الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يخاف من المواصلات، فكيف أقنعه بأنها ليست خطيرة؟

السؤال

السلام عليكم.

ابني عمره 6 سنوات، شاهد على التلفاز سقوط طائرة بالصاروخ، وحادث سيارة أجرة، وسمع من الناس عن سقوط سيارة في المياه، وأصبح يخاف من وسائل المواصلات، ويقول لأبيه: لا تركب الأوتوبيس حتى لا تموت، وغيرها من المواقف.

فهل مشاهدته لمثل هذه الأحداث تؤثر عليه؟ ومشاهدة الأخبار أيضا فكيف أقنعه بأن وسائل المواصلات ليست خطيرة؟ وبم تنصحني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ opop حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال والتواصل معنا.

نعم يمكن لمشاهدة الأخبار، وما تعرضه من حوادث وكوارث أن تصيب الأطفال بالرعب والخوف؛ لأن الطفل قد لا يقدر البعد الجغرافي عن مكان سكنه، فقد يشعر أن ما هو على التلفاز إنما هو جدّ قريب منه، وقد لا يفرق أحيانا بين الخيال والتمثيل وبين الحقيقة والواقع.

وتكثر المخاوف عند الأطفال، وسواء عرفنا السبب أو لم نعرفه، وخاصة عقب بعض الحوادث والكوارث كسقوط طائرة أو حادث سيارة، ومن الطبيعي أن يعاني الطفل من بعض أعراض هذه المخاوف، فنراه يتجنب كل ما له علاقة بالحادث، وقد يخشى على المقربين إليه من أن تعرضوا للأذى، وكما هو الحال مع هذا الطفل حيث يطلب من أبيه بأن يتجنب ركوب الباصات.

فماذا يجب أن نفعل؟

أولا أن نحد من كمية تعرض الطفل لكمية المشاهد والأحداث التي يعرضها التلفاز ووسائل الإعلام المختلفة، وكذلك نراقب نوعية هذه المشاهد، ونبذل جهدا كبيرا في تجنيب الطفل لرؤية الحوادث المؤلمة، والتي تعرض مناظر الجروح والكسور والدماء؛ لأن كل هذا يزيد من قلق الطفل، ويصعب عليه تقدير أن هذه المشاهد من بلاد بعيدة عنه، فأي حادث في باص، أو طيارة، أو سيارة، هو حادث قريب منه، وكأنه خارج بيته.

وبالتالي فهو يخاف على نفسه وعلى كل من يحب.

ويمكن للوالدين أن يعملا على تطمين الطفل، وإشعاره بالهدوء والاسترخاء، وأفضل طريقة أن يكون الأهل أنفسهم في كامل الهدوء والاسترخاء.

ويفيد كذلك أن نعطيه فرصة للحديث والتفريغ العاطفي لما في نفسه؛ لأن تجنب الحديث معه من مبررات تخويفه، ولا يزيده إلا خوفا وارتباكا.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً