الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخيلات وأحلام يقظة دائمة وكثيرة.. هل أنا مجنون؟

السؤال



السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته..

يقول السائل، قد يكون العنوان مبالغا نوعا ما فيه، لكني حقيقة أشعر نفسي هكذا، فأنا الآن عمري 17 عاما، أعاني من أمراض نفسية منذ صغري تقريبا منذ سن 6 ، أو أقل.

بداية وقبل كل شيء رغم كل ما أعانيه إلا أن الله عز وجل منحني موهبة التفوق الدراسي، حيث إني لا أخرج من الثلاثة الأوائل من كل عام دراسي على المدرسة دون جهد دراسي مبذول، أو حتى دروس خصوصية.

لكن مشكلتي أنني أمتلك الكثير جدا من الأمراض النفسية أهمها أنني في أي لحظة ما أبتكر في خيالي قصة، وأعيش في أجوائها، وأقوم ببذل مجهود جسدي كبير جدا بمعنى مثلا: أتخيل نفسي بطلاً، وأعيش دور البطولة، وأشعر بالفعل أني في معركة، وأتفاعل جدا معها عن طريق الحركة، يعني أجري كثيرا في غرفتي، أو أتخيل أني أكون لاعب كرة، وأشعر بنفسي أني مغوار، ولا يستطيع أحد أخذ الكرة مني، أو رئيساً عادلاً، أو أي شيء أكون فيه بطلاً، أو أي حدث ما، وبالطبع أفراد العائلة دائما ما يسألوني ما الذي أفعله؟ فأرد كاذباً بالطبع بأنني أقوم بتدريبات رياضية (ههههه)، لكن للملحوظة الأشخاص الذين أبتكرهم هم مجرد خيال برأسي، أتفاعل معهم.

لا أستطيع حتما التوقف عن هذه التخيلات، قد أكون في كل ساعتين، أو أقل أتخيل شيئا ما وأعيش فيه، وعادة ما تكون هذه التخيلات مرتبطة بحدث سياسي أو رياضي ما، وأقوم بفعل هذا الشيء عندما أكون منفردا في الغرفة، ليس أمام الناس.

والمشكلة الثانية أنني أشعر بالخجل الشديد في المحادثة، أو التكلم مع أي شخص مباشرة، ويراودني شعور غريب، وأنسى وأتلجلج في كل الكلام، لهذا أفضل أن أكون صامتا في المحادثة، وأشعر أن كل الناس يصفوني بالغبي أو المجنون.

وأشعر بهذا الشعور أمام زملائي بالمدرسة، أو عند معاملة الناس لي، أو عند الشراء؛ لهذا فقد قررت أن لا أخرج من المنزل، وأن أجعل أخي دائماً هو من يقوم بالشراء، لكن للأسف لا أستطيع التوقف عن الذهاب للمدرسة.

لا أعلم قد تكون فعلا تصرفاتي كالمجنون، ولست بالإنسان الطبيعي، علما أني طيب جدا حتى في أخلاقي مع الناس لم أحرج أو أتعرض للأذى لشخص قط طوال عمري، أو حتى إظهار الغرور، وفي المقابل قد أتعرض منهم بذلك كله، والكل يتعجب من درجاتي الدراسية على رغم عدم مذاكرتي الشديدة حتى أهلي يتعجبون من هذا أشعر وكأنني لست كالبشر.

وأريد التوقف عن هذه التصرفات، وأكون كأي إنسان عادي، وأريد حتما أن يتصرف الناس معي كإنسان عادي ليس مجرد شخص غبي.

وأنا الآن بـ17 عشر من العمر، وأتمنى من الله أن يصلح حالي حتى لا أكبر على هذه التصرفات، وراجيا من حضرتك مساعدتي، وشكرا جزيلا لهذا الموقع الرائع الذي جعلني لأول مرة أكتب ما بداخلي حتى لو من وراء الستار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنك لست بمجنون، أنت إنسان فاضل كامل العقل والوعي والشعور، ومدرك ومرتبط بالواقع قطعًا لا شك في ذلك، والذي يحدث لك - أيها الفاضل الكريم – هو نوع من الفورات والتغيرات النفسية التي نعتبرها طبيعية لدرجة كبيرة في مثل عمرك.

أنا أقدر معاناتك مع هذه الظواهر التي تحدثت عنها، لكني أعرف أنها عابرة وأنها محدودة - إن شاء الله تعالى – وسوف تنتهي، أنت لديك خيال ذهني متسع، لديك أحلام يقظة كثيرة، لديك ما نسميه التماهي ما بين أحلام اليقظة وما بين الواقع، وأقصد بذلك أنك (مثلاً) حين تتخيل أنك لاعب كرة كبير، تقوم بتمثيل هذا الدور، هنا يحدث نوعًا من التناسق، أو التماهي ما بين الخيال وما بين الواقع، وهذا بالطبع يؤدي إلى السلوك الذي تحدثتَ عنه.

هذه ظواهر نفسية، وليست أمراضًا نفسية، وهي تنتهي تلقائيًا – أيها الفاضل الكريم - .

بالنسبة للخوف الاجتماعي: يجب أن تعالجه من خلال تحقير فكرة الخوف، أنت لا ينقصك شيء، أنت إنسان ممتاز، إنسان محبوب، لديك كيانك، لديك شخصيتك، والناس هم الناس، لا أحد أفضل من أحد إلا بالتقوى، فميّز نفسك بالتقوى وسوف تحس أن كفّة الميزان لديك قد رجحت في قبولك للناس وقبول الناس لك.

أنصحك أن تكون بارًا بوالديك، اجتهد في هذا السياق، بر الوالدين يؤدي إلى استقرار نفسي كبير.

تخيل نفسك بعد خمس سنوات من الآن أو ست سنوات، يعني من الضروري أن تضع اعتبارًا للمستقبل، وأن تضع الخطوات التي توصلك - إن شاء الله تعالى – إلى طموحاتك، هذا كله مهم وضروري جدًّا.

أنت محتاج لأن تحرق طاقاتك القلقية - وكذلك الوسواسية - في أن تمارس الرياضة (حقيقة) ليس خيالاً، مارسها مع مجموعة من الشباب، أي نوع من الرياضة متاحة لك، وعليك أيضًا أن تطبق تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) ستجد فيها - إن شاء الله تعالى – خيرًا كثيرًا جدًّا إذا طبقتها بالتزام.

أعتقد أيضًا أنك ربما تحتاج لعلاج دوائي بسيط، عقار مثل (الفافرين) والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً سيكون مفيدًا جدًّا لك، ومدة العلاج هي ثلاثة أشهر فقط، لكن لا أريدك أبدًا أن تستعمل هذا الدواء أو غيره إلا بعد أن تذهب، وتقابل أحد الأطباء النفسانيين، وسوف تجد منه - إن شاء الله تعالى – المزيد من التوجيه وكذلك وصف الدواء.

حالتك بسيطة جدًّا، ويمكن التغلب عليها تمامًا من خلال ما ذكرناه لك من إرشاد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر zakaria

    وااااااااو لقد اضحكتني انت تجري كثيرا في غرفتك حتى انك تضن انك مغوار هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

  • مصر همسه

    ولله كل واحد عارف نفسه

  • السعودية عبداَ لله

    انت نسخة طبق الاصل عني عندما قراءة مشكلة ظننت انك وصفة مشكلتي بالظبة ولكن انا ابلغ من العمر22 لان ولم اجد حل لمشكلتي ارجوا لك حظ افضل

  • حسام

    أنت انسان طبيعي ولست مجنون

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً