي تدفعك إلى فعل ما حرم الله، وستجد نفسك في النهاية شابًا مستقيمًا - إن شاء الله -.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحصن فرجك، وأن يطهر قلبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً