الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وسواس في الطهارة.. أتمنى أن تفيدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي وسواس في الطهارة من فترة، وأتعبني جداً، وكان كل يوم يزداد، حتى وصلت إلى وسواس المني والمذي فأصبحت أغتسل كل يوم، فهل ينزل المني بعد الجماع فقط؟ وهل ينزل المذي فقط عند الشهوة؟ لأنه ذكر لي إن المني ينزل أثناء التخيلات وأثناء النوم، ومن شدة تعبي من الوسواس كنت أنام وتأتيني كوابيس تخص المني والاحتلام فأضطر إلى الاغتسال كل يوم.

أتمنى تفيدوني، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يذهب عنك الوساوس، واعلمي جيدا - أيتها البنت الكريمة - أن الوساوس شر عظيم إذا سمحت لها بأن تتسلط عليك ستفسد عليك أوقاتك، وستجرك إلى معاناة والهموم، ولذلك فنصيحتنا لك بأن تجاهدي نفسك للتخلص منها قبل أن تستحكم فيصعب عليك التخلص منها، وسبيل التخلص من الوسوسة سهل يسير - بإذن الله تعالى - لمن سهل الله له، وذلك بأن تعرضي عنها بالكلية ولا تلتفتي إليها، فلا تسترسلي معها، ولا تناقشي ما تمليه عليك هذه الوساوس ولا تعملي بمقتضها فإذا سلكت هذا المسلك فإنك بإذن الله ستشفين منها عن قريب.

ووسواس الطهارة التخلص منه سهل - بإذن الله تعالى- وذلك بأن تعلمي بأنك إذا تطهرت فإن الأصل بقاء هذه الطهارة فلا تنتقض بشيء حتى تتيقني انتقاضا يقينا جازما تتقيني كما تتيقني الشمس في رابعة النهار، أما مجرد الشك أنه خرج منك شيء أو لم يخرج فالأصل أنه لم يخرج منك شيء، وهذه القاعدة ابني عليها حياتك وستجدين - بإذن الله- الكثير من الوساوس الأوهام قد انتهت.

فإذا وسوس لك الشيطان بأنه قد خرج من المني وشككت، هل خرج منك مني أو لا، فالأصل أنه لم يخرج منك مني، وكذلك إذا وسوس لك هل خرج منك مذي أو لا، فالأصل أنه لم يخرج منك مذي، وهكذا، والمني: سائل أبيض وهو في المرأة غالبا ما يكون أصفر، وقد يكون أبيض عند الفتاة لقوتها ونحو ما يقول الفقهاء، وعلامته: أنه يخرج بشهوة فيشعر الإنسان بتلذذ أثناء خروجه ثم يعقبه فتور لهذه الشهوة.

فإذا خرج المني وجب على الإنسان أن يغتسل إذا أراد الصلاة أو مس المصحف أو الطواف، فإذا لم تتيقني هذا فإن المني لم يخرج، وإذا وجدت المني بعد استيقاظك من النوم فإنه يجب عليك أن تغتسلي.

أما إذا لم تجد منيا فإنه لم يجب عليك الاغتسال وإن كنت قد وجدت عليك حلما في نومك فلا يجب عليك الاغتسال إلا إذا رأيت المني بعد الاستيقاظ.

والمذي: سائل يخرج أيضا وقت ثوران الشهوة لكن لا يتلذذ الإنسان بخروجه فإنه قد يخرج دون أن يشعر به الإنسان، فإذا خرج منك المذي عند الشهوة فالواجب عليك أن تغسلي عنك المذي من ثيابك ومن بدنك وهو موجب للوضوء، فإذا شككت هل خرج منك مذي أو فالأصل أنه لم يخرج منك مذي، وبهذا تعلمين أن ما تفعلينه من اغتسال كل يوم لمجرد الشك أمر لا ينبغي أن تفعليه وإذا تركت سيزول عنك ما تجدينه من عناء ومشقة ونسأل الله لك أن يفقهك في دينه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً