الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلم والزواج حلم ميئوس منه, فكيف أخرج من عزلتي؟

السؤال

أنا حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة, ولم أوفق للحصول على تقدير جيد إلا في السنة الأولى, ثم صدمت بمرارة الواقع - أني لن أعمل - فأهملت دراستي؛ حتى أني أعدت آخر سنة مرتين, وكانت أول مرة أسقط فيها في حياتي كلها, وكان ذلك بسبب عدم حضوري امتحان مادة من المواد عن قصد, ثم أصبت باكتئاب, ووسواس قهري, ورهاب اجتماعي؛ حتى أني فقدت اتزاني العقلي, واصطحبني أبواي دون وعي مني لطبيب نفسي, وأعطاني - على ما أذكر منذ ٣ سنوات – ديبرام, وتيجراتول, وأبيكسيدون, وسيذبيرون. وانقطعت عن العلاج بعد ستة أشهر من تلقاء نفسي, ولم أوفق للعمل بالشهادة, فقررت أن أعمل فنيًا بمصنع للسيراميك, ولكني واجهت مشاكل وتركت العمل, وبعد غيابي أردت أن أعود, ورئيسي في العمل وافق, وكذلك مدير المصنع, إلا أن الإدارة رفضت, فعدت لعزلتي مسجونًا بالبيت أكثر من ٨ أشهر: لا أخرج, ولا أصلي, مع العلم أني كنت أصلي وأنا مريض, ولا أفوِّت فرضًا في المسجد, وأنا أخاف أن أكون قد تصرفت بجنون أمام أحد ويذكرني فأشعر بالضعف وقلة الحيلة, ولا أجد عملًا بالمؤهل الذي قد نسيته, ولست قوي البنية لأعمل عامل بناء, أو أعمل عملًا شاقًا, مع العلم أني سأبلغ ٢٦ في شهر واحد, وكل زملائي يعملون وهم متزوجون, وقد وصلت لحالة يأس وجنون, وتمنٍّ للموت, رغم أن كل من يعرفوني يقولون عني أني محترم, إلا أني ساخط على نفسي, وأحيانًا ألعن حالي, ووصلت إلى ما هو أبعد فكيف أتحسن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا.
لاشك أنها مرحلة صعبة جدًّا مررت بها - وما زلت - وخاصة أن أحلامك الكثيرة رأيتها تتحطم أمام عينيك، فكيف العمل الآن؟
كونك تكتب إلينا فهذا يعطيني انطباعًا بأنك - وبالرغم من كل ما مرّ بك - مصمم على التقدم للأمام, وعلى الخروج مما أنت فيه، وعلى العودة الصادقة لله تعالى.

صحيح أن واقع الحياة قد يضطرنا أحيانًا لتغيير بعض جوانب طموحاتنا، إلا أن هذا لا يعني أن تذهب كل هذه الأحلام والطموحات, وهكذا الحياة فيها من كل أنواع الابتلاءات - وكلٌّ بأجره - وعلى حسب نيتنا وقصدنا وصبرنا وتوكلنا على الله تعالى يكون الأجر والثواب.

لا أدري هل بعض صعوباتك الحياتية هي نتيجة للمرض النفسي الذي عانيت منه, وتلقيت له العلاج؟ أو أن المعاناة النفسية إنما هي بسبب الظروف الاجتماعية والمعيشية الصعبة؟ وكي نصل إلى جواب مقنع وواضح, فالأفضل أن تعود لزيارة الطبيب النفسي, والحديث معه، ومعرفة ماذا حدث وماذا يحدث الآن، وليقيّم مدى صحتك النفسية، ولينصح إن وجدت أي حاجة للعلاج.

والسبب الثاني الذي يجعلني أنصحك بمراجعة الطبيب النفسي هو: ما وصلت إليه من حالة من ضعف الأمل و"السخط على نفسك" - كما ورد في سؤالك - ولاشك أنها حال خطيرة يمكن أن يصل إليها الإنسان، وقد تكون إما ردة فعل لكل ما جرى معك، أو حالة من الاكتئاب القابل للعلاج، والمهم أولًا أن تصل إلى الطبيب النفسي, ويتم تبادل الحديث بينكما.
وأنت لا تحتاج مني أن أقول لك: إن لكل مشكلة أو صعوبة أو مرض حل وعلاج، ولكن علينا اتخاذ الأسباب، ومنها: زيارة هذا الطبيب.

وفقك الله, وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً