الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت أحب شخصاً وتركني بلا سبب، كيف أعيش حياتي الطبيعية بدونه؟

السؤال

السلام عليكم

أحببت شخصاً لدرجة لا تصدق، وكنت أصلي كل يوم في رمضان صلاة الحاجة وأدعو ربنا فيها أن يكون هذا الشخص خيراً لي، ويجعله الله من نصيبي، وفي كل صلاة في رمضان وفي كل الأيام أدعو الله أن يجعله من نصيبي، وكان يقول بأنه سيتقدم لخطبتي عن قريب، لكن ما حدث أن بعضاً من أهله لهم علاقة بي أخبروه كلاماً سيئاً وغير صحيح عني لكي يبعدوه عني، وهو صدق هذا الكلام ولم يخبرني بذلك وتركني من غير سبب.

المشكلة أنه مضى على هذا 5 شهور وأنا لا زلت أحبه، وأصبت ببعض الأمراض مثل: الضغط والمرارة والحالة النفسية السيئة، وحياتي توقفت بالكامل وطوال الوقت مريضة، هل فعلاً لو كان لي نصيب فيه سأتزوجه حتى لو حصل أي شيء؟ مازلت أدعو في كل صلاة أن يجعله الله من نصيبي!

ماذا أفعل لكي أمارس حياتي الطبيعية بدونه؟ أنا مقتنعة لو كتبه الله لي سآخذه، لا أنام من التفكير ولا آكل ولا أشرب، أريده لي بأي طريقة، لا أستطيع تخيل أنه سيتزوج فتاة أخرى في يوم من الأيام، أرجو أن تجدوا لي حلاً لأني غير قادرة على العيش.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يُقدر لك الخير حيث كان، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

نحن نتفهم -أيتها البنت العزيزة– الحالة التي تعيشينها، ولكن الدواء لها ميسور سهل إذا أنت أخذت به جادة لتخلصي نفسك من هذه الحالة التي تعيشينها، هذا الدواء يتمثل –أيتها البنت الكريمة– في أمور لابد أن تتذكريها وتعقدي عليها قلبك، أول هذه الأمور: أن كل شيء سيحدث في هذا الوجود قد كتبه الله عز وجل قبل أن تُخلقي، وقد كتب الله تعالى من ستتزوجين به ومن سيكون نصيبك، وقدر الله تعالى نافذ لا محالة.

الحقيقة الثانية: أن تتيقني يقينًا جازمًا أن الله عز وجل أرحم بك من نفسك، وأنه سبحانه وتعالى أعلم بمصالحك، وأنه عز وجل قادر على أن يُحقق لك ما هو من صلاحك، فإذا كانت هذه الثلاث الصفات مجتمعة في الله تعالى (العلم بالمصالح – والرحمة بك – والقدرة على فعل ما يريد)، فكوني على ثقة من أن ما يختاره الله تعالى لك ويقدره لك هو الخير والمصلحة، وأنه خير مما تتمنينه أنت لنفسك، فأنت لا تعلمين المستقبل، ولا تدركين حقائق الأمور، ومن ثم ربما تحرصين على شيء غاية الحرص لكنَّ الله تعالى يعلم أن الخير في غيره، فيصرفه سبحانه وتعالى عنك لعلمه بأن الخير لك بأن يصرفه عنك، ولذلك قال لنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

ولذا فنصيحتنا لك أن تُقللي من هذا الحرص الذي تجدينه في نفسك بأن تتذكري هذه الحقائق المهمة، وتفوضي أمورك إلى الله سبحانه وتعالى، وتحاولي أن تشغلي قلبك بالتعلق بالله وحبه والإقبال على طاعته، وأن تسأليه سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير، فإذا علم الله تعالى أن الخير في تزويجك بهذا الرجل فسييسره لك، وإذا علم أن الخير في غيره فكوني على ثقة من أن اختيار الله تعالى أفضل من اختيارك أنت. لا شك -أيتُها البنت الكريمة– بأنك إذا عشتِ بهذه الروح فإنك ستجدين للسعادة طعمًا، وستفوضين أمورك إلى الله راضية مختارة.

خير ما ننصحك به -أيتُها البنت الكريمة– أن تتجنبي الوقوع في معاصي الله، فإن معصية الله تعالى لا تجلب لك إلا الحرمان، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه)، كما أن الطاعة في المقابل هي أعظم سبب لحصول ما تتمنينه من الأرزاق الحسنة، كما قال الله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا* يرسل السماء عليكم مدرارًا* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}، وقال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

ومن المعاصي إنشاء علاقات حب بين الشباب والفتيات، فتوبي إلى الله تعالى من ذلك، والتزمي بآداب شريعة ربك، وتعرفي على النساء والفتيات الصالحات وأكثري من مجالستهنَّ، وحاولي أن تفوضي الأمر كله لله ليختار لك الخير، وأكثري من دعائه سبحانه وتعالى لاسيما في الأوقات التي يعظم فيها رجاء الإجابة بأن يرزقك الزوج الصالح، وستجدين عاقبة ذلك خيرًا بإذن اللهِ تعالى.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يُقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا منى

    فعلا كلام صحيح
    لو ادركنا تدبير الله لامورنا وانه الخير كل الخير فيما اختاره الله لنا لما قلقنا
    لكن اخي الكريم
    نحن البنات نعاني من عواطف مكبوته ننتظر الزواج حتى نحب وننحب
    وتبقى العواطف المكبوته تؤذينا خاصة مع تقدم العمر
    فهل من مخرج الى جانب الصبر

  • الجزائر سارة

    ربنا يصلح امرك وقصتك تشبه قصتي شويهمو كتير الله يعهديه واطلب من ربي يجعلو نصيبك

  • قطر رانيا العامري


    انا صار لي نفس الموقف

  • السعودية مطلقه حزينه

    وأنا مثلك الله ابتلاني الله يعيننا البنات ويرزقنا بالأزواج الصالحين أللهم أمين

  • السعودية دعاء

    الله يجبر قلبك وقلب كل بنت مظلومه مع الاسف الشباب مايخاف من الله وناسي انو الدنيا سلف ودين

  • مصر زهرة الصبار

    اوعى تبكى على حد باعك علشان هو الى خسران ان شاء اللة تتزوجى برجل صالح






  • المغرب نور هان

    انا متلكيي تماما اعاني مند مد على فراقه تركني بلى سبب احببته لدرجة الجنون كنت ادعو دائما ان يكون لي احترمه و اقدره لكن غدرنيو تركني بدون سبب

  • الجزائر Oussama

    شكرا كلام في المعقول

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً