الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني إمساك ثم إسهال، ما العلاج لهذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا أسامة من مصر، عمري 23 سنة، وحاليا مقيم في السعودية للعمل منذ أربعة أشهر.

مند قدومي وأنا أعاني من بطني، حيث بدأت من البداية منذ قدومي أول أسبوع، أعاني من إمساك شديد، وبعدها بأيام تحول الإمساك إلى إسهال، وبعدها ألم شديد في أعلى بطني وفي الأسفل، وذهبت لدكتور فقال لي: التهاب في القولون، وكتب لي أدوية، ولم تأت بنتيجة!

ذهبت لدكتور آخر، وبعدها بشهر عملت تحاليل وقال لي: عندك قولون عصبي، والاثنا عشر، وكتب لي أدوية، ولم تأت بنتيجة، كما أني أدخل الحمام كثيراً، وبعد الحمام لا أشعر بالراحة، كما أني أعاني من كثرة الغازات، وغازات أيضاً في الفم، أو كما يقول البعض التجشؤ، وعدم الشعور بالجوع.

كما قال لي الطبيب: إني في منطقة جنوبية مرتفعة، والأكسجين فيها قليل، هذا عامل من ضمن العوامل، علما أن نومي قليل يمكن 5 ساعات كل يوم.

ما هو العلاج المناسب؟ وهل المرض هذا فعلاً هو القولون العصبي؟ ومتي أعرف أني شفيت من هذا المرض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

كما ترى أن الأعراض ابتدأت بعد انتقالك للإقامة في بلد آخر، وهذا بحد ذاته يعتبر نوعاً من العناء النفسي، ويحتاج الإنسان في مثل هذه المرحلة للتأقلم مع هذا الوضع، وفي هذه المرحلة، فإن القلق قد يؤثر على الإنسان، ويترافق ذلك مع زيادة ظهور الأعراض، وخاصة أعراض القولون العصبي.

والأعراض التي تشكو منها من إمساك إلى إسهال وغازات في البطن، كلها تشير إلى أعراض القولون العصبي، وليس التهاب القولون، ويتميز القولون العصبي أنه عادة لا يستيقظ الإنسان من نومه على ألم في البطن أو إسهال.

بينما التهاب القولون يسبب إسهالاً يمكن أن يوقظ الإنسان من نومه، وكذلك يمكن أن يسبب ألماً في أي وقت من اليوم، وقد يسبب نزول الوزن، ووجود دم، وصديد في البراز، وهذا لا يكون موجوداً في القولون العصبي، ولا يسبب القولون العصبي نزول الوزن، والأعراض تزداد فيه مع الضغوطات النفسية والقلق والتوتر، وبعض أنواع من الطعام.

هو مرض ليس عضوياً، أي أن التحاليل كلها تكون طبيعية، وقد تم إجراء تحاليل لك وكانت -ولله الحمد- طبيعية.

الغازات في البطن تكون من أعراض القولون العصبي، وقد تزيد بسبب التوتر واستخدام الشيشة، والتدخين وبعض أنواع الطعام مثل: الفول والحمص والبقوليات، خاصة غير المطبوخة جيداً، وكثرة البلع واستخدام العلكة والأكل والفم غير مغلق، وتناول الطعام بسرعة.

بالنسبة للارتفاع في المنطقة الجبلية، فلا أعتقد أنه بعد مرور أربعة أشهر على وجودك هناك أن يكون له أعراض، ففي البداية قد يشعر الإنسان بالصداع والغثيان والتعب واضطراب النوم والدوخة، وأحياناً فقد الشهية إلا أنه بعد فترة فإن الإنسان يتأقلم على هذا الوضع.

بالنسبة للقولون العصبي فإنه في إحدى الدراسات وجد أن أفضل العلاج هو تناول الدوائين التاليين -Duspataline حبة ثلاث مرات في اليوم، Dogmatil 50 مرتين في اليوم، ثم يمكن زيادتها إلى ثلاث حبات بعد فترة إن حصل تحسن في الأعراض.

بعد عدة أشهر من التحسن يمكن بعد ذلك تنقيص الدواء تدريجياً، والتوقف عنه إن لم تعد الأعراض، وقد تبقى الأعراض وتعود وتتكرر، إلا أن هذا المرض لا يتحول إلى أي مرض آخر، وعلى الإنسان أن يتعايش معه، ويراقب ما يزيد الأعراض ويتجنبها.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً