الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتمنى الزواج به.. لكن جمالي متواضع!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا فتاة متواضعة الجمال؛ ولذلك كان بعض الخطاب يتراجعون عن خطبتي إذا رأوني، وقد تعرفت على شاب، ونشأت بيننا علاقة شريفة، وهو لا يعرفني، ولم ير شكلي، وأحبني وأراد أن يخطبني؛ لكني تهربت منه، وأنهيت تلك العلاقة، فليست لدي الجرأة أن يأتي ويراني؛ لأنه يتوقع فتاة جميلة فاتنة، حتى لو قبل بي سيكون بدافع الشفقة؛ لأنه وعدني بالزواج، وليس اقتناعاً بشكلي.

أنا الآن أعيش في عذاب نفسي؛ لأني أحببته كثيراً، وأحببت إخلاصه وطيبته، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أسمح له بخطبتي، وحاولت نسيانه والتفكير بغيره، ولكن لم أنجح! فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونسأل الله أن يسهل أمرك، ويسعدنا أن نُخبرك بأن كل فتاة جميلة؛ لأن هذا خلق الله -تبارك وتعالى-، والفتاة جميلة بأدبها وأخلاقها وإيمانها وعفتها وطُهرها، وما من امرأة إلا وجعل الله -تبارك وتعالى- فيها جوانب من الجمال، ولكل فتاة من يُعجبها ويُعجب بها؛ فلذلك أرجو ألا تنسحبي من أي شاب، واتركي الشاب يختار، فإن للناس في اختيارهم للنساء مذاهب وطرائق، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، وهذه قاعدة نحن نتمنى أن تكون واضحةً عند بناتنا، فإن أي فتاة لها من العالمين -من الرجال- من يُعجب بها، يراها أجمل فتاة؛ ولذلك فلا ينبغي للفتاة أن تُقدم تنازلات كأن تكلم الشباب وتتواصل معهم، أو تتبرج أمامهم، تظن أنها بذلك تقرب أمراً بعيداً، أو تصل إلى شيء ما كانت لتصل إليه، إنها لن تنال إلا ما كُتب لها، لكنها تزيد على نفسها الذنوب والخطايا عندما تقدم تنازلات لا يرتضيها الشرع الحنيف الذي شرفنا الله -تبارك وتعالى- به.

وأرجو من البنات أن يعلمن أن الرجل يجري وراء المرأة التي تهرب منه وتلوذ بإيمانها وحجابها وحياءها، ويهرب من المرأة التي تجري خلفه وتقدم له التنازلات، حتى لو افترضنا أنه تزوج بها، فإنه بعد ذلك سيحتقرها؛ لأنه يعلم أنها هي التي كانت تجري وراءه، وقد يُسمعها مثل هذا الكلام، وهو كالطعن بسكين بالنسبة لأي فتاة يُشعرها زوجها أنها كانت تجري خلفه، وأنه أرادها لأنها كانت تجري وراءه.. من هنا نحن ننصحك بما يلي:

اللجوء إلى الله، والتوقف عن التوسع في الكلام مع الشباب، وإذا قابلك شاب وأراد أن يتواصل معك فعليه أن يبدأ البداية الصحيحة، فيأتي البيوت من أبوابها، ثم بعد ذلك يتقدم للخطبة، ثم بعد ذلك تكون النظرة الشرعية، فإذا حصل وفاق وتفاهم بعد ذلك أكمل، وإلا فلا عيب في المرأة أن يرفضها الرجل، وليس عيبًا في الرجل أن ترفضه المرأة، وقد يكون هذا صالح وهذا صالح، لكن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

ومن الأسرار التي تقرب الفتاة إلى القلوب هو: طاعتها لعلام الغيوب، والحرص على طاعات سرية بينها وبين الله -تبارك وتعالى-، وهذا جانب من الجمال الدائم التي تغفل عنه كثير من البنات، وهو جمال الطاعة، جمال الإخلاص، جمال الطاعات الخفية بين الفتاة وبين ربها -تبارك وتعالى-، فإن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فالإنسان يستطيع أن يصل إلى قلوب الناس وينال محبتهم بطاعته لله -تبارك وتعالى-، وإن كان قليل الجمال الظاهري فيما يظهر للناس، ولكن نحن لا نؤيد هذه القاعدة، لأن كل فتاة جميلة، بمعنى أن هناك شاب سيُعجب بها وسيرتضيها زوجةً؛ ولذلك ينبغي أن تتنبه بناتنا لهذا، والفتاة كذلك ينبغي أن تُدرك أنها بعد الزواج عليها أن تُحسن التزين لزوجها، وإظهار جوانب التميز في جسدها وفتنتها وسحرها الحلال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعينك على الطاعة، وأن يجنبك وبنات المسلمين من تجاوز الحدود التي لا تُرضي الله.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً