الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد ولادة ابني ولادة مبكرة هل سيكون سليما؟

السؤال

حدث لزوجتي ارتفاع في ضغط الدم وهي في الأسبوع 26 من الحمل، وحدث لها ما يسمى تسمم حمل، وأصر الأطباء على الولادة المبكرة، وولدت طبيعيا بطلق صناعي، ووزن الطفل 745 جرام، وأدخلوه حضانة الأطفال الخدج، وأنا في غاية القلق على مستقبل هذا الطفل، وهل سيكتمل أم سيصبح معاقا أو لديه مشاكل في التنفس؟

أفيدوني يرحمكم الله، وأرجو الدعاء، فأنا وأمه في قلق شديد، وهو ولد بالأمس 24/4/2012.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

في البدء نحمد الله على سلامة زوجتك, ونسأله عز وجل أن يمن عليها وعلى المولود بالصحة والعافية.

يبدو بأن حالة تسمم الحمل عند زوجتك كانت حالة شديدة جدا, بحيث كان استمرار الحمل سيشكل خطورة على حياتها, وهذا ما استدعى التداخل بسرعة لإنهاء الحمل، وفي مثل هذه الحالة, أي عندما يكون تسمم الحمل شديدا, فالعلاج الصحيح هو إنهاء حالة الحمل مهما كان عمر الجنين, من أجل إنقاذ حياة الأم, وما تم عمله لزوجتك هو الشيء الصحيح -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة للمولود, فلا يمكن التنبؤ بوضعه مستقبلا بشكل دقيق وجازم, وما يمكن قوله هو عبارة عن نسب واحتمالات فقط مستخلصة من الدراسات الطبية, مثلا فرصة بقاء الخديج على قيد الحياة -بإذن الله- عند عمر 26 أسبوعا وما بعد, هي تقريبا 80%، أي احتمال 80% أن يعيش، واحتمال 20 % أن يتوفاه الله, هذا والعلم عند الله عز وجل, والأمر يعتمد على عوامل عديدة, منها :هل تم إعطاء الأم إبرة لتسريع نضج رئتي الجنين قبل الولادة أم لا؟ وهل تعرض المولود لنقص الأكسجين أم لا؟ وهل مستوى وحدة الخداج التي يعالج فيها جيدة؟ وهل أعضاؤه الداخلية على درجة كافية من النضج؟ وهل شخّص أن لديه أية أمراض خلقية بعد الولادة -لا قدر الله-؟ وغير ذلك.

هنالك اختلاطات مبكرة قد تحدث للوليد خلال وجوده في الحضانة, وأخرى متأخرة, وقد تحدث بعد خروجه من الحضانة، فخلال وجوده في الحضانة أو (وحدة الخداج) قد يصاب المولود بارتفاع في الحرارة, والتهابات, وانخفاض في سكر الدم, وانخفاض الكالسيوم, واليرقان أو (الصفار) ومضاعفاته, وغير ذلك.

أما بالنسبة للاختلاطات المتأخرة، فلا يمكن التنبؤ بها من الآن, وهي قد تحدث حتى عند المولود المكتمل الذي تمت ولادته في الشهر التاسع, لكن بالطبع حدوثها في الخديج سيكون بنسبة أعلى, ومن هذه الاختلاطات: حدوث شلل في مناطق من الدماغ وما يتبعه من مشاكل حركية وحسية, وفقدان السمع, وفقدان البصر (الاحتمال هو من 10% إلى 15% حسب الدراسات)، كما أن هنالك بعض المشاكل التي قد تظهر متأخرة خلال فترة الطفولة, مثل الاضطرابات النفسية والحركية, ونقص في المهارات ونسبة الذكاء, واضطراب في التطور العاطفي والوجداني.

إذن -أيها الفاضل-: لا يمكن التنبؤ من الآن كيف سيكون حال المولود على المدى البعيد, ولا يوجد بين أيدينا طريقة يمكنها أن تحدد من سيصاب باختلاطات بعيدة المدى, ومن سيكون سليما, حتى بعد تجاوز مرحلة الخطر وخروج المولود من وحدة الخداج, والطريقة الوحيدة هي بالمتابعة الطويلة والمستمرة مع طبيب الأطفال.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعلى زوجتك وطفلك ثوب الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق مها

    اتمنى لكم الشفاء العاجل امين يا رب العالمين امين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً