الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الدواء البديل عن الزيروكسات لعلاج الرهاب؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 21 سنة, أصبت بالرهاب الاجتماعي قبل ثلاث سنين بسبب ظروف أقل ما يقال عنها إنها مريرة, وقد انتهت لكن بدأت معاناة الرهاب.

سؤالي لكم: ما هو العلاج المناسب لحالتي؟
علما أنني استخدمت الزيروكسات شهرين تقريبا, أفادني كثيرا من ناحية الرهاب, ولكنه في نفس الوقت أهلكني بالخمول والكسل.

أنا أمارس رياضة كمال الاجسام منذ سنتين, وجسمي جميل جدا, ولكني بعد الزيروكسات لم أعد قادرا على التمرين كالسابق, ولم أعد أرفع الأوزان التي كنت أرفعها, إضافة أني مقبل على عمل يتطلب النشاط البدني والذهني.

أرجوكم أرشدوني إلى العلاج الدوائي الأمثل لحالتي كي أدعمه أيضا بالعلاج المعرفي السلوكي, مع ذكر طريقة الاستخدام والإيقاف.

شاكر ومقدر جهودكم الجبارة, وخير الناس أنفعهم للناس.
أسأل الله أن يجزيكم على معروفكم في الدنيا قبل الآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبالفعل أحد الأدوية الفعالة جدًّا لعلاج الرهاب الاجتماعي هو الزيروكسات، وبالنسبة للآثار الجانبية فهي متفاوتة من شخص لآخر، هنالك الكثير من الذين يشتكون من أن الزيروكسات فقد سبب لهم نشاطا زائدا، وهنالك بعض الناس يشتكون أن الزيروكسات سبب لهم خمولا، كما في حالتك، وعمومًا هذه التباينات الشخصية مثبتة ومعروفة علميًا.

إذن نحن الآن في وضع أنت فيه بحاجة للعلاج الدوائي, ويجب أن نبحث عن بديل, وأنا أود أن أقترح عليك عقار (لسترال) والذي يعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) أتمنى ألا يكون لهذا الدواء أثر سلبي جانبي، وهو قريب جدًّا من الزيروكسات في فعاليته، لكن هنالك اختلاف بسيط فيما يخص الآثار الجانبية.

يجب أن تبدأ الجرعة كجرعة صغيرة، تناول نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– تناولها ليلاً لمدة شهرين, لا أريدك أبدًا أن تنتقل لجرعة الحبة كاملة إلا بعد شهرين، بعد ذلك –بعد مضي شهران وأنت على جرعة خمسة وعشرين مليجرامًا– ارفع الجرعة إلى حبة كاملة –خمسين مليجرامًا– تناولها ليلاً، وهذه استمر عليها لمدة ستة أشهر.

خمسون مليجرامًا –أي حبة واحدة– هي الجرعة الصغرى، حيث إن بعض الناس يحتاجون إلى أربع حبات في اليوم –أي مائتي مليجرام– وهذه جرعة سليمة ومسموح بها، في حالتك أنا أرى أن جرعة حبة واحدة كافية جدًّا.

بعد انقضاء الستة أشهر –أيها الفاضل الكريم– خفض الجرعة إلى نصف حبة، تناولها ليلاً لمدة شهرين أيضًا، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأعتقد أنه بديل جيد وممتاز للزيروكسات.

في حالة –ونحن غير متشائمين قطعًا– أن الزولفت لم يناسبك سيكون البديل أمامك دواء واحد يعرف باسم (أوريكس) واسمه العلمي (مكلومابيد) هذا الدواء دواء رائع جدًّا لعلاج الرهاب الاجتماعي، وهو أيضًا غير شائع الاستعمال، لكنه دواء فعال جدًّا، يعاب عليه أن جرعته متعددة، أي أن الإنسان يحتاج أن يتناوله بمعدل حبة ثلاث مرات في اليوم، والجرعة هي مائة وخمسون مليجرامًا، تتناولها ثلاث مرات في اليوم -أي كل ثماني ساعات– وهذا الدواء حين تبدؤه لا يحتاج لأي نوع من التدرج، لأن الجرعة التمهيدية هي نفس الجرعة العلاجية، وتستمر عليه لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى حبتين في اليوم لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

إذن -الحمد لله تعالى- أمامنا خيارات جيدة، ممتازة، وأنا متفائل كثيرًا أن الزولفت سيكون بديلاً ممتازًا جدًّا للزيروكسات.

ركز على الأدوات العلاجية السلوكية، وعليك بالتواصل الاجتماعي المثمر والجيد والمفيد والإيجابي، فهو وسيلة ممتازة جدًّا للقضاء على الرهاب الاجتماعي وتطوير المهارات الاجتماعية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً