الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعرت بالراحة والسعادة بسبب الرقية الشرعية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبدأ قصتي من البداية.

أنا عمري 22 سنة، متزوجة من سنتين و4 شهور، سكنت (مع بنت عمي في غرفة واحدة، وهذه الغرفة التي سكنتها كانت مهجورة من وقت طويل، وأول ليلة من زواجنا أخذنا غرفة في فندق، وكانت أمورنا مستقرة، واليوم الثاني رجعنا غرفتنا، وبالليل قبل النوم كنت مستلقية أنا وزوجي على السرير فأحسست بضيقة بصدري، وكأن أحدا يخنقني، وصرت أرى وجه زوجي أسود، والغرفة سوداء كأنها محروقة.

قام زوجي وأخرجني من الغرفة وقرأ علي قرآناً، وبعدها رجعت الغرفة ونمت إلى الصباح، ومرت الأيام ويوم انتهت إجازة عمل زوجي راح لعمله، وطبيعته ينام بدوامه وهذه الليلة نمتها وحدي، وبعد الفجر الساعة 5 ونصف بالضبط لا أدري أكنت نائمة أم صاحية يمكن بين الثنتين، أحسست برجل دخل من باب الغرفة، والمشكلة كنت أسمع الأصوات فقط من غير ما أرى أجساماً، فسمعت صوت رجليه لما دخل غرفتي، ما لحقت وجهت نظري للباب، فكان واقفاً خلفي وماسكاً بيدي ويقول لي قومي قومي، بعدها رحت بيت أهلي قعدت 3 أيام وأنا يومياً أحلم بالجن -بسم الله- بعدها بدأت معاناتي قعدت دائماً أخاف وأحلم، وصرت أرى أشكالاً وألواناً، وكنت دائماً أحلم أن شخصاً يجامعني بعد زواجي ب7 شهور.

حملت وبعد مضي الحمل بشهر و8 أيام حلمت بوجود هر أسود نائم على بطني، ويمخش فيها -للعلم أن الهر موجود حقيقة في بيتنا، ولم يذهب- بعدها أسقطت وشاء الله أن أحمل بعد هذا الحمل مباشرة، وللأسف حلمت أن امرأة دخلت على البيت، وكانت تنادي أين أم أحمد؟ دلوني بأم أحمد، ودخلت غرفتي وصارت تعصر ببطني، وبعدها بساعتين أسقطت.

كثرت المشاكل بيني وبين زوجي، وكنت دائماً أحلم بكوابيس وأحلام مزعجة، وكنت لما أنام خارج البيت ما أحلم ولا أشوف شيئاً، وبعدها شاءت الأقدار أن ربي يرزقني ببيت لوحدي، ومن يوم سكنت البيت الله أنعم علي بالحمل -والحمد لله- كل الأمور تحسنت، وذهبت عني الأحلام والكوابيس، لكني الآن أخاف بشكل غير طبيعي من الجن، وأخاف أن أنام لوحدي، مع أني بنفسي أنام ببيتي.

علماً أني قبل أن أحمل بشهرين رحت لشيخ قرأ علي القرآن، وأول ما بدأ يقرأ أحسست بحرارة بجسمي، وصار يرتعش، وصرت أصرخ، وكنت بودي أهرب من الغرفة!

قال لي الشيخ إني مطعومة بطعم، وأعطاني عسلاً مخلوطاً مع غذاء ملكات النحل، وأكلته الصباح، وبعد بساعتين صرت أستفرغ، واستفرغت مثل الكيس! وبعدها ارتحت -والحمد لله-

أرجو أن تردوا علي، بودي أرتاح من الخوف، وأنام لوحدي ببيتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة - فإنك قد ذكرتِ ما تعرضتِ له منذ الليلة الأولى – أو الثانية – من حياتك الزوجية، ولقد منّ الله تبارك وتعالى عليك بتغيير حالك، ونهاية هذه الهجمات الشرسة التي شنها الشيطان عليك خلال هذه الفترة، إلى أن أكرمك الله تبارك وتعالى بهذا الراقي الذي قام برقيتك، وأعطاك هذا العسل المقروء عليه، وأكرمك الله تبارك وتعالى بإخراج ما في بطنك، وأصبحتِ الآن في وضع طيب مستقر، وتقولين بأنك تتمنين أن ترتاحي من الخوف، لأنك ما زلت تشعرين بخوف شديد، رغم أن هذه الأعراض كلها قد زالت عنك.

أنا أقول لك - ابنتي الكريمة الفاضلة نور - : إن الأمر سهل ميسور - بإذن الله تعالى – فكما منَّ الله تبارك وتعالى عليك بالتخلص من هذه الأشياء كلها فتأكدي أيضًا أن هذه البقية الباقية من الآثار القديمة - بإذن الله تعالى – مصيرها إلى الزوال والنهاية والشفاء الكامل، ولكنك تحتاجين إلى مزيد من الرقية، لأن هذه الآثار الآن قد زالت في الجانب العضوي، وبقي الجانب النفسي، لأن الشيطان له صورٌ متعددة ومتنوعة من الاعتداء على الإنسان.

لذلك، عليك – بارك الله فيك – استخدام الرقية لدى هذا الراقي نفسه إن كان ذلك ممكنًا أو غيره، وتكرار القراءة عدة مرات، وبإذن الله تعالى سوف تتمتعين بالشفاء التام، وسوف يذهب عنك هذا الخوف نهائيًا إلى غير رجعة - بإذن الله تعالى.

علاجك – ابنتِي الكريمة – في الرقية الشرعية، فعليك بها - باركَ الله فيك – مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، خاصة (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساءً، وكذلك أيضًا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا وثلاث مرات مساءً.

كذلك أيضًا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحًا وثلاث مرات مساءً، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها، والإكثار من قراءة آية الكرسي، مع المعوذات، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وسوف تكونين في وضع طيب - بإذن الله تعالى –

أسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يحفظك وأولادك وزوجك بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رندة

    بارك الله فيكم وأدامكم لنا يارب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً