الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا فتاة أريد أن أحج الفريضة وأهلي يرفضون، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 20 سنة، أريد أن أحج الفريضة، حاولت مع أهلي عدة سنوات للذهاب إلى الحج لكن دون جدوى! أبي وأخي يرفضان، فماذا أفعل؟ أريد حلاً هل أقدم لهم هدية كسبب كي يوافقوا على الذهاب إلى الحج؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نشكر لك -ابنتنا الفاضلة– التواصل مع الموقع، ونشكر لك الحرص على أداء فريضة الحج، ونشكر لك هذا العرض الجميل لهذا السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك للخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وقد أحسنتِ – ابنتِي الفاضلة – فإن الحج فريضة الله تبارك وتعالى على الإنسان، طالما بلغ وكان مستطيعًا، وأن الحج ينبغي على الفور، يعني أن الإنسان عليه أن يُعجّل بأداء هذه الفريضة، ولا يخفى عليك أن المرأة لا تكتمل عندها الاستطاعة التي تؤهلها للحج {لمن استطاع إليه سبيلاً} إلا بوجود المحرم الذي يأخذ بيدها ويكون إلى جوارها حتى تؤدي هذه الفريضة التي شرعها الله تبارك وتعالى، فأنت مشكورة على هذه الرغبة، مشكورة على هذا الحرص، ولكن ينبغي أن تجتهدي في إقناع الأسرة.

حقيقة كنا نتمنى لو عرفنا لماذا يرفضون، يعني أنت الآن لما تطلبين منهم أن يتيحوا لك فرصة الحج، أنت تقولين هم يرفضون هذا، ما هو سبب الرفض؟ فإذا عرف السبب بطل العجب، وسهل بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب، فإذا كانت هناك أسباب معروفة فعليك أن تجتهدي في إقناعهم، وأرجو أن تستعيني بالعقلاء والفاضلات من الأعمام والعمات والأخوال والخالات حتى يؤثروا على الوالد وعلى الإخوان، حتى يوافقوا على أداء هذه الفريضة.

إذا كان هناك أيضًا رجل من علماء الدين والمشايخ والدعاة – وما أكثرهم عندكم – يمكن أن يكون عونًا لك في شرح هذا الأمر وتوضيحه للأسرة، لأن الناس يأخذون بكلام العلماء.

تتضح الصورة عندما نعرف أسباب هذا الرفض، ونتمنى - إن شاء الله تعالى – وسنكون سعداء لو أنك تواصلتِ مع الموقع وبينت لنا سبب الرفض، هل يقولون أنت صغيرة؟ فأنت الآن لست صغيرة، وفريضة الحج تجب عليك، وأنت مؤهلة لأداء هذه الفريضة، وأنت مشكورة على هذه الرغبة، وهذه تُقبل منك وتُسقط عنك حج الفريضة لو حججت في هذا السن؟ هل يقولون ما عندنا استطاعة، لا نستطيع أن نذهب معك؟ وهل عندك أموال خالصة لنفسك؟ إذا قالوا ما نستطيع أن نذهب لأنه ليس عندنا تكلفة، وكانت عندك أموال خاصة بك زائدة فيمكن أن تدفعي لمن يرافقك لتكلفة الحج، يعني بدلاً من أن تدفعي هدية لإقناعه أو كذا تدفعي له تكلفة الحج، ليكون محرمًا لك ويذهب معك.

المهم نحن نستطيع أن نوضح المسألة عندما نعرف ما هي أسباب هذا الرفض، ما هو الكلام الذي يردون به عندما تطالبينهم بأن يتركوك لأداء هذه الفريضة، وعلى كل حال فأنت مشكورة على هذه الرغبة وعلى هذا الحرص، والإنسان ينبغي أن يؤدي هذه الفريضة ويسارع في أدائها متى ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، متى ملك القدرة على أداء هذه الفريضة، عليه أن يُعجّل وأن يسارع، ويهتم بهذا الجانب العظيم، لأن هذا ركن من أركان هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى.

نتمنى أن تنجحي في إقناعهم حتى يذهبوا معك لأداء هذه الفريضة.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً