الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نومي مضطرب وأتأثر كثيرا بمن حولي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المكرم د.محمد عبد العليم

أنا طالبة جامعية في المستوى الأول بالتخصص، ومشكلتي مع القلق، وهو يؤثر على دراستي، ويسبب مشاكل لي، وعدم ارتياح.

ومشكلتي الأولى هي مع النوم، حيث كنت في الإجازة أنام ساعات طويلة، ولكن في أثناء الدراسة لا أنام إلا ست ساعات متقطعة؛ لأني بمجرد استلقائي على الفراش أشعر بخفقان، وضيق في الصدر، وعدم راحة، وخصوصا عندما يكون لدي أعمال كثيرة أنوي إنجازها.

والمشكلة الثانية: عندما أجلس للدراسة يبدأ ذهني بالانشغال بأشياء أخرى مثل (متى أبدأ بالمادة التالية؟ ومتى أعمل العرض الفلاني..الخ) وأشعر بضيقة وخفقان، فأضع السماعات في أذني لأسمع أي شيء يصرفني عن هذه الأفكار وأجد صعوبة في التركيز والاستمرار بالمذاكرة، وأحيانا أقوم من المكتب، وأتهرب من المذاكرة تجنبا لهذه الأفكار المزعجة، فأشاهد التلفاز أو الإنترنت.

المشكلة الثالثة: أنني أتأثر بمن حولي في الجامعة، فعندما أسمع من طالبة تتذمر من التخصص، أو كثرة الواجبات، أو الأساتذة، أشعر بهم وأتضايق مع أن الشكوى تخصها، ولا أرتاح حتى تغير أسلوبها.

هل تنصحني بأخذ دواء؟ لأني ذهبت لمعالج سلوكي، وتعلمت تقنيات الاسترخاء، وطبقتها بلا فائدة تذكر.

وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أيتها الفاضلة الكريمة: أعراضك كلها أعراض قلقية، فالقلق قد يصرف انتباه الإنسان ويشتت باله، ويجعله بالفعل مشغولا بأمور حياتية كثيرة قد لا يكون هنالك داعي لها، أو من المفترض أن لا يشغل الإنسان نفسه بها إلا حين يأتي وقتها، فهذا قلق، وفيه شيء من القلق التوقعي، والقلق أيضا يؤدي إلى الملل؛ لذا أنت يصيبك شيء من الضجر عند الدراسة كما ذكرت.

مشكلة سرعة التأثر بما تسمعينه من الطالبات الأخريات، هذا نسميه بالتأثير الإيحائي؛ حيث أن الإنسان القلق إذا كان الموضوع الذي يخوض فيه من حوله من الزميلات يهمه في الأمر، وغالبا هن يتكلمن عن أمور الدراسة؛ فهذا يؤثر عليك، وهذا أيضا نسميه التأثير الإيحائي القلقي، فحالتك هي حالة واحدة، وهي حالة قلقية، وليس أكثر من ذلك.

طبقي العلاجات والسلوكيات، وتقنيات الاسترخاء، فهي مفيدة لك جداً، وكذلك نظمي وقتك، ولا مانع من أن تتناولي دواءً بسيطا مضادا للقلق، وأعتقد أن عقار فلوناكسول، والذي يعرف باسم فلوبنتكسول سوف يكون مناسبا جداً لك، وجرعته صغيرة، وهي نصف مليجرام، هذا محتوى الحبة أي الجرعة تبدأ بحبة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم اجعليها حبة صباحا ومساءً لمدة شهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة يومياً لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا خيار جيد وبسيط، والدواء غير إدماني، وغير تعودي نسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا: 226145 _264551 - 2113978.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً