الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركت الجامعة العام الماضي بسبب الفصام .. فساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا طالب جامعي أبلغ 21 سنة من العمر, شخصت حالتي بمرض الفصام، حيث حدثت لي هلاوس سمعية بصرية, وذلك منذ عام.

مررت على عدة أطباء, ولكن الآن تحسنت حالتي مع الطبيب الأخير, أتناول دواء ابيليفاي جرعة 15 مغ زائد زابينال 10 مغ بمعدل حبة كل يوم.

مشكلتي الآن هي أني أصبحت أخاف من الناس، حيث أخاف من المقابلات الاجتماعية حتى البسيطة منها كالذهاب للجامعة، ومقابلة أناس جدد، أو الذهاب إلى الإدارة، والتحدث مع المسؤولين.

أشعر بارتباك شديد، ولا أستطيع التحكم بتصرفاتي.

أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي، فإني أخاف أن أضيع عاما آخر من حياتي، فأنا لم أذهب العام الفائت للدراسة.

وجزاكم الله كل خير على هذا الموقع الجميل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hatti حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله لك الشفاء، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

لقد أحسنت بذهابك إلى الطبيب، والذي قام بمناظرتك وتشخيص الحالة، لا تهتم كثيرًا بالمسميات، الناس تنفر من المسميات التشخيصية مثل: مرض الفصام، لكن هذه الحالات الآن أصبحت بسيطة بشرط أن يكون هنالك تدخل طبي مبكر، وأن يكون هنالك التزام تام بتناول العلاج في وقته، وبالجرعة الموصوفة، وللمدة المطلوبة.

هذا الالتزام يجب أن يكون متوفرًا من جانبك، وهذه نصيحة ونصيحة غالية جدًّا أرجو أن تأخذها مني.

النقطة الثانية: هي العلاجات التأهيلية، أنت الآن لديك بعض المخاوف الاجتماعية، لا تقبل هذا الخوف، ناقش نفسك، يجب أن تُحقره، أنت لست بأقل من الآخرين، أنت لديك القدرة، لديك الإمكانيات، لديك الطاقات النفسية والجسدية والوجدانية التي تجعلك لست أقل من الآخرين.

إذن هي مشاعر سلبية يجب ألا نعطيها الفرصة لتحتكر تفكيرنا، تواصل مع الناس، كن مُصرًّا على ذلك، وهنالك نوع من التواصلات الاجتماعية ممتازة جدًّا، ليست هي فقط اجتماعية، لها مقاصد أخرى لكن الجانب الاجتماعي فيها مهم، مثلاً صلاة الجماعة في الصف الأول، هذا نوع من التفاعل الاجتماعي العظيم والممتاز، والذي يقهر المخاوف، فلماذا لا تكون حريصًا على ذلك.

النقطة الثالثة هي: أن تضع برامج يومية، تحدد مثلاً شيئًا معينًا، تقول (سوف أذهب لزيارة أحد أرحامي) وتُحدد هذا الشخص، وتحدد وقت الزيارة، وتلزم نفسك بالذهاب. هنا أنت تكون قد حددت مهمة، وهذه المهمة محصورة يمكن تحديدها، يمكن قياسها، وكذلك معرفة نتائجها.

النتائج قطعًا حين تنفذ المهمة في الوقت المطلوب وبالآليات المعروفة وتحدد الزمن، والوقت سوف يكون المخرج أو العائد عظيم جدًّا وفائدته العلاجية عليك كبيرة.

إذن حدد مهام خاصة وقم بتنفيذها، وتطبق الآليات المعروفة في تنفيذها، ولا تستحقر حتى المهارة البسيطة، إن قابلت شخصًا وسلمت عليه وحييته بتحية ممتازة وتبسمت في وجهه، انظر إلى المردود والعائد الإيجابي العظيم عليك وعليه، (تبسمك في وجه أخيك صدقة) هذا نوع من المهارة الاجتماعية العظيمة.

فمن خلال هذه البرامج البسيطة تستطيع -إن شاء الله- أن تصل إلى مبتغاك.

الأدوية التي وصفها لك الطبيب هي أدوية ممتازة، أدوية جيدة، فقط عليك بالتدعيم السلوكي، والمواصلة العلاجية، وقطعًا يجب أن تجتهد في دراستك، وتكون -إن شاء الله تعالى- من المتميزين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً