الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أسعد والدتي، ولا أعرف كيف أغير مفاهيمها؟

السؤال

أولاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشكلة تكمن بأننا كنا نسكن في بيت قديم جداً، وانتقلنا منه في بيت إيجار جديد، وللأسف هي متعلقة وتحن للبيت القديم، لأنها عاشت فيه هناك كثيرا، فهي تحن للناس والبيت طوال الوقت، وتريد أن ترجع.

المشكلة أن العودة للبيت هذا لا تنفع نهائياً، لأنه بيت قديم، وغير ذلك أنه في منطقه مشبوهة، وكلها بلطجية ولا أحد يستطيع أن يتحمل العيش فيه.

أنا أرجو أن أجد طريقة أحبب أمي في هذا البيت، وأجعلها تتعود عليه مثلنا، وللمعرفة أن أبي متوفي.

تحياتي لكم، وبالله عليكم ردوا علي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احمد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

أهلا وسهلا ومرحبا، وأسأل الله العلي الأعلى جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك من أمثالك وأن يزيدك رحمة ورقة وحنانا على أمك وأن يوسع رزقك وييسر أمرك.

كم أنا سعيد بك حقا وبخصوص ما ورد برسالتك -ولدي الكريم فإنه مما لا شك فيه فإن هذا الذي ذكرته عن أمك أمر بالنسبة لك متعس لأنك ذكرت أسبابا قوية وأسبابا واقعية، وأن الإنسان يتمنى لنفسه دائماً الأفضل والأحسن، إلا أن معظم كبار السن دائما يحنون للماضي بكافة ذكريات الماضي، وعما كان يحدث ليس في مصر ومكان في العالم وليس في أمك وحدها بل في كل العالم، كبارا ونساء حتى في كبار السن تجد أنهم يذكرون كنا نفعل وأيام الماضي كانت أحسن، وكانت أفضل، وكان الناس أفضل طيبة، وأكثر سعادة، رغم أن الدخل قليل، إلا أن الناس كان عندهم رضى وتعاون.

بما أن الخطوة الذي فعلتها خطوة صحيحة، فأنا أرجو ألا تشغل بالك بقضية والدتك، لأنها مع الأيام سوف تنسى حتى وإن طال الزمن فإنك ما فعلت إلا الصواب، والأفضل لأنك ذكرت أسباب حقيقة وقوية في عدم إمكانية عودتكم إلى هذا المكان والأصل أن الإنسان يحمد الله تبارك وتعالى أن الله قد وفقه لشيء أفضل لا ينبغي أن ينظر إلى الوراء، خاصة إذا كان الوراء أصبحت عودته صعبة أو العودة إليه تكون مكلفة ومرهقة للغاية، فأنا أرى لا تشغل بالك بهذا الأمر، وإنما تشرح لوالدتك الفرق ما بين البيت القديم والجديد، والعوامل المحيطة بالبيت القديم والبيت الجديد، كما ننصحك - ولدي أحمد بارك الله فيك - أن تدعو الله تعالى أن يخرج أمك من هذه الذكريات القديمة التي تسيطر عليها وتشعرها دائما بعدم الراحة والاستقرار.

المسألة مسألة وقت ولأن الإنسان بطبيعته ينسى ولذلك يقول الشاعر:
وما سمي الإنسان إلا لنسيانه *** ولا القلب قلبا إلا لأنه يتقلبا .

الواحد الوحيد الذي لا ينسى هو الله سبحانه تعالى حيث قال في محكم كتابه: (وما كان ربك نسيا).
ومن رحمة الله أن الله خلق النسيان في الإنسان وإلا فسوف يتذكر كل شيء منذ ولادته إلى أن يموت، وما استوعب عقله، وما استطاع أن يمشي أبدا لأن هذه النسيان التي تنسيها؛ تدخل إلى عقل الإنسان الباطن هي لا تمحى من الذاكرة؛ ولكنها تدخل في ملفات مغلقة حتى نفتح ملفات جديدة تتناسب مع ظروف الحياة التي نحياها، ونفكر جديدا في الأمور التي نعيشها، فأنا أرجو ألا تحزن لهذا وإنما كما ذكرت لك حاول توضح لأمك الفرق، والسبب الدافع التي انتقلتم إلى الحي القديم، وكذلك من الممكن أن تستعين ببعض أقاربك من الأعمام والعمات والأخوال والخالات حتى يساعدوك في إقناع الوالدة حتى تتوقف عن هذه الرغبة التي تزعج لأنك تحبها عليك بالدعاء بأن الله يسر لك ذلك، وأن الله يشرح صدرها.

أسأل الله أن يبارك فيك وأن يشرح صدرك وييسر أمرك وأن يمحو من والدتك تلك الأفكار السلبية التي تجعلك منزعجا.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا ريناد الجريسي

    مرررررره جميل الكلام اعجبني واستفت منه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً