الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي الكبرى شخصيتها ضعيفة، أرجوكم ساعدوني.

السؤال

ابنتي الكبرى شخصيتها ضعيفة، لا أنكر أنني السبب أنا ووالدها في ذلك فقد كانت مدللة منذ الصغر، وكنت أقوم بأشياء كثيرة بدلا منها، وعندما كبرت بدأت تعتمد على نفسها، ولكن تصرفاتها الخاطئة كثيرة جداً، وهي لا تستطيع اتخاذ قرار بمفردها مما جعل والدها ينتقدها كثيراً ويهزؤها، وقد تتسبب في مواقف محرجة لي أحيانا أمام زميلاتي لتدخلها، كما أنها تكرر أخطاءها كثيراً جدا، بالرغم من تنبيهنا لها مما يدفعنا لتوبيخها بشدة أنا ووالدها، وبالرغم أنها متفوقة دراسياً فهي في الصف الخامس الابتدائي وعندها عشر سنوات.

لا أعلم إن كان من الممكن أن تتغير شخصيتها أم لا؟
فأنا أعلم إن الشخصية تتكون معظمها في الخمس سنوات الأولى للطفل.

أرجوكم ساعدوني نسيت أنها تستفزني كثيراً أثناء المذاكرة مما يدفعني لتهزياها، كما أنها تضجر من كثرة طلبات والدها منها، وإن كان لها بعض الحق في ذلك فهو كثير الطلبات لأشياء بجانبه ويطلبها منها، وأحيانا مني، وفي النهاية أرجو مساعدتي نسيت أن أذكر أن لها أخا 5 سنوات وأختا 5 شهور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الجيد أنه واضح لديك من علاقة شخصيتها الحالية بطريقة تربيتها وتعاملكم معها خلال السنوات، ففي هذا المفتاح الرئيسي لفهم طبيعة هذه الطفلة، وفي رسم طريقة الحلّ.

هل هناك من حلّ، وهل يمكن تغيير طبيعة هذه الطفلة؟
الجواب نعم، ولكن لن يكون سهلا عليك أنت وزوجك، فهذا يتطلب حقيقة تغييراً كبيراً في نظرتكما لهذه الطفلة وبقية الأطفال، وتغيير طريقة تعاملكم معهم.

لابد لك من حديث هادئ مفصل بينك وبين زوجك من أهمية إعادة النظر في طريقة التعامل مع هذه الطفلة، وبقية الأطفال.
وأهم ما يمكن أن تقوما به:
أولا: التوقف عن توجيه الانتقاد والتوبيخ واللوم لهذه الطفلة، فهذا يمكن أن يعزز من ثقتها بنفسها، ويمكن أن يمحو بعض الآثار السلبية التي ترسبت عندها من المعاملات السابقة.

وثانيا: محاولة تعزيز كل ما يمكن أن تقع أعينكم عليه من الأعمال الحسنة التي تقوم بها هذه الطفلة أو أي صفة إيجابية عندها مهما صغر هذا العمل، أو قلت هذه الصفة.

وثالثا: اقتناء شراء كتاب أو كتب في مهارات تربية الأطفال، وطريقة التعامل مع المراهقين، فما هي إلا سنتان أو ثلاث إلا وتدخل عالم المراهقة، ولاشك أنها ستكون مرحلة قواعد جديدة.

إن تغيير نفسية هذه الطفلة، وتعديل شخصيتها ممكن تحقيقه، ولكن فقط إذا حقيقة تغيّرت طريقة تعاملكم معها، واستمريتم في هذه المعاملة الجديدة.

حفظ الله أطفالكم، وأطفال كل المسلمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً