الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا شاب ملتزم ودخلت جامعة مختلطة مما أثر على نفسيتي

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب جامعي في أول سنة من سنوات الطب، بدأت أشعر بملل من الدراسة، حتى صرت لا أحتمل الجلوس للدراسة، وإذا حدث وجلست فإني لا أستفيد ولا أخرج بشيء منها.

أنا شاب ملتزم وأشعر أن الجامعة المختلطة ربما هي السبب، لكن لا بديل عنها؛ لأنها من أفضل الجامعات التي يمكن أن أحقق بها طموحاتي القديمة -التي تلاشت بعد دخولي- وبدأت أشعر أني عبء على الجامعة، قبل يومين حلقت لحيتي؛ لأجل أن أعود لسابق عهدي، وقلت في نفسي يجب أن أركز في دراستي، وبعد خروجي من الجامعة سأفعل ما يريد الله لي، لكن يجب في هذه المرحلة أن أتعامل مع الفتيات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا، وقد أعادني سؤالك سنوات للوراء عندما كنت طالبًا في كلية الطب!! وهل هناك في أمريكا جامعات غير مختلطة؟!

يا ترى ما هي أسباب قلة الرغبة في الدراسة؟ وماذا تقصد من عبارة أنك عبء على الجامعة؟ ما هي ظروف حياتك الأسرية والاجتماعية في الغربة؟ هل أنت مشغول البال بالأحداث الكثيرة التي تمرّ بها الجالية المسلمة في أمريكا، ومنذ انفجار بوسطن؟ ما هي طريقة دراستك؟ وما هي اهتماماتك وهواياتك الأخرى إلى جانب دراستك الجامعية؟ وما هو نمط حياتك اليومي؟ وما الذي يقلقك كون الجامعة مختلطة؟ أليس هذا هو نمط الحياة بشكل عام، وفي كل مكان؟ كل هذه الأسئلة هامة؛ لأنه من الصعب أن نفصل بين كل هذه المواضيع وبين وضعك الدراسي.

هل هناك ما يشغلك عن الدراسة كقضاء الوقت الطويل مثلًا: على النت، والألعاب الالكترونية؟ أنا أسأل فقط ولا أفترض بالضرورة أن هذا موجود، ولكنه مرّ معي بما يتعلق بالكثير من الشباب أمثالك.

طبعًا ليس هناك تعارض في الإسلام بين أن تدرس وتكون متفوقًا، وبين أن تحسن الاختلاط والتعامل مع الزملاء في الجامعة، وتعاملك معهم، سواء ذكورًا أو إناثًا، هو في حدود زمالة الدراسة.

لاشك أنه يوجد عندكم في كلية الطب، مرشد أكاديمي مسؤول عن تطور الطلاب ممن يمكن أن تجلس معه، وتراجع كامل وضعك في الكلية، وتبحث معه عن الخيارات المتاحة أمامك، وأن تسأله عن تقييمه لهذا الوضع، وتتحدث معه كيف يمكنك السير الأفضل في الدراسة؟

واسمح لي أن أقول أنه لا توجد وصفة سحرية، ولا توجد طريقة من دون الدراسة الجدية والعمل والتعب وبذل الجهد! ولاشك أن هناك أمورًا كثيرة يمكنك القيام بها من أجل تحقيق هذه الدراسة بالشكل المناسب، ومما يمكن أن يفيد، والتي يمكنك أن تبدأ معها اليوم، وليس غدًا:

- بذل جهد أكبر في المحافظة على الصلاة في وقتها قدر الإمكان، فهذا سيرفع كثيرًا من معنوياتك، وخاصة يبدو أنك حريص على رضاء الله تعالى وتوفيقه لك.

- تقسيم الوقت للدراسة في النهار أو المساء، وفيما إذا كنت ممن يفضلون الدراسة مساء، وبحيث يتخلل ذلك دقائق من الراحة.

- تحديد المادة المطلوبة للدراسة وقبل أن يحين الوقت الذي حددته للدراسة، وبحيث لا تحتار كثيرًا في اختيار المادة التي تدرسها في هذه الفترة.

- تناول الطعام والشراب باعتدال قبل الدراسة، بلا جوع وبلا تخمة، فكلاهما مما يدعو للنوم.

- تهيئة جو الغرفة فلا تكون باردة ولا حارة، وإنما الاعتدال، وكذلك من ناحية الأصوات.

- هناك كثير من الطلاب يحبون الدراسة في مكتبات الكلية، ولديكم في معظم الكليات الأمريكية مكتبات في غاية التنظيم والهدوء والجو المريح.

- محاولة زيادة المدة المخصصة للدراسة وبالتدريج، كي يعتاد جسمك على هذا الجهد.

- أن تبدأ الجلسة بمراجعة ما درسته في اليوم السابق، فهذا مما يزيد حافزيتك للدراسة.

- لا بأس أن تأخذ كوبًا من الشاي أو القهوة، أو الشكولاتة الساخنة أثناء الدراسة، مما يزيدك نشاطًا.

- إذا شعرت ببعض النعاس أو التعب أثناء الدراسة فلا بأس أن تأخذ بعض الوقت للاستراحة، وأن تقوم من مكانك، وربما تقوم ببعض الحركات الرياضية الخفيفة لمجرد التنشيط.

- أن تضع اللاب توب أو جهاز الكمبيوتر وربما الهاتف الجوال (والبلي ستيشن إن وجدت) بعيدًا عنك.

- مما يعين كثيرًا أن تدرس مع صديق أو أحد أفراد الأسرة، فهذا مما يدعوك للنشاط، ولكن انتبه أن لا يصبح هذا بابًا للانشغال وإضاعة الوقت.

- ولابد من التأكيد كثيرًا على حضور المحاضرات، وأخذ ملاحظات مختصرة للمحاضرة.

أرجو أن يكون في هذا ما يعين، وأدعوه تعالى لك بالتوفيق والنجاح، لنراك طبيبا معنا خلال سنوات القادمة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً