الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع التّأكّد من دقّة التّشخيص الّذي حصلت عليه كمريض نفسي؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

أمّا بعد: أنا صاحب الاستشارة رقم 2152075 -الحمد لله- تحسّنت حالتي كثيراً، ولكن لا تزل لديّ بعض المُشكلات، وهي: التّردّد في بدء استعمال العلاج الدّوائي، لأنّني لم أدشن استعمال الدّواء بعد؛ حرصاً على علاج المشكلة الأساسيّة الّتي أدّت إلى القلق، فلربّما تكون المشكلة عضويّة، مثل أن تكون في المعدة، أو أن تكون قولوناً عصبيّاً، ولذلك أحتاج إلى دعمكم أطبّائنا الفُضلاء لتحديد نوع المرض، وقد تقلّصت وخفّت -والحمد لله- بعض الآثار المُرتبطة بالقلق كالرّعشة القلبيّة والنّغزات، ولكن استمرّت معي بعض المشاكل:

1- مُشكلة التجشّؤ أو الارتجاع المريئي، كما أصبحت مُصاحبة للحموضة، والرّغبة بالتقيؤ، والإحساس بالغثيان؛ خاصّة عند الجوع الشّديد وبعد الأكل، وليست مُصاحبة لأيّة آلام، سوى أنّني أشعر أحياناً بسخونة -حُرقة- في منطقة اتّصال المعدة بالمريء؛ كما أنّها تُسبّب لي ما يُسمّى بـحرقان الفؤاد.

2- استمرّت لديّ مُشكلة الاضطّرابات الهضميّة، وعدم المقدرة على التبرّز أحياناً لفترات طويلة، كما أنّني أشعر بآلام أسفل البطن، في منطقة العانة، بفعل الغازات المُتجمّعة عند عدم المقدرة على الإخراج، وأشعر براحة كبيرة بعد التبرّز -أكرمكم الله عن كلّ ما أقول- فاعذروني.

3- أصبح مزاجي مُتقلّباً بسبب الاضطرابات الهضميّة، وليس العكس.

4- أشعر أحياناً بانقباض في معدتي عند التحدّث لفترات طويلة، خاصّةً إذا كان الحديث يستدعي القليل من الحماسة السّلبيّة والعصبيّة.

وشكراً لكم جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنا أقدر جدًّا موضوع التردد الذي تعاني منه؛ لأن هذا من طبيعة الحالة التي تعاني منها، -كما ذكرت لك- حالتك تشير وبصورة واضحة جدًّا على أنها حالة نفسوجسدية، بمعنى أن المكون النفسي هو الذي أثار الأعراض العضوية.

نحن في الطب النفسي دائمًا نحاول أن نضع التشخيص ليس من خلال ما يسمى بالتأكد السلبي، والتأكد السلبي هو أن تجد بعض المرضى مثلاً يشتكي من صداع، تجده يتردد على أطباء ويُجري فحوصات كثيرة قد تصل إلى الصورة المقطعية أو الرنين المغناطيسي وتخطيط الدماغ، يفحص العينين، والجيوب الأنفية والأسنان، وفي نهاية الأمر يُقال له: أنت لا تعاني من أي شيء، هذا الصداع ربما يكون نفسيًا.

نحن لا نشخص بهذه الطريقة، إنما في الطب النفسي -وهذا بالطبع يتطلب بعض الخبرة- نشخص الحالات اعتمادًا على المعايير الإيجابية، يعني حالة الصداع التي أشرت إليها، هنالك أنواع خاصة جدًّا حول طبيعة الصداع، كيفيته، بدايته، نهايته، مُثيراته، وهكذا.

فهذه هي الروابط الأساسية التي تجعلنا نقول أن هذا الصداع صداع عُصابي أو نفسي، وليس صداعًا عضويًا، وهذا ما ينطبق عليك أيها الفاضل الكريم، مؤشرات النفسية قوية جدًّا لديك، لكن هذا لا يمنع أبدًا من أن تعرض نفسك على أطباء -أطباء الجهاز الهضمي مثلاً- لا مانع في ذلك أبدًا، اعرض نفسك على الطبيب، وقم بالفحص التام، لكن أنصحك بشيء واحد ضروريّ: لا تتردد على الأطباء كثيرًا؛ لأن الحالات النفسية الجسدية خاصة حين يكون منشؤها قلقيًا ووسواسيًا تجد صاحبها يتردد من طبيب إلى طبيب دون أي قناعات بما يقوله الطبيب الذي ذهب إليه، أو ربما تكون قناعاته لفترة قصيرة، ثم بعد ذلك تبدأ لديه الهواجس والوسواس، فأنا أرى أن حالتك نفسوجسدية، وهذا هو اجتهادي، والله أعلم.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً