الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ابني مصاب بالمس؟ وهل صادفتم حالة كهذه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد راسلتكم مرتين عن وضع ابني، وقد أجبتموني أنه مريض بصرع الفص الصدغي، وكان يأخذ دباكين لمدة شهر، ولكن لم نلاحظ أي تحسن، ولقد عرضناه على أطباء كثر في الأردن، ولم يعطونا أي تشخيص لحالته فقط قاموا بوصف (كيبرا) 500 في اليوم.

ما يحيرنا أن تأتي له الحالة كل 11 يوماً تقريباً بشكل ثابت، وتستمر معه 11 يوماً، ثم يعود طبيعياً وهكذا، وكل الأطباء احتاروا به، ونفوا أن تكون عنده شحنات، وقالوا لنا إن الصرع الصدغي يستمر لثوان، وليس لأيام، وبشكل ثابت.

أرجو مساعدة ابني، فهو مكتئب، وهو واع لكل ما يحدث معه، فهل صادفتم حالة كهذه؟ وهل محتمل أن يكون هذا مس؟ لا أعلم شيء، أرجو إفادتي، وأين أذهب به؟

أنا مستعدة للذهاب لأي مكان حتى يشفى، مع العلم أن زوجي غير مقتنع بإعطائه أي دواء خوفاً منها، ويقول إنه ممسوس، ولكني أعطيه كيبرا500 ووزن ابني 40 ك.

آمل بأن أجد الحل، والإجابة عندكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tagreed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

نسأل لله تعالى لابنك العافية والشفاء، حقيقة الأطباء الذين قاموا بفحصه لاشك أنهم في وضع أفضل منا لأن يصلوا إلى الحقيقة التشخيصية حول ابنك، وما دام الأطباء قد نفوا وجود أي شحنات، فهذا يعني أنه غير مصاب بمرض الصرع.

في مثل هذه الحالة إعطاء (الكبرا)، لا أعرف إن كان مجرد علاج تجريبي فهذا جائز، ويحصل في الطب، أم لغرض آخر؟

(الكبرا) دواء ممتاز جداً لمرض الصرع، وفي ذات الوقت سليم جدًا، الذي أراه -أيتها الفاضلة الكريمة أنت لست محتاجة للذهاب إلى أي مكان للعلاج، الأردن بلد فيه إمكانيات طبية هائلة جداً، أذهبي إلى طبيب أطفال متخصص في أمراض الأعصاب لدى الأطفال، وأطلبي منه مراجعة كاملة، ومتأنية، ودقيقة لحالة ابنك، وأنا أفضل أن يدخل المستشفى من أجل الرقابة الطبية والتمريضية اللصيقة، وهنالك بعض الفحوصات مثل تخطيط الدماغ، والذي يمكن أن يكون لفترة ساعات، أو هذا التخطيط قد يستمر لمدة أربعة وعشرين ساعة، أو أكثر من ذلك، وبعد ذلك تتم قراءة وتحليل نتائج هذا التخطيط، وعلى ضوئها يستطيع الأطباء أن يقرروا هل يعاني من الصرع، أو شيء آخر.

المهم أن حسم الأمور يتم خلال هذه الطريقة المراقبة الطبية اللصيقة داخل المستشفى مع إجراء الفحوصات اللازمة، وهذه الطريقة معروفة جداً، وأنا على ثقة أن زملائنا الأطباء في الأردن يتميزون بمقدرات عالية جداً.

أيتها الكريمة، أرجو أن تتبعي هذا المنهج إذا رأيت أنه المناسب بالنسبة لك حسب ما أراه، أنا أقدر تماماً مشاعرك حيال ابنك، وأقدر تخوف الناس من مرض الصرع، وموضوع المس وغيره، كل إنسان يحتاج أن يحصن بالأذكار والدعاء، وهذه أمور يجب أن نعطيها اعتبارا، وأهمية كبيرة جداً، فليس هنالك ما يمنع أن يتناول ابنك العلاج والدواء، ويعرض على الأطباء، وفي نفس الوقت يقرأ عليه، وإن شاء الله هذا كله يصب في مصلحته العلاجية في نهاية الأمر، ويكتب له الشفاء بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة الشيخ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجزيك عن ولدك خيراً وأن لا يخزيك فيه، وأن لا يحرمك منه، وأن يمن عليه بالشفاء العاجل، وأن يجعله من سعداء الدنيا والآخرة وأن يجعله وبقية إخوانه قرة عينك لكم في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة، فإن الأخ الاستشاري النفسي قد أجابك إجابة وافية وأرى أن تقرئيها بتأن وإن شاء الله تعالى سوف تساعدك لحد كبيرة في كيفية التعامل مع حالة ولدك - شفاه الله وعافاه - وهنالك جانب آخر، أرى أنه وارد وأن هنالك احتمالاً كبيراً، أن يكون الجانب الذي يتحدث عنه له دور أو يلعب دوراً في هذه المسألة، وإنما هو دور الجانب النفسي.

مما لا شك فيه أن الجانب النفسي يعالج بطريقتين، فإن الأمراض النفسية بسبب نفسي خالص، والأمراض العضوية قد يكون مرد ألمها وعدم استقرارها إلى عالم خفي يلعب دوراً في حياتنا ولابد، فنحن لسنا وحدنا في هذا الكون كما تعلمين، إنما معنا عوالم مختلفة، وأقربها إلينا عالم الجن الذي حياته أقرب ما تكون من حياتنا، وهو في نفس الوقت أيضاً مكلف بالتكاليف الشرعية مثلنا تماماً، فهو فيه المسلم والكافر والبار والفاجر والصالح والطالح، وفيه الإنسان العادي وفيه الإنسان المستقيم، وفيه المخالف والمتجاوز، وهذا كله موجود في كلام أهل العلم.

أحياناً قد يحدث هناك بعض اعتداء من هذا العالم الغيبي على الإنس بسبب أو لآخر، فكما أن في بني آدم من يعتدي على الناس بدون مقدمات وبدون وجه حق؛ فإن هنالك في عالم الجن من يفعل ذلك، وقد يكون هذا نوع من الانتقام، إما بسبب اعتداء أحد أفراد الأسرة على فرد من عالم الجن فبدأ ينتقم بطريقته الخاصة، فألحق الضرر بولدك شفاه الله وعافاه، وإما أن يكون الولد نفسه هو الذي فعل ذلك بقصد أو بغير قصد، فاستعمل الجن بعض الجهالات التي عنده ليلحق الضرر بهذا الفتى المسكين.

لذلك أتمنى بجوار العلاج الطبي كما ذكر الأخ الاستشاري النفسي -وفقه الله- أن نمارس عملية الرقية الشرعية، والرقية الشرعية -أختي الكريمة- هي قطعاً إذا لم تنفع هي يقينناً لم تضر، لأنها عبارة عن مجموعة من كلام الله تعالى، وهي مجموعة آيات من كلام الله تعالى ومجموعة أحاديث من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وبما إنكم في الأردن؛ فإن الأردن فيه عدد كبير من الملتزمين الثقات أصحاب العقيدة الصحيحة الذين يقومون بممارسة الرقية الشرعية.

لذلك عليك بارك الله فيك أولاً أن تقومي أنت بذلك إن استطعت بنفسك شخصياً أو أن يقوم به زوجك حفظه الله، أو أي أحد من أقاربكم إذا كان يحسن استعمال الرقية الشرعية.

إذا لم يتيسر ذلك؛ فمن الممكن أن يقوم بذلك أحد الأقارب من أقاربكم المقربين منكم مثلاً، فإن لم يتيسر ذلك فلا مانع من الاستعانة ببعض الرقاة الشرعيين المشهود لهم بسلامة الطريقة وصحة المعتقد، والذين عرف عنهم أنهم ملتزمون بالشرع، وأنهم لا يستعملون وسائل غير مشروعة، ولا يستعلمون شيئاً من الكهانة أو الأعراف أو الدجل الذي يمارسه البعض، لأن قضية الرقية الشرعية حقيقة قضية موسوعة، ودخل فيها الحابل والنابل، ولذا لابد أن يكون صاحب عقيدة حتى يجعل الله في قراءته الأثر والبركة.

لعل الله تعالى أن يصرف السوء عن ولدك بسبب الرقية الشرعية، وأنا أعرف حالات كثيرة كانت أسوأ من حالة والدك فشفاها الله تعالى بسبب الرقية الشرعية، وكذلك هنالك أمراض مستعصية، الله تعالى وفق بعض الإخوة الرقاة بالقضاء عليها، وذلك كمرض السرطان وغيره.

إذا ثبت أن بعض القراءة وبعض الآيات قد تكون سبباً في شفائه رغم أنه كما يصفه الأطباء بأنه من الأمراض المستعصية أو الأمراض التي لم يمكن علاجها، ولكن هذا بالنسبة لهم دوائي وكيميائي.

أما بالنسبة لنا فنحن نحسن الظن بالله، ونعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، فعليك بارك الله فيك باستعمال الرقية الشرعية، لعل الله تعالى وتبارك أن يجعل فيه الشفاء لولدك، وإني لأدعو الله تعالى وإخواني في الموقع أن يصرف عن ولدك السوء، وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن يخرجه مما هو فيه وفي أقرب وقت، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً