الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح للثبات على التوبة من العادة السرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة والله.

نشكركم على هذا الموقع الرائع، أنا عمري 17 سنة، طالب، منذ 4 سنوات كنت أمارس العادة السرية، حاولت مرارا تركها ولكن لم أستطع، أنا حاليا أصلي كل الأوقات، وكل يوم أستمع للقرآن الكريم، المهم أني تركتها منذ شهرين، وحلفت أني لن أرجع إليها أبدا، لكني رجعت، فهل هذا هو اليمين الغموس؟ فأنا لم أعرف عن ذلك إلا الآن فقط.

هل تؤثر العادة السرية على حياتي العادية والزوجية المقبلة؟ أنا وزني نحيف، فهل هذا بسبب العادة السرية؟ وأنا أتغذى جيدا، وأحس أن لدي سرعة قذف، فهل سوف يعود جسمي لطبيعته بعد تركها؟ و كم يأخذ من الوقت؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

للعادة السرية أضرار كثيرة وعديدة، ويرتبط هذا الأثر بطول فترة الممارسة والإفراط فيها، وكذلك الاستمرار في الممارسة إلى ما قبل الزواج بفترة قصيرة، وكثير من الأضرار يكون نفسيا، وكذلك هناك العضوي من احتقان للبروستاتا قد يؤدي لالتهاب فيها، وكذلك الإجهاد العام في الجسد، وضعف التركيز والتحصيل، خاصة مع الإفراط فيها، وكذلك قد يؤدي طول الممارسة للتأثير على القذف بعد الزواج، ولكن كل هذا تأثير مؤقت ويختفي، وتعود الحالة لطبيعتها مع التوقف المبكر عن ممارستها، وعدم الإفراط فيها، والحرص على الرياضة المنتظمة، والتغذية الجيدة، وتجنب المثيرات الجنسية، والحرص على الصوم.

نحافة الجسم تكون نتيجة عوامل وراثية، ونتيجة طبيعة الهرمونات، ولا تؤثر العادة السرية على هذا الأمر، ولكن الإفراط في الممارسة قد يؤدي لنقص الوزن، والإجهاد النفسي والبدني، لذا مع التوقف عن الممارسة مبكراً -بإذن الله- لا تكون هناك تأثيرات مستقبلية على الناحية الجنسية أو الإنجابية، وبالنسبة لسرعة القذف فلا يتم الحكم عليه إلا بعد الزواج وانتظام العلاقة الزوجية، وبشكل عام لا يتم تحديد وقت محدد لاستعادة الجسم لطبيعته.

ومرحبا بك للتواصل معنا لتوضيح أي تساؤلات، والله الموفق.
___________________________________________________
انتهت إجابة د. إبراهيم زهران -أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة-،
تليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
_____________________________________________________

مرحبًا بك –أيُّها الولد الحبيب– في استشارات إسلام ويب، قد أفادك الطبيب الدكتور إبراهيم زهران –جزاه الله خيرًا– بما فيه الكفاية عن بيان الأضرار الناتجة عن هذه العادة القبيحة، وهي مع قبحها غير لائقة بمروءة الإنسان وكماله، وأكثر علماء الإسلام يرون حرمتها؛ لأنها من الاعتداء والزيادة على ما أباحه الله تبارك وتعالى في كتابه في قضاء الشهوة، إذ قال سبحانه وتعالى في وصف أصحاب الجنة: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}.

ولذا فنصيحتنا لك –أيُّها الحبيب– أن تجاهد نفسك وتأخذها بالجد والعزيمة على ترك هذه العادة، وسيعينك الله سبحانه وتعالى، فإن من يستعففْ يُعفّه الله، وقد أمر الله سبحانه وتعالى الذين لا يجدون نكاحًا بالأخذ بالعفة، فقال سبحانه: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله}.

فخذ بالأسباب التي تعينك على ترك هذه العادة، ومن ذلك: تجنب المثيرات مرئية أو مسموعة أو مقروءة أو غير ذلك، ومن ذلك: محاولة شغل نفسك بما ينفع من أمر دين أو دنيا، فتجنب الخلوة بنفسك كثيرًا، ومن ذلك: ممارسة الرياضة البدنية التي تُرهق الجسد بحيث تأتي إلى فراش النوم وأنت بحاجة إلى النوم، ومن ذلك: سرد الصيام والإكثار منه، فإنه خصاء كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم– في الحديث (فإنه وجاء).

أما عن هذه اليمين التي حلفتها –أيُّها الحبيب– فليست هي من الغموس، لأن اليمين الغموس هي الحلف على شيء ماضٍ –أي على شيء في الزمن الماضي– ويكون الحالف كاذبًا، ويعلم من نفسه أنه يكذب، أما الحلف على الأشياء المستقبلة كأن يحلف ألا يفعل شيئًا، أو يحلف أن يفعل شيئًا ثم يخالف ما حلف عليه، فإن هذه ليست يمينًا غموسًا، ولكن هي يمين منعقدة، إذا خالفها الإنسان لزمته كفّارة اليمين.

وكفارة اليمين: إطعام عشرة مساكين، لكل مسكين كيلو إلا ربع من الرز تقريبًا، أو كسوة عشرة مساكين ما تَصِحُّ به الصلاة –أي ما يستر عورة الصلاة– أو عتق رقبة، فإذا لم يستطيع الإنسان شيئًا من هذه الخصال الثلاث فإنه ينتقل إلى الصيام فيصوم ثلاثة أيام، ويستحب أن تكون هذه الأيام الثلاثة متتابعة.

نسأل الله تعالى أن يجعلك مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، وأن ييسر لك طاعته، ويجنبك جميع ما يُسخطه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً