الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نقنع والدتي بالتوقف عن التدخين؟

السؤال

والدتي تدخن، وهي في الفترة الأخيرة أصبحت كثيرة السعال حتى أنه يحتقن وجهها، وفحوصاتها أظهرت تضيقا في الشريان، أو شيئا كهذا له علاقة بالقلب، ومع ذلك ترفض تركه، والقلب وراثي في أهلها، فماذا أفعل لتشفى أمي وما علاجها؟ علما أنها لا تأخذ أي علاج طبي؛ لأنها ترفض الأدوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك لبرك بوالدتك، وحرصك على صحتها، وابتلاء التدخين أصيب به كثير من الناس رجالا ونساءً.

ولكي تقلع الوالدة عن التدخين يجب أن تقتنع أن التدخين مضر بالصحة، ويجب أن يكون لديها الرغبة في الإقلاع عن التدخين، ثم تشجيع الأسرة، وهناك عدة طرق للإقلاع، ولكن أعتقد أن التدرج في حالة والدتك مناسب، فهي وصلت لمرحلة إدمان السيجارة، ومن الصعب عليها إيقاف التدخين فجأة، وعلينا عدم إجبارها على فعل شيء لا تريد أن تفعله إلا بالإقناع، وليكن في البداية زيارة لمرضى التدخين، والاستماع الى تجربتهم عن التدخين، وما سبب لهم من أمراض، وماهي تجربتهم في الإقلاع عن التدخين؟ وكيف يشعرون بعد تجربة الإقلاع؛ لأن نصيحتهم سوف تكون مقبولة من الأم الطيبة، أكثر من أوامر أبنائها.

ثم نقوم بعمل الفحوصات، والتحاليل الطبية، وأشعة على الصدر بعد زيارة طبيب الصدر، والمتابعة معه ليشرح لها أضرار التدخين على جسمها، في الفترة الحالية، ومضاعفات التدخين على الرئتين، والقلب، والمخ، وما يلي: ذلك من جلطات وغير ذلك في المستقبل إذا لم تترك السيجارة.

وجميل وطيب لو عقدت (أي الأسرة والوالدة)، اتفاقا بحيث لا تدخن إلا عندما تشعر بأعراض انسحاب النيكوتين من الدم، ويبدأ الصداع والزغللة، وتعكير المزاج، وبالتالي يمكن تدخين 10 سجائر في اليوم، بدلا من علبة أو علبتين، ثم نزيد المسافات حتى نصل إلى ثلاث سجائر يوميا، ثم نقلع عن التدخين، وليكن رحلة في البراري، لنعيش حياة الأجداد مع الخلاء، والنجوم، وننسى أن نحمل معنا السيجارة، وتحتاجين فقط الى عشرة أيام، وبعدها سوف تتوقف الخلايا عن الاعتماد على منشطات السيجارة، وسوف يقل الحنين إلى السيجارة، خصوصا وأن السعال سوف يقل بنسبة كبيرة، مما سوف يشجعها على الاستمرار في الإقلاع عن التدخين، ثم انقلي لنا، وللقراء تجربة الوالدة في محاولة الإقلاع، لتعم الفائدة.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً