الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب الضلالات البارونية وتأثيره على الحالة النفسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ويعد: فإنني أشكركم على هذا الموقع المفيد، وأسأل الله العلي القدير أن ينفع به جميع عباده، وأن يجزيكم المثوبة والأجر.

ثانيا: لي أخت كانت طبيعية حتى وصلت إلى الصف الرابع الابتدائي، ثم بدأت تكلم نفسها, وتكلم الحائط، ثم بدأت بالانطواء على نفسها،وبقيت على هذا الحال ما يقارب عشر سنوات، فهي لا تتكلم مع أحد، حتى وإن احتاجت لشيء.

تطورت حالتها إلى أن وصلت للشك في أننا نتكلم فيها، فتخرج أحيانا علينا ثائرة، وتتهمنا بأننا نتكلم فيها، ثم بدأت حالتها تزداد، فتأتي إلى أمي وهي بحالة عصبية وتبدأ بمشاجرتها، وتتهمها بأنها تنظر إليها فتقول لا تنظري ولا تتكلمي معي، والمشكلة الأصعب أنها ترفض الذهاب إلى الطبيب النفسي أو إلى راقٍ شرعي.

فأرجو من الله ثم منكم أن تجدو لنا حلا، أو تعطونا اسم دواء يخفف حالتها؛ حتى تستجيب لنا بالذهاب إلى طبيب نفسي؛ لأننا كرهنا البيت، فنحن نعيش في حالة توتر دائم، وعمرها الآن 33 سنة.

لدي أختي الثانية عمرها 23 سنة، بدأت حالتها منذ سنة، فهي تخبئ وجهها إما يمينا أو يسارا، وعندما تجلس أمام التلفاز فإنها تمسك بطنها وتخبئ رأسها بجانب طاولة التلفاز، وإذا أكلت مع أهلي فإنها تأكل بسرعة، وتذهب وهي تركض، وإذا نهضت من فراشها لتذهب مثلا إلى الحمام -أعزكم الله- أو إلى المطبخ فإنها تبدأ بالركض، ثم تعود إلى فراشها، وهي تركض وتغطي نفسها، والمشكلة أننا سألناها هل تشتكين من شيء؟ هل تريدين الذهاب إلى الطبيب؟ فتجب بارتباك لا.

فأرجو أن تساعدونا في حل مشكلتها حتى لا تضيع مستقبلها، ولكم مني جزيل الشكر والدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن حالة أختك الأولى: الذي يتضح لي من المعلومات المتوفرة حسب رسالتك أن هذه الابنة –حفظها الله– تعاني من اضطراب نفسي رئيسي، وهذا يسمى باضطراب الضلالات البارونية، ويُقصد بذلك سوء التأويل وسوء التفسير والظنان، والمرض ليس فقط هو الشك والظنان، لكن يكون أيضًا مرتبطًا باضطراب في الشخصية واضطراب في السلوك، وهذا بالطبع مزعج، لكن هذه الحالات أصبح الآن يمكن علاجها بصورة جيدة جدًّا وبصورة فاعلة، بشرط أن يلتزم المريض بتناول الدواء.

ومعظم مرضى هذه الحالات قد لا يتعاونون في بداية الأمر في تناول الدواء، لكن بعد أن تتحسن أحوالهم ويستعيدوا استبصارهم ويتم الشرح لهم حول أحوالهم بطريقة مبسطة؛ تجد أن اقتناعهم أصبح جيدًا وممتازًا لتلقي العلاج.

الذي أود أن أقترحه عليك وبما أن أختك الثانية أيضًا قد يكون لديها بعض الصعوبات النفسية التي يصعب عليَّ تحديدها، لأنها بالفعل تحتاج إلى تقييم مباشر، قد يكون لديها ضعف في الذكاء قليلاً، قد يكون أيضًا لديها نوع من المخاوف النفسية، أو اضطراب نفسي آخر كالوساوس، هذا كله احتمالات، وعليه أنا أريد أن أقترح عليك:

إذا استطعت أن تتواصل مع طبيب نفسي -أو طبيبة نفسية– يمكن أن يحضر الطبيب إلى البيت، هذا متوفر، وأعلمُ تمامًا أن بالمملكة العربية السعودية لديهم خدمة ممتازة جدًّا في مجال الطب النفسي تُعرف بالخدمة المجتمعية، وهذه الخدمة ملحقة بمستشفيات الطب النفسي الكبيرة توفرها الدولة، وخدمات ممتازة جدًّا ومفيدة جدًّا، ومن خلال هذه الخدمات يقوم الطبيب –أو الطبيبة النفسية– بزيارة المريض في بيته، وعن طريق الملاحظة العامة يستطيع الطبيب أن يضع التشخيص ومن ثم يضع العلاج اللازم، وإن كان هنالك أي حاجة لأي نوع من الفحوصات سوف يقوم بها الطبيب.

هذا هو الذي أنصحك به في حالة هاتين الابنتين، و- إن شاء الله تعالى - أنت مأجور، ولك الشكر والتقدير على اهتمامك بهذا الأمر، وأنا حقيقة أود أن أشجعك جدًّا على ألا تتوقف، وألا تتراجع أبدًا عن مساعدة أختيك، وأبشرك أنه توجد الآن علاجات ممتازة جدًّا، علاجات فعالة جدًّا، حديثة وممتازة جدًّا وغير إدمانية وتعالج هذه الحالات بصورة جيدة جدًّا.

وأبشرك أيضًا أن الأدوية كثيرة جدًّا، منها أدوية يمكن أن تذوب وتُعطى للمريض في العصير مثلاً، لكن هذا ليس صحيحًا إلا بعد أن يتم فحص المريض، لذا أنا أحتم أن يأتيا طبيبا –أو طبيبة– ليقوم بفحصهما، ويوجد أيضًا نوع من الإبر التي يمكن أن تُعطى مثلاً مرة كل أسبوع، أو مرة كل أسبوعين، أو كل شهر، فالخيارات العلاجية كثيرة جدًّا، وفي ذات الوقت سوف يقوم الطبيب النفسي بإرشاد الأسرة حول كيفية التعامل مع هؤلاء المرضى، وتطبيق ما نسميه بالبرامج التأهيلية.

فالحلول موجودة، وحقيقة أنا أشكرك على تواصلك معنا، وأنا بالفعل شعرت أن هذه الرسالة التي أرسلتها لنا مهمة جدًّا، وعليه أرجو أيضًا أن تُقدّر إجابتنا وتأخذ بها وتطبق ما أرشدناك إليه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً