الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التهاب الأمعاء الدقيقة هل يسبب داء كرون؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي التهاب مزمن في الأمعاء الدقيقة، فهل أنا مصابة بداء كرون؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرسالتك غير واضحة المعالم، فهل تقصدين بالالتهاب المزمن في الأمعاء مشاكل مثل الإسهال، والرائحة الكريهة للبراز، ووجود مخاط أو دم في البراز، فهذه الأمور كلها قد تسببها بكتيريا في الأمعاء أو طفيليات، ويتم اكتشافها وتشخيصها من خلال تحليل البراز، وتحليل الدم، وأخذ العلاج المناسب بالإضافة إلى التوقف نهائيا عن أكل المطاعم واللحوم المحفوظة واللنشون والشاورما، وكل هذه الاختراعات، وليس الأطعمة.

وأما داء كرون فهو قصة طويلة، وهذه بعض المعلومات عن هذا المرض قد تفيدك، وتستبعد الهواجس المحيطة بحالتك الطبية، فداء كرون أساسا عبارة عن التهاب في الجهاز الهضميِّ، وهو أحَدُ الأمراض الّتي نسمّيها داء الأمعاء الالتهابي.

يُمكن أن يصيب هذا المرض أي منطقة في الجسم، من الفم حتّى الشّرج، ولكنّه غالباً ما يُصيب القطعة السّفليّة من الأمعاء الّدقيقة

وهو يصيب المفاصل والجلد والعين بالتهابات روماتزمية وطفح جلدي، والتهاب في العيون، وهذه تكون التهابات مزمنة، وليست طارئة.

وهو ينتشر في بعض الأسر عن طريق الوراثة، فحوالي عشرين بالمائة من مرضى داء كرون لديهم أقارب مصابون بداء الأمعاء الالتهابي، والسبب هوجينات وراثية تنتقل من الآباء إلى الأبناء، فتؤثر على الجدار المبطن للجهاز الهضمي فتضعفه مما يعرضه للالتهاب الميكروبي، ويشارك فى ذلك ردَّة فعل الجهاز المناعي في الجسم عند التعرُّض لفيروس أو جرثوم، ممَّا يؤدِّي إلى التهاب جدران الأمعاء.

ومن أعراضه أيضا الإصابة بفقر الدم الذي قد يدلُّ على وجود نزف معوي، كما قد تدلُّ هذه الاختباراتُ التي تظهر ارتفاعاً في عدد كريَّات الدم البيضاء على وجود التهاب، أمَّا فحص عيِّنة من البراز فيدلُّ على وجود نزف أو التهاب في الأمعاء.

لذلك إذا اجتمعت كل هذه الأعراض السابقة نفكر في داء كرونز، ونجري له الفحوصات الطبية للتشخيص عن طريق منظار القولون، وعمل تحاليل دم وسرعة ترسيب وأشعة رنين، وغير ذلك، وقد يجري الطبيبُ فحصاً للأمعاء الدقيقة يُسمَّى الفحصَ الشُّعاعي للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، حيث يشرب المريضُ مادَّة الباريوم، وهو سائل طبشوري يغلِّف الطبقةَ الداخلية للأمعاء، ثم يُجري الطبيبُ صوراً شُعاعية.

ويظهر الباريوم أبيض اللون في فلم الأشعَّة، فيبُرِز أيَّ خلل في الأمعاء بوضوح.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ايوب ايوب

    جازاكم الله خيرا على هذه المعلونات المفيدة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً