الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخوتي لا يتكلمون معي ولا أعرف ما هو السبب؟!

السؤال

السلام عليكم

إخوتي لا يتكلمون معي، ولا أعرف ما هو السبب؟ وعندما زرتهم طلبوا مني أن لا أزورهم، وأن لا أتحدث معهم، وأمي لا تصلح بيننا.

عندما أشاهد التلفاز يتكلمون عن صلة الرحم وأحتار، ولا أعرف ماذا أفعل؟ لأنهم طلبوا مني عدم زيارتهم أو التحدث معهم.

أريد نصائحكم، أفيدوني من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ chaker حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يصلح ما بينك وبين إخوانك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على طاعته، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونبشرك بقول النبي - عليه الصلاة والسلام - لمن جاء يشكو من قرابته وقال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، أحسن إليهم وسيئون إليَّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، طبعًا رسول الرحمة لم يقل له: (لا تزرهم، ليس أحد أحسن من أحد، رد الصاع صاعين) ولكنه نبي الرحمة قال: (إن كنت كما قلت فكأنما تسفُّهم الملَّ) تطعمهم الرماد الحار، ثم بشره فقال: (ولا يزال معك ظهير عليهم ما دمت على ذلك) فبشرى لك بهذه الروح، وندعوك إلى الاستمرار وتكرار المحاولات، والتوجه إلى رب الأرض والسموات، وطلب مساعدة الوالدة وأصحاب الوجاهات، حتى تعود الأمور إلى مجراها.

إذا رفضوا بعد ذلك وعاندوا فإن الإثم عليهم، لكنا ندعوك إلى الدعاء لهم، والسؤال عن أحوالهم، والوقوف إلى جوارهم، والإحسان إلى أطفالهم، بهذه الأشياء تكون أنت أديت ما عليك، وإذا لم يؤدوا ما عليهم فإن الإثم عليهم، والنبي عليه الصلاة والسلام يُخبرنا أنه ليس الواصل بالمكافئ كما يفهم الناس، واحدة بواحدة، مرتين بمرتين، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها، بل إن هذه الشريعة تنبه إلى أن أولى الناس بالصلة ذو الرحم الكاشح، النافر، الذي لا يريدنا.

من هنا فنحن ندعوك إلى الآتي:
أولاً: اللجوء إلى الله، فإن قلبك وقلوب إخوانك بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
ثانيًا: الحرص على تكرار المحاولات.
ثالثًا: الاجتهاد والمحاولة في معرفة أسباب هذا الذي حدث، فإنه إذا عُرف السبب بطل العجب، وسهل علينا بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب.
رابعًا: اطلب مساعدة الوالدة وأصحاب الوجاهات.
خامسًا: والأهم من كل ذلك: أن تتذكر الثواب العظيم الذي أعده الله تبارك وتعالى لمن يصل رحمه، واعلم أن الرحم وصلة الرحم لا تدوم إلا بصبرنا على الجراحات ونسيان المرارات.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وبشرى لك بالثبات على هذا الطريق، كما ندعوك إلى التعامل مع أعمامك ومع هؤلاء الذين قطعوك كل على حدة، ولا تتكلم معهم في حال اجتماعهم، فإن هناك من يُخرب عليهم، لكن لا مانع من أن تتسلل إلى قلوبهم بهذه الطريقة.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك فكرة السؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا، ولست بعاق أو قاطع للرحم ما دمت تقوم بما عليك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً