الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كذبت على صديقتي، كيف أعالج المشكلة دون أن أخسرها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد في البداية أن أشكر حضراتكم، وأتمنى مساعدتي في مشكلتي.

تعرفت على فتاة، ولم أتوقع أن تصل علاقتي معها لهذه الدرجة، فقد أصبحنا مقربتين جداً من بعضنا حتى أنه لا يمر يوم لا أتحدث فيه معها، مشكلتي أني كذبت حول عدة أمور وهي لا تعلم، لكن يشهد الله عليّ بأني نادمة أشد الندم، وأشعر بأن جبلاً من الهموم على صدري، وأعلم لو صارحتها بالأمر سأخسرها، وهذا شيء لا أريده ولا أستطيع تحمله، أسألكم بالله أن ترشدوني للصواب فقد ضاقت بي الدنيا، فإن تكلمت خسرتها وإن سكت أخاف عقاب الآخرة، وأخاف أن أعاقب بذنبها، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة– في هذا الموقع، ونشكر لك هذا الشعور النبيل الذي حملك على السؤال، وحملك على الشفقة على تلك الأخت، ونسأل الله تعالى أن تكون العلاقة بُنيت على طاعة الله تبارك وتعالى، وأن القصد منها في طاعة الله، وأنه يوجد بينكم تواصي بالحق وبالصبر، إلى غير ذلك من المعاني الجميلة، لأن العبرة بالمعنى الذي يستمر وتدوم عليه العلاقة.

أما ما حصل من إخبارها بخلاف الحقيقة منك في بعض المواقف، فنحن أولاً ندعوك إلى التوبة إلى الله تبارك وتعالى من عدم الإخبار بالصدق، ولكن لا نستطيع أن نحكم حتى نعرف هذا الكلام الذي قيل وهذا الكذب الذي حصل منك، هل ترتب عليه إلحاق ضررٍ بها؟ أم هو معصية بينك وبين الله تبارك وتعالى؟ فالكذب يحتاج إلى توبة نصوح، لكن إذا ترتب على هذا الكذب إلحاق ضرر بآخر فإن هذا هو مكان الإشكال، فحبذا لو استطعنا أن نعرف ما هي الكذبات التي حصلت، وإذا كان في هذا حرج أن تبيني لنا فقط هل هي متضررة من هذا الكذب؟ وهل ترتب عليه إلحاق ضرر بها؟ أم هو كذب لكنه لا يُلحق بها ضررًا ولا يلحق بالعلاقة أذىً، خاصة وأنت أنثى وهي أنثى، فنعتقد أن هذا الكلام الذي أخبرت فيه بخلاف الحقيقة، أو كذبت فيه غالبًا يكون ليس فيه ضرر بالنسبة لها.

هذه نقطة نحن نحتاج أن توضحيها حتى نعرف كيفية الخروج من المأزق، ولكن على كل حال، هذه دعوة إلى التوبة إلى الله تبارك وتعالى، والتوبة لها شروطها: الصدق، الإخلاص في التوبة، الندم على ما فات، العزم على عدم العود، الاجتهاد بالحسنات الماحية، هذه شروط لابد أن نأتي بها، فإذا ترتب فيه ضرر إلحاق بها بقي أن نرد الحق إلى أهله.

ورد الحق أيضًا يحتاج إلى تفصيل، ولذلك نحن نتمنى أن توضحي لنا، واطلبي من موقعك المفضل أن تكون الاستشارة محجوبة، فإنه لا يمكن أن يراها أحد، وأكرر: إذا كان هناك حرج فقولي فقط الكلام الذي تضررت منه، وما هو حجم ذلك الضرر، حتى نستطيع أن نناقش المسألة وننظر إليها من كافة الزوايا، ونسأل الله أن يهدينا وإياك إلى الحق والصواب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا ريناد

    بصراحة أنصحك انك تقومين الليل بالاعتذار إلى الله عز وجل وهو مفرج
    الهم وكاشف الغم

  • تونس فاطمه السعيداني

    شكرا

  • مجهول رغنات

    محرفاً تنا كذبت على صديقتي وقلت لها أني مو من الامارات وصدقوني فقررت اقو لها الحقيقه وخليتها تشوف الهوية وعرفت الحقيقه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً