الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من صداع وطنين في الأذن وآلام في الظهر.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من صداع وطنين بالأذن، وشد عضلي في أنحاء جسمي، وتنمبل وآلام في الظهر، ودوار، وغثيان في بعض الأحيان، ذهبت لكثير من المستشفيات، فلم أجد سببا، ولا يوجد التهاب أذن، أو جيوب أنفية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ arwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض التي تتمثل في الصداع، والشد العضلي، والطنين في الأذنين، والتنمّل، وآلام الظهر، وكذلك الغثيان والدوار: هي أعراض في مجملها عضوية جسدية، لكن ليس من الضروري أن تكون ناتجة من مرض عضوي حقيقي، أو أنه توجد علة عضوية بسيطة مثل التهاب الجيوب الأنفية، أو التهاب الأذن الداخلية، هذا كثيرًا ما يؤدي إلى الصداع وإلى طنين الأذنين، وكذلك الشعور بالدوار والغثيان.

أكد لك أطباء الأذن والحنجرة أنك على ما يُرام، والذي فهمتُه من صياغة رسالتك أنك ربما تكوني أيضًا قمت بإجراء كل الفحوصات الطبية اللازمة، وأثبتت أنها سليمة، هذا كله جيد ومُشجع، إذن ما التشخيص إذا لم توجد علة عضوية؟

التشخيص قد تكون أشياء بسيطة جدًّا، قد يكون قلق نفسي بسيط، قد يكون ما نسميه بالتجسيد، وهو أن أعراض جسدية تظهر دون وجود علة طبية حقيقية، وهذه أيضًا يعزيها الأطباء في بعض الأحيان لوجود القلق أو عدم الاستقرار النفسي، فقد يكون أيضًا سببًا في ذلك.

في بعض الأحيان قد تكون المسببات بسيطة جدًّا، مثلاً النوم بطريقة خاطئة، أن تكون وضعية الرأس والرقبة ليست سليمة، البعض يستعمل مخدات (وسائد) مرتفعة، ولذا ننصح دائمًا أن الوسائد يجب أن تكون خفيفة، وغير مرتفعة، والتنمل وآلام الظهر أيضًا ربما تكون ناتجة من انقباضات عضلية.

فهنا يجب أن يسعى الإنسان أن يعيش حياة صحية في طريقة جلوسه، في طريقة مشيه، ونومه، هذه أمور بسيطة جدًّا، لكن الكثير من الناس قد يغفلها مما يسبب له الاضطرابات الجسدية.

الذي أنصح به يتلخص في أن تذهبي مرة أخرى إلى الطبيب – وأفضل أن يكون الطبيب طبيبا باطنيا عاديا – ليقوم بإجراء فحص نهائي، وإن اتضح عدم وجود أي علة عضوية، فأرجو أن تطلبي منه أن يحولك إلى طبيب نفسي بمعرفته، هذا لا يعني أنك مريضة مرضًا نفسيًا شديدًا، لكن أعراض القلق وكذلك تجسيد الأعراض لابد أن يكون هنالك تدخل من الطبيب النفسي لعلاجه. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: نحن كثيرًا ما نُوصي بما يسمى بـ (صرف الانتباه)، الأعراض قد تكون مستحوذة على الإنسان؛ لأنه حصل تضخيم وتجسيم لها، بالرغم من أنها بسيطة، لكنّ الإنسان بطبعه قد يكون حساسًا، وتكبر لديه الأعراض مما تشغله جدًّا، وفي المقابل وجد أن صرف الانتباه علاج ممتاز جدًّا، ونعني بصرف الانتباه: التجاهل، أن يتخلص الإنسان من الفراغ، أن يركز على واجباته الحياتية بصفة عامة، أن ينظم وقته، أن تكون هنالك ممارسة لأي نوع من الرياضة التي تناسبه – امرأة كانت أو رجلاً – وهكذا.

فإذن صرف الانتباه يعتبر علاجًا أساسيًا لمتلازمة التجسيد، وكذلك القلق النفسي المصاحب لها، وفي بعض الأحيان وجد أن جرعات بسيطة من مضادات الاكتئاب أيضًا مفيدة، لكن هذا الأمر سوف أتركه ليقرره الطبيب كما نصحتك.

بارك الله فيكِ، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً