الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نويت التوبة من التحدث مع النساء الأجنبيات.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا من مرتادي شبكة الفيس بوك، وأتحدث مع النساء الأجنبيات، لكنني مقبل على التوبة بإذن الله.

سؤالي هو: هل علي قبل أن أتوقف عن الحديث مع النساء الأجنبيات أن أخبرهن بأن ما يفعلنه حرام؟ مع العلم أن من بين هؤلاء النساء من لسن ذوات دين، يعني لن يستوعبن فكرة أن الدين الإسلامي حرم الحديث مع الرجال الأجانب إلا في حالة الحاجة كالتجارة وإلى آخره، فهل الواجب علي أن أوضح لكل واحدة منهن سبب حذفي لهن من قائمة الأصدقاء أم فقط أقوم بحذفهن؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونؤكد لك أن أفضل من يُشاركك في الطاعة هو من شاركك في المعصية، فابدأ مسيرة التوبة بإرسال رسائل لهؤلاء وتوضيح سبب عودتك إلى الله تبارك وتعالى، بالعكس ذكّر الأجنبيات أيضًا أن دين العظيم سبحانه وتعالى لا يرضى أن تكون المرأة سلعة رخيصة، وأنه يريدها مصونة كريمة، وهو لا يمنع حديث الرجل مع المرأة إذا كان في حاجة إلى ذلك – كما قلت – في التجارات أو في نحوها من الكلام المفيد النافع الذي هو من الكلام المعروف، وبيّن لهنَّ أيضًا أن الشريعة لا ترضى للمرأة أن تخضع بالقول، لما في ذلك من الخطورة عليها وعلى أنوثتها وعلى مستقبلها، وفي الرجال ذئاب، والشريعة حريصة على حفظ الرجال وحفظ النساء حتى من شرور أنفسهم.

لا مانع من أن تُخبر كل من تتوقف عن الحديث معها بأنك توقفت؛ لأن الدين يرفض، نقول هذا من النصح، ولكن لا نؤيد فكرة المجادلة والدخول معهم في مناقشات؛ لأنك قد تضعف، لذلك الآن يكفي أن تبين لهم السبب، وأنك تدعو الجميع إلى التوبة، وأنك وجدت سلامة الصدر وراحة النفس والهدوء والطمأنينة لما تركت مثل هذه المحادثات التي كانت لا تجلب لك إلا الهموم وتجعلك في سعار دائم وفي هيجان دائم، وهذا له خطورة من الناحية النفسية ومن الناحية الجنسية وعلى مستقبل الإنسان وعلى استقراره في حياته الأسرية الصحيحة الرسمية في مستقبل أيامه، فإن مثل هذا الكلام سيترك - إن شاء الله تعالى – آثارًا طيبة على الغافلين والغافلات، وعلى من خُدعنَ معك، فأنت بعد أن نصحت لنفسك فقررت أن تتوب.

نتمنى أن تعجل بالتوبة، وعليك أن تُقدم النصيحة لمن كُن معك على المعصية والغفلات، وكما قلنا: تقدم النصيحة وتوضح فيها، لكن دون أن تتمادى في الكلام ودون أن تدخل في مجادلات قد لا تستطيع الثبات أمامها؛ لأننا دائمًا نريد للتائب أن يعود فيتوب، وإذا تمكن الإيمان من قلبه وعزم على ألا يعود وانقطع عن المعصية، واستبدلها بالحسنات الماحية، ووجد الرفقة الصالحة، عند ذلك لا مانع من أن يعمل في النصح والإرشاد، ونحن دائمًا لا نريد للرجل أن يجند نفسه في نصح النساء، ولكن الرجل ينصح الرجال، والمرأة الصالحة تنصح أخواتها من النساء.

نسأل الله أن يعين الجميع على الخير، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونشكر لك هذه الروح، وسنكون سعداء إذا تابعت معنا حتى نتابع معك مراحل التوبة والثبات على هذا الدين، نسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وهنيئًا لك بهذه الروح، فعجل، عجّل وسارع بالتوبة، فإن الواحد منا لا يدري ما يعرض له، والعظيم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، أو حتى إذا أتت الإنسان اللحظة الأخيرة من حياته (لحظة الموت) فلا تسوف، وعجل بالتوبة والرجوع إلى الله، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً