الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلف الأطباء في تشخيص حالتي، فأصبحت أخاف من المرض والموت!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أولاً أتمنى من الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل الذي تقومون به في ميزان حسانتكم، ويرزقكم الجنة.

مشكلتي أنني في الصيف الماضي مرضت ولم أكن أعرف سبب مرضي، كنت أحس بدوخة مستمرة، وآلام في المعدة مع ضيق في التنفس، لكن ما زاد مرضي هو أن كل طبيب أزوره كان يشخص حالتي بطريقة مختلفة عن الطبيب الاخر، المهم شفيت -والحمد لله- لكن بعد هذا المرض أصبحت أخاف أن أمرض مرة ثانية، وأخاف من الموت، لم أعد أستطيع مواجهة أي مشكل ولو كان بسيطاً، عقدت قراني الشهر الماضي والعرس تحدد في الشهر القادم -إن شاء الله-، ما يخيفني أن أمرض قبل موعد العرس أو يقع طارئ، وأصبحت أعتقد أن كل مكان في جسمي يؤلمني، وأتخيل أني سأصاب بمرض خطير.

أرجو أن تساعدوني في التخلص من كل هذه الأفكار، أريد أن أزيح هذه الوساوس من رأسي وأعيش حياتي طبيعية كما كنت.

و جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيكِ، وجزاكِ الله خيرًا، نسأل الله لكِ العافية والتوفيق والسداد، وأن يتم الزواج على خير، وأن يكون مودة ورحمة وبركة لكما.

لا تنزعجي كثيرًا-أيتها الفاضلة الكريمة- الذي يتبين لي أنكِ حساسة بعض الشيء، وهذه الحساسية تجعلك ميّالة للقلق وللمخاوف، والناس في زمننا هذا أصبحت تخاف كثيرًا من الأمراض ومن الموت، يعني أن هذا الخوف الذي تعانين منه هو انعكاس لما هو في بيئتنا، وقطعًا شخصيتك يظهر أن لديها الاستعداد للقلق والمخاوف، لا تنزعجي، هذه لا نعتبرها مرضًا أبدًا، هذا نوع من الظواهر النفسية التي نشاهدها هنا وهناك في بعض الأحيان.

لذلك أقول لكِ: حاولي أن تكوني مسترخية، استعيني بالله تعالى، احرصي على أذكار الصباح والمساء، وحاولي أن تعيشي حياة صحية، الحياة الصحية تتطلب: النوم المبكر، تتطلب التنظيم الغذائي، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي، الحرص على أمور العبادة، الاطلاع، القراءة، كل هذا مطلوب لأن يعيش الإنسان حياة صحية.

في بعض الأحيان الأخوة والأخوات الذين تأتيهم أفكار الخوف من المرض والموت أنصحهم بمراجعة طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني –مثلاً- بصفة دورية منتظمة -مثلاً- كل ثلاثة أشهر، الإنسان حين يذهب إلى طبيبه –طبيب الأسرة– ويقوم بإجراء فحوصات عامة، هذا وجد أنه من أكبر الدوافع التي تمنع الخوف المرضي. يمكنك أن تقومي بهذا إن كان ذلك ممكنًا.

بما أن موعد الزواج أصبح قريبًا -إن شاء الله تعالى– أود أن أنصحكِ بتناول دواء بسيط جدًّا مضاد للمخاوف والتوتر، الدواء يعرف باسم (ديروكسات) هكذا يسمى في المغرب، واسمه العلمي (باروكستين)، ابدئي في تناوله بجرعة نصف حبة –أي عشرة مليجرام– تناوليها ليلاً لمدة أربع ليالٍ، ثم بعد ذلك اجعليها حبة كاملة تناوليها ليلاً، استمري عليها لمدة أسبوعين، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم نصف حبة ليلاً يومًا بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم توقفي عن تناول الدواء.

لدينا في موقعنا إسلام ويب استشارة توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة جدًّا وتفيد كثيرًا، فيمكنك أن ترجعي لهذه الاستشارة وتطبقي ما بها من إرشاد، وهي تحت رقم (2136015) أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

لابد أن يكون الآن مزاجك هو مزاج فرح وانشراح وتفاؤل، فأنت مُقدمة على الزواج، ولا تخافي أبدًا فلن يصيبك أي مكروه -إن شاء الله تعالى–، وحالتك بسيطة، وهذه المخاوف والقلق وما يصاحبها من وساوس بسيطة -إن شاء الله تعالى– وسوف تنتهي تمامًا.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: ( 259342 - 265858 - 230225)، وعلاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً