الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يا ليت بيني وبين ابن عمي بُعد المشرقين .. بئس القرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله يا أفضل موقع (إسلام ويب) ..

أنا عمري 18 سنة، أمارس الشذوذ والعادة السيئة، وأدخل إلى مواقع الحرام، وأفكر دائمًا وأتخيل الجنس في الصلاة كثيرًا، ولا أصلي إلا الجمعة، وأنا على هذا الحال منذ 3 سنوات، وكل مرة أحاول أن أتوب إلى الله، لكن دون جدوى، وعندما كنت في سن 14و 15 لم أكن أعرف معنى الجنس، لكن السبب كان ابن عمي، فهو من عرَّفني هذه الأمور.

وابن عمي في سني، وقبل أن يعرِّفني ابن عمي هذه الأمور كنت ذكيًا في المدرسة، وعندما جالسته فشلت في المدرسة، وأنا أحس الآن أني مختلف عن الناس، وأخاف أن يعرف أحد الحقيقة، وقد توقفت عن كل هذه الفواحش مدة 20 يومًا، ثم رجعت لها ثانية، وأنا حاليًا في الصف الثاني في المدرسة التجارية، وكل هذا المشاكل لا تجعلني أركز في مذاكرتي.

أرجو أن تساعدوني، وأريد الحل والعلاج بأقصى سرعة ممكنة .. أنا أنتظركم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شوقي .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا، والبوح بما في نفسك.

لأسباب متعددة - تتعلق غالبًا بالتربية، وظروف الحياة - قد يصبح عند الشخص نوع من أنواع اضطرابات الهوية الجنسية، كأن تصبح عنده ميول للجنسية المثلية - كما هو الحال معك - عندما يبدأ يشتهي الجنس مع جنسِه، والأخطر من هذا عندما يبدأ بممارسة علاقات مع شاب أو رجل آخر، ولا شك أن ممارسة ابن عمك معك لها علاقة بهذا التوجه الذي عندك الآن.

وأمر التغيير والعدول عن هذا الميل وهذه الرغبة ممكن، وإن لم يكن بالأمر السهل، وقد فعله كثيرون غيرك عندما نجحوا في هذا التغيير، وإن لم يكن مئة بالمئة، إلا أنه كافٍ ليعيشوا حياة قريبة جدًّا من التوجه الغيري، وهو عكس المثلي.

وأمامك طريقان للتغيير:
الأول: أن تمسك نفسك وتجاهدها لتمنعها من هذا الميل، فتصرفها عن هذه الرغبة بممارسة الحرام، وأن تعتبر نفسك كأي إنسان آخر تراوده نفسه على الحرام، إلا أنه يمنع نفسه ويقاومها، ومثلك في هذا مثل رجل يشتهي النساء، إلا أنه يمنع نفسه عن ممارسة الحرام، وهذا هو أكبر ابتلاء له في هذه الحياة.

والأمر الثاني وهو: إن صعب عليك القيام بالأمر السابق بنفسك، فعليك أن تتجه إلى أخصائي نفسي مسلم ملتزم، فأنت تحتاج لغير قليل من العلاج والإرشاد النفسي والتأهيل، وهنا يأتي دور الطبيب النفسي، أو الأخصائي النفسي صاحب الخبرة في التعامل مع ضحايا الاعتداء الجنسي، ومع الذي يعاني من اضطراب الهوية الجنسية نتيجة هذا الاعتداء أو هذه الممارسة في الصغر.

أنصحك بمراجعة طبيب نفسي قريب منكم، وأن يكون طبيبًا نفسيًا مسلمًا، وإلا فالطبيب النفسي غير المسلم أو غير الملتزم - وليس كلهم - قد يقول لك بما معناه، أنك جنسي مثلي، وما عليك إلا أن تعيش كما أنت! بينما الطبيب النفسي المسلم الملتزم وصاحب الخبرة في الاضطرابات الجنسية سيسعى لمساعدتك في إصلاح هذا الحال.

ومتى استقام أمرك هذا، فاطمئن فأمر الدراسة والتفوق بسيط وسهل، فالله تعالى يقول: {واتقوا الله ويعلمكم الله}، ويقول: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا}، {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}، وقال صلى الله عليه وسلم: (من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرا منه).

أرجو أن يكون في هذا ما يعين، وحفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً