الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثديي كبير ولا يتناسب مع جسمي.. هل من حل لذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أولا: أشكركم على موقعكم الرائع، والذي استفدت منه حقا، جعله الله في موازين حسناتكم.

مشكلتي هي صدري، أعاني منه منذ فترة طويلة، وهو كبير الحجم، وأيضا يسبب لي الإحراج؛ لأنه ليس متناسبا مع هيئة جسمي بمعنى آخر"شاذ" ذهبت مرة واحدة إلى الطبيب، ولكن لم يفدني بأي حل، وكنت محرجة، ولم أتناقش معه كثيراً قال لي: إن حجمه طبيعي، ولا أستطيع أن أدخلك على عملية جراحية، وأنا لا أريد عملية جراحية حقا،ً أريد حلا غير ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noura Saud حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة، والتي تدل على لطفك ولباقتك, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما, ونرحب بتواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.

وأتفهم حرجك –ياعزيزتي- خاصة وأننا في عالم أصبح يكثر فيه التركيز على المظهر وعلى الشكل الخارجي, بينما يتم تجاهل الجوهر, والذي هو الأهم.

وأريد أن أؤكد لك على أن شكل الثدي يتحدد وبشكل رئيسي عن طريق الوراثة, والوراثة في مثل هذه الحالات لا تتحكم فيها مورثة واحدة فقط, بل تأتي من مورثات عدة, فلو كان في عائلتك ( أمك, خالاتك, جداتك, عماتك, وغيرهن) أحجاما مختلفة للثدي, فإنك سترثين عدة مورثات مختلفة, فإن كانت حصيلة ما ورثت من المورثات تعمل على نمو الثدي بشكل كبير, فإن الثدي سيكون كبيرا, وإن كانت حصيلة ما ورثت هي مورثات تعمل على نمو الثدي بشكل بسيط, فإن الثدي سيكون صغيرا, وإن كانت المورثات مختلطة, فيكون الثدي متوسط الحجم, وبين كل هذا درجات عديدة جدا من الحجم والشكل, تماما مثل درجات الطول, ودرجات لون البشرة, وكثير من الصفات الشكلية الأخرى, التي تكون الوراثة فيها تراكمية, أي حصيلة عمل عدة مورثات.

قصدت من كلامي هذا أن أوضح لك بأن الأمر هو أعقد مما نتخيل, والعلم لم يكتشف بعد إلا القليل في علم الوراثة والمورثات, ولو كان الوراثة بسيطة لتشابه الناس كثيرا فيما بينهم في الشكل, وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه العظيم: {هذا خلق الله, فأروني ماذا خلق الذين من دونه}.

ياعزيزتي: بما أن الطبيب نفسه قد أكد لك أن ثدييك طبيعيان, وأنك لست بحاجة إلى الجراحة, فأرى أن تقبلي بنفسك وترضي بهما وبما قسمه الله لك, وأن تشكريه عز وجل, على ما حباك به من صفات أخرى جميلة, وأنا متأكدة من أنك تملكين منها الكثير- بإذن الله تعالى-.

والحقيقة هي أنه لا توجد حلول لتصغير الثدي غير الجراحة, ولا توجد أدوية أو مراهم مرخصة طبيا لهذا الغرض, وما يباع أو يروج له لهذا الغرض هي مركبات غير معروفة التركيب, وقد يكون في داخلها هرمونات ذكرية ستؤثر على صفات الأنوثة الأخرى عندك إن تناولتيها, وقد تؤدي إلى اضطراب أو انقطاع الدورة، وإلى ظهور صفات رجولية في جسمك, كالشعر الزائد أو الصلع أو خشونة الصوت أو غير ذلك, فأحذرك بألا تستخدمي أي من المركبات التي يروج لها لهذا الغرض, وأؤكد لك ثانية بأنها قد تحتوي على هرمونات ذكرية تعاكس الهرمونات الأنثوية.

يمكنك أن ترتدي حمالات صدر تكون بمقاس أصغر من مقاسك, ولا تكون محشوة بحشوات, وليس فيها السلك الحديدي, ولا القصة أو التصميم الذي يرفع الثدي ويدفعه للأعلى, وهنالك نوع جيد، ومخصص لممارسة الرياضة, يؤدي إلى ضغط الثدي، وتثبيته بحيث يبدو أصغر من حجمه الحقيقي, وستجدينه في المحلات التي تبيع المستلزمات الرياضية النسائية.

كما أنصحك بلبس الملابس الواسعة والفضفاضة والتي لا تشف ولا تصف وهي اللباس الشرعي الذي سيزيدك جمالا وثقة.

أسأل الله العلي القدير أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً