الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أكون قليل الكلام والضحك

السؤال

السلام عليكم.

كيف أكون قليل الكلام .. قليل الضحك؟

أريد نصائحكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ د. أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، وإنا لنسأل الله الكريم أن يمنّ عليك بالخير العميم، وأن يجعلك من الصالحين.

بخصوص ما سألت عنه فنود ابتداء أن نذكرك أن الكلام المباح كأصل ليس مذموماً، وأن الضحك كذلك وإنما يأتي الذم من عدة وجوه أخرى، منها المبالغة فيه.

وحتى تكون -بارك الله فيك- قليل الكلام ننصحك بما يلي:

- الحرص على العمل، إن كثير العمل قليل الكلام، وكثير الكلام قليل العمل.
- (الفلترة) الداخلية، بمعنى التوعد على أن تمرر حديثك على ذهنك قبل أن تنطق به، فإن كان نافعاً أرسلته وإلا أمسكته.
- مخالفة الشهوة على الدوام، فقد قال بعض أهل العلم: الكلام شهوة، والعاقل من إذا دعته شهوته تركها، ومحل الشاهد إذا وجدت شهوة في داخلك للحديث اصمت، وإذا استوى عندك الأمران تحدث.
- كثرة التأمل في عجيب صنع الله، وفي خلق الله، وفي ملكوت الله، فإن كثرة التأمل تدفع المرء إلى تجويد الصمت.
- الحرص على ورد بعينه، مما يعينك على الصمت أن يكون لك ورد من القرآن والذكر المتنوع كالتسبيح والصلاة والسلام على رسول الله، والاستغفار والتهليل وغير ذلك، فإن مثل ذلك يقلل شهوة الكلام عندك.
- اقرأ حول فضل الصمت في كتب أهل التربية ففيه خير كثير.

أما كثرة الضحك فنحب أن نذكرك بأن الضحك في حد ذاته ليس ممنوعاً، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمزجون حياتهم بين الجد والضحك المباح فعن قتادة - رضي الله عنه - قال : سئل ابن عمر رضي الله عنهما: هل كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحكون؟ قال: نعم، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل، وقال بلال بن سعد: أدركتهم يشتدون بين الأغراض، ويضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهباناً.

لكن المبالغة فيه هي المذمومة، ويمكنك تقليلها بعدة أمور منها:
- تحمل المسؤولية والنظر إلى الحياة بجدية وواقعية.
- التفكير في الآخرة والوقوف بين يدي الله، والمحاسبة على الصغيرة والكبيرة، ويوم القيامة وما فيه، والقبر ونعيمه وعذابه، كل هذا يقلل شهية المرء إلى الضحك.

لكن أخي الحبيب، نوصيك بالاعتدال، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الغلو، فقال :"إياكم والغلو في الدين " وأخبر أصحابه أنه يصوم ويفطر ويقوم ويرقد ويتزوج النساء، وقال: (فمن رغب عن سنتي فليس مني) الحياة السوية تحتاج أن يتعامل المرء معها بنوع من الاعتدال والوسطية، فلا تحرم نفسك من المزاح بالكلية، ولا تغرق فيه كذلك، وإنما الوسطية.

نسأل الله أن يوفقك للخير وأن ييسر أمرك والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر hadil

    thank you so much

  • الأردن وجدي الديري

    بارك الله فيكم فقد انتفعت بإذن الله من حديثكم

  • العراق ؟؟؟؟

    بارك الله فيك

  • مصر محمد

    بارك الله فيك

  • djamila

    merci

  • مصر ابو عمر

    ربنا يبارك فى عمرك

  • السويد Amjad

    خير الكلام ماقل ودل

  • الجزائر Amira

    شكرا جزيلا

  • أمريكا محمود

    بارك الله فيكم

  • السودان

    كلام جميل بس
    اكثرة في الضحك وصرة لا ادقين فن الجديه بتاتا وصارة حياتي تنقلب جحيما ودرجاتي الدراسيه انخفضه ارجوك ساعدني

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً