الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الشعور الدائم بالخوف والقلق مع تكرار التبول، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة ألا وهي الشعور الدائم بالخوف، والخوف من الذهاب إلى الأماكن المجهولة التي لم أذهب إليها سابقاً، والحزن والضيق والرغبة بالبكاء والقلق والتوتر والاكتئاب، الخوف من الأمراض وكثرة التفكير، وعدم الإدراك والتركيز، وتنتابني لحظة القلق ورعشة في الجسم، وضيق تنفس، وألم في الجهة اليسرى من الصدر، ودوخة وسرعة الغضب وعدم القدرة على التعامل مع الغضب، وعند الغضب تتسارع دقات قلبي، وأشعر بالخوف والرعشة.

وأعاني أيضا من كثرة التبول بمعدل كل ساعة أو أقل في بعض الفترات كل 5 أو 10 دقائق، وعند مراجعتي لأحد أطباء المسالك البولية وعمل تحاليل البول والدم والحمدلله جميعها سليمة، ولكن عند عملي سونارا للمثانة عند امتلائها وبعد تفريغها أخبرني أن هناك بول متبقي بعد التفريغ، وأخبرني أنها حالة نفسية، وأن لدي ما يسمى بالمثانة العصبية، ووصف لي distrusitol 2mg لمدة شهر لكن لم أشعر بتحسن كبير.
والله الموفق!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أعراض الخوف والقلق والتوتر نتج منها كل الأعراض التي ذكرتها من دوخة وضعف في التركيز ورعشة في الجسم، وضيق في التنفس، والتعجل في التبول، وعدم التحكم في الانفعالات والغضب، هذا ناتج من القلق والمخاوف والتوترات، وهذا كثيرًا ما ينتج عنه ما نسميه بالشعور الاكتئابي الثانوي.

علاجك في الآتي:

أولاً: إذا كانت هنالك أسباب لكل هذه التوترات لابد أن تواجه هذه الأسباب وحاول أن تضع الحلول المناسبة.

ثانيًا: انقل فكرك نقلة تفاؤلية، لا تكن تشاؤميًا، لا تتخيل فقط ما هو سلبي في حياتك، حياتك فيها أشياء طيبة جميلة، حاول دائمًا أن تتذكرها وأن تضعها نصب عينيك، وأن تحاول أن تطورها، وذلك من أجل المزيد من الإنتاج.

ثالثًا: أرجو أن تكون معبرًا عما بذاتك، لا تطرق الأشياء البسيطة الغير مرضية لك تحتقن، وذلك من خلال كبتها وعدم الإفصاح بها، التحقن النفسي مثل تحقن الأنف، إذا لم تعالجه من خلال التنفيس ربما تكون نتائجه ليست جيدة، فأرجو أن تحرص حرصًا شديدًا على التعبير عما بذاتك، وهذا سوف يفيدك كثيرًا في موضوع الغضب، لأن أحد مشاكل الغضب هي الكتمان، وحين تعبر عن نفسك وتكون منفتحًا هذا سوف يفيدك فائدة كبيرة جدًّا في خصوص الغضب، وأرجو منك أيضًا أن تطبق ما ورد في السنة النبوية المطهرة، حين تأتيك مشاعر الغضب الأولى عليك بالاستغفار، عليك بأن تغير مكانك، عليك أن تغير وضعك، اتفل ثلاثًا على شقك الأيسر، توضأ ويا حبذا لو صليت ركعتين، جرب هذا لمرة أو مرتين سوف تجد فيه فائدة كبيرة جدًّا، وبعد ذلك إن شاء الله تعالى سيكون دائمًا متواجدًا في انتباهك ألا تغضب، فأرجو أن تحرص على هذا العلاج النبوي العظيم.

رابعًا: إسلام ويب لديها استشارة تخص تمارين الاسترخاء، لأن تمارين الاسترخاء ذات قيمة عظيمة جدًّا حسب ما أثبتت الدلائل العلمية، الاستشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجع لها وتطبق ما بها من إرشاد، أسأل الله أن ينفعك بها.

خامسًا: ممارسة الرياضة من أفضل ما يزيل القلق خاصة القلق الذي يؤدي إلى تعجل البول وتسارعه، وما يسمى بالمثانة العصبية أو العصابية لا شك أنها مرتبطة بالقلق النفسي.

سادسًا: بالنسبة للدواء الذي أعطاه لك طبيب المسالك وهو (distrusitol) هو دواء جيد لاسترخاء المثانة، لكن لا أعتقد أنه يكفي لوحده، أعتقد أنك محتاج لما ذكرته لك من تطبيقات سلوكية سابقة، أضف على ذلك سوف أصف لك دواء ممتازًا جدًّا، دواء مزيل للقلق والتوتر، وحتى تتحصل على فائدته وتنتفع به إن شاء الله تعالى أرجو أن تلتزم بجرعته.

الدواء يعرف علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا باسم (لسترال) أو (زولفت) وربما يكون له مسميات أخرى في العراق، الجرعة التي تبدأ بها هي حبة واحدة ليلاً، تناولها بعد الأكل واستمر عليها لمدة شهر، ويجب أن تكون منتظمًا في تناول هذه الجرعة حتى تستفيد من الدواء، وبعد اشهر اجعل الجرعة حبتين في اليوم، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة في المساء، أو حبة في الصباح وحبة في المساء.

جرعة المائة مليجرام هي جرعة علاجية صحيحة جدًّا، استمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة في اليوم، ويفضل تناولها ليلاً، استمر عليها لمدة ستة أشهر, ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن الدواء. هذا من أفضل وأنفع الأدوية التي تعالج مثل هذا النوع من القلق والتوتر.

أرجو أن تأخذ هذه الرزمة العلاجية كوحدة متكاملة، لا تقطعها، طبق الإرشادات التي ذكرناها لك بالتزام شديد، وتناول الدواء، وإن شاء الله تعالى سوف تنتفع وتتعافى.

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب المصطفى

    السلام عليكم
    انا احس بنفس الحالة التي دكرها الاخ الفاضل وان شاء الله ساطبق ما نصحتنا به يا دكتور
    وجزاك الله خيرا ...

  • رومانيا ابو ناجي

    اسئل الله العظيم يدكتور بان يحرم الله جسدك عن النار وكل ماتقوم به من تعليمات ارشاديه انشاالله يكون في ميزان حسناتك جزاك الله عنا خير الجزاء لقد استفد من علمك يدكتور رحم الله والدين شكرا

  • العراق علي

    شكرن يادكتور علئ النصاح


  • أمريكا عماد

    بارك الله فيك ومزيدا من الارشادات

  • السودان معتز عوض عبد الرحيم

    يديك العافيه يا دكتور واستفدته منه كتير الاستفاده وسوف نطبق به بمشيئة الله

  • قطر محمد اسماعيل

    جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً