الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتعامل مع والدنا الكثير الغضب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة نفسية سببها تعامل والدي معنا، فهو يكرهنا ويقوم باستعمال الألفاظ البذيئة والصراخ، ويضرب إخوتي، مع أن أحدهم شاب ويضرب أخي الصغير لأتفه الأسباب، مستعملاً أسلاك الكهرباء وغيرها!

لم أعد أحتمل العيش في المنزل، ولا أستطيع رؤية عائلتي تتدهور، وأقف مكتوفة الأيدي، وأتراجع في حياتي.

أخاف أن أنشئ صداقات، وأخاف الاختلاط ولا يوجد لدي هدف واضح، ماذا علي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يلهم هذا الوالد السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لست أدري ما مشكلة هذا الأب؟ ومنذ متى بدأت؟ وما هي أسباب هذا الغضب؟ ولماذا يستخدم هذه القسوة؟ وأين دور الأم؟ وهل أنتم تعاندونه وتفعلون الأشياء التي لا يحبها؟

إننا لا نظن أن والداً ينتقم من أسرته بهذه الطريقة، وهل هذا الوالد معافى وصحته جيدة أم عنده مشكلة؟ وحتى لو كانت عنده مشكلات فلا أعتقد أن هذا هو الحل الصحيح، ولكن أعتقد أنك وصلت إلى عمر -ولله الحمد- أصبحت ناضجة، والدليل هو هذه الاستشارة التي تواصلت بها مع الموقع، فنتمنى أن تفتحي آفاق الحوار مع هذا الوالد، وتحاولي أن تدخلي العقلاء والفضلاء من محارمك من الأعمام وغيرهم، ممن يتأثر بهم الوالد.

قبل ذلك أتمنى أن تقتربي من الوالد وتزيدي في بره، وتجتهدي في تجنب الأمور التي تثير غيظه وغضبه، فإن الإنسان إذا ابتلي بوالد عصبي أو والدة عصيبة فإن عليه أن يتفادى أسباب ما يغضبهم، إذا تفادى الإنسان الأسباب التي تغضبه، فإنه سيعيش معهم في أكمل الأحوال، كما أنبه وأحذر من خطورة أن يتأخذ الإنسان علاجاً خاطئاً لمشكلة خاطئة، مهما كانت.

البيت هو الأفضل، وهو الأصل، فلا تحملك هذه القسوة وهذا الاضطراب وعدم الاستقرار في البيت على الدخول في نفق مظلم، وابتعدي عن الاختلاط وعن الشباب، فإن الدين يباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال.

أرجو أن تجعلي لنفسك أهدافاً بل ينبغي دائماً إذا كان في البيت معاناة وفي البيت أخطاء فعلينا أن نصيب نحن، ونحرص على تفادي الأخطاء التي يقع فيها الكبار، ونجتهد في إرضاء الله تعالى، وحاولي أن تتحاوري مع إخوانك، لتعرفي أسباب الذي يحصل من الوالد معهم، فقد يكونون على علم بالأسباب التي تجعل الوالد يفعل هذه التصرفات.

أرجو كذلك أن يكون للوالدة دور، ونحن نعتقد أنه إذا كنتم في السن المتقاربة فإن بعض الآباء يشعر بحرج شديد، ويشعر بضعف عندما يجد أن الأبناء مع الأم يفعلون أشياء دون علمه، ويميلون إلى الأم ويبرون بها ويقصرون في حق الوالد.

من هنا، فنحن نذكرك بأن الشريعة التي أمرتكم ببر الأم هي الشريعة التي أمرتكم ببر الوالد والإحسان إليه، وأرجو أن يأخذ الوالد مكانه، والتعرف على أسباب هذا الغضب وأسباب هذا الإشكال الذي يحصل، فإن معرفة السبب سوف تعيننا بإذن الله تعالى على إصلاح الخلل والعطب، ونتمنى أن تتواصلي معنا لتجيبي على تلك التساؤلات حتى تكون الصورة واضحة، وما هي وجهة نظر الوالدة، وهل الأبناء جزء من هذا الإشكال بتصرفاتهم؟ ونتمنى من الله تعالى أن يعيد لداركم الاستقرار والأمن والطمأنينة.

سنكون سعداء إذا جاءتنا تفاصيل حتى تتضح لنا الصورة؛ لتكون الإجابة أقرب إلى الصواب والحق.

نسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً