الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يكون سبب الرعشة والكتمة نفسيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد,,,

في البداية أسأل الله العظيم أن يجزيكم كل خير على خدماتكم الجليلة.

توجد لدي رعشة في اليدين دائمة, وتأتيني كتمة وضيق في التنفس في فترات متباعدة, ولكنها تزداد عند التوتر, وتصل لدوخة عند التوتر الشديد, خصوصا بعد أن تعرضت لالتهاب في الشعب الهوائية بعد الحج.

زرت طبيب الصدرية, وأجرى لي كشفا سريريا, ووصف لي دواء فافرين 100 لمدة ثلاثة أشهر, مع العلم أن فحوصاتي سليمة, وسوف أسافر بعد شهر للابتعاث مع زوجتي وطفلتي.

أرجو مشورتكم, ولكم جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد المحمادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن رعشة اليدين هذه مع الشعور بالضيق في فترات متباعدة, ويزداد هذا الضيق عندك عند التوتر, مع وجود الدوخة؛ الذي يظهر لي أنها ناتجة من قلق نفسي، وطبيب الأمراض الصدرية قام بفحصك، وطمأنك، وقام بوصف عقار فافرين لك، وهذا دليل قاطع أنه لم يجد سببًا عضويًا لحالتك، إنما اعتبرها حالة قلقية.

الفافرين لا بأس به، دواء جيد، دواء سليم، لكن أفضل أن تتناول جرعة المائة مليجراما لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى خمسين مليجرامًا، تناولها ليلا لمدة شهرين، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الفافرين يفضل تناوله في المساء، ويفضل تناوله بعد تناول الأكل، والتدرج في التوقف مطلوب، لذا كنتُ حريصًا أن أنصحك بتناول الخمسين مليجرامًا حسبما وصفته لك.

أيها الفاضل الكريم: وحتى يزول -إن شاء الله تعالى– هذا التوتر والقلق والدوخة المصاحبة له، هنالك دواء بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد) أفضل أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجرامًا، تناولها يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدوجماتيل, واستمر على الفافرين بنفس الطريقة التي أوضحها لك الطبيب، وقمتُ أنا بتعديلها حسب ما ذكرتُ لك.

سيكون من الجيد أيضًا أن تتجنب الكتمان، وهذا يتطلب أن تكون معبرًا عن نفسك, التجاوز والتغاضي والسكوت عن الأشياء البسيطة أحيانًا يؤدي إلى احتقانات نفسية, خاصة إذا كان الإنسان حساسًا، لذا نقول دائمًا إننا حين نعبر عن مشاعرنا –سلبية كانت أو إيجابية– في حدود الذوق والأدب في اللحظة، هذا تفريغ نفسي ممتاز لا يؤدي إلى التوترات ولا إلى القلق.

أضف إلى ذلك: كن دائمًا إيجابيًا في تفكيرك، أنت لديك أشياء طيبة في حياتك، لديك الزوجة، ولديك الذرية، والآن أنت ذاهب لاكتساب المزيد من العلم والمعرفة، أسأل الله أن يوفقك, فيجب أن تعيش هذا المزاج، المزاج التحسني، المزاج الإيجابي، هذا يُشكل إضافة علاجية كبيرة جدًّا.

ممارسة الرياضة كرياضة المشي (مثلاً) ستكون أمرًا جيدًا، وتطبيق تمارين الاسترخاء دائمًا ننصح به في مثل هذه الحالات، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتسترشد بها لأن تتدرب على هذه التمارين بصورة صحيحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وعافاك الله تعالى من كل سوء ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً