الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع من يكرهونني دون سبب؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عشرينية، أتمتع بشخصية جذابة، لكنها غامضة وهادئة في بعض الأحيان، مشكلتي تكمن في كيف أتعامل مع الذين يحقدون عليّ بدون أي سبب، ولا أعرفهم؟ فقط بنات يدرسون معي بالجامعة يتحرشون حولي، ويحاولون أن أنتبه لهم، ويقلدونني بكل حركة، لا أدري ماذا أفعل لهم! لا أشعر بالراحة بالمكان الذي أجدهم فيه، أذهب بعيداً عنهم، الشيء الوحيد الذي أفعله معهم هو تحقيرهم والاستغباء، وآخذ حريتي مع صديقاتي، هل هذا الذي أفعله تجاههم هو الحل الصحيح؟ أم يجب علي الاقتراب منهم ومكالمتهم؟

وهناك بنات من أيام الثانوية، وجدتهم معي بالجامعة، كانوا يعاملونني بحقد ويكرهونني، لا أعلم ما هو السبب، لدرجة أنه كانت معي فتاة لتوي تعرفت عليها ذهبت معهم، واليوم الثاني تغيرت عليّ، كانت تقلّب نظراتها علي، وتجاهلتها وتركتها بسبيلها، الآن ماذا أفعل تجاه البنات الذين صاروا معي بالجامعة؟ أكمل تجاهلي لهم؟

وأعاني من أفكار سيئة ومزعجة جداً، هذه الأفكار تكون ضدي غالباً، مع أني متفوقه في دراستي وذكية، وأتمتع بشخصية جذابة، سئمت منها جداً، تأتيني أفكار أني أفعل أشياء لا يفعلها العقلاء، وأتخيل نفسي أني أحرجت، ويصبح وجهي محمراً، وأتخيل بأن الذين حولي يضحكون علي، أو شخصاً قريباً يضحك علي بفعل أي شيء، أخاف أيضاً من أفكاري التي تأتيني رغماً عني، وأخاف أن تتحقق، أريد أن أنساها ولا أفكر فيها أبداً، أريد أن أفرح بالمناسبات السعيدة، وبالناس الذين حولي، ولا أفكر بهذه الأشياء التي تعرقل كل فرحي من خوفي، وأريد أن أواجه الناس وأنا واثقة من نفسي، ولا أفكر بهذه الأشياء السيئة، وإذا فكرت فيها أو أتتني لا أذهب للناس وأكون خائفة.

وعلى ذلك أعاني من القولون العصبي، وشخصيتي عصبية في أغلب الأحيان، والتوتر والقلق والخوف يلازمون حياتي، أريد طردهم من حياتي وأتجه لمستقبلي الجميل -بإذن الله-.

أيضاً مشكلتي أني أتذكر أشياء صارت لي في عمر المراهقة، جداً أتعبتني مع أنها صارت من الماضي، المفروض أن أنساها، ولا أكررها في الحاضر والمستقبل -إن شاء الله-، لكني بين وقت والآخر يجب أن أتذكرها وأنقهر عليها جداً، وأحياناً رغماً عني تأتيني، أحاول أن أبعدها عني، لكن لا أدري عن نفسي إلا وأنا أفكر فيها، وأنقهر من جديد وأتحسر عليها، بماذا تنصحونني؟ كيف أنساها وأعيش حياتي طبيعية؟ ولا أفكر أنها ستتكرر عليّ في الحاضر أو المستقبل؟ ولا أخاف منها؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً: بالنسبة للتعامل مع الزميلات في الجامعة، اللائي تعتقدين أنهن يحقدن عليك بدون سبب، وأنهن يتتبعن حركاتك وسكناتك داخل الجامعة، فنسألك هذه الأسئلة:

لماذا ظننت فيهن هذا الظن؟ وكيف تبين لك أنهن ينظرن إليك بنظرة الحقد والكراهية؟ ولماذا لاتظنين أنهن من المعجبات بشخصيتك أو بإحدى صفات شخصيتك؟ لماذا لا تفكرين بأنهن يردن التقرب منك، لكن لم يفلحن في التعبير عن ذلك؟ وأسئلة كثيرة يمكن أن تتوارد إلى الذهن، فالعلاقات الإنسانية معقدة فالانطباع الأول قد لا يظهر الحقيقة، فكم من شخص كوَن انطباعاً سلبياً تجاه أشخاص آخرين دون الاحتكاك بهم، وبعد معاشرتهم والتفاعل معهم، تغير الانطباع إلى إيجابي، فالحكم على الأمور قبل التبين والتأكد من حقيقتها، قد يوقع الشخص في الظن غير المحمود، وليكن شعارك في التعامل مع الزميلات (أكون طيبة يطيب من حولي)، وحسن النوايا نتائجه محمودة، وهو جسر للتواصل الجيد بين الناس.

ثانياً: ذكرت بأنك ذكية ومتفوقة لكنك غامضة، فنقول حاولي التصالح مع نفسك أولاً، ثم التصالح مع الآخرين، وأحبي لهم ما تحبينه لنفسك، وساعديهم إذا احتاجوا إليك، -وإن شاء الله- يزول الغموض.

وبالنسبة لتصوراتك غير الحقيقية بأنك تفعلين أشياء لا يفعلها العقلاء، فهذا دليل على حبك لذاتك، وخوفك على سمعتك ومكانتك، فهذه أفكار سلبية فلا تكترثي لها، وضعي مكانها أفكاراً إيجابية، مثل: أني حصلت على جائزة التفوق، وأعجب الناس بي وأني نجحت في حل مشكلة صعبة فشكرني الناس على ذلك، وغيرها من الأفكار التي تزيدك رفعة ومكانة بين الناس إذا تحققت.

ثالثاً: حدوث أشياء في عمر المراهقة، وأنك مستاءة من ذلك، فإن كان ذلك خطأ ارتكبته أنت أو شخص غيرك، فالأمر ولى ولن يعود، وابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، والتوبة تجب ما قبلها، والعاقل يستفيد من الخطأ السابق، ويعتبره تجربة يستنير بها في خطوات المستقبل، فما دمت نادمة على ذلك، فتلك بشرى لك، لأن العيب هو أن يتمادى الإنسان في الخطأ، ولا يندم على ما فات، فتذكري أن الله عزَ وجلَ غفور رحيم، ويقبل التوبة من عباده، فكوني مستبشرة متفائلة، ولا تكوني يائسة قنوطة.

أعزك الله، ونور طريقك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية نوني

    عادي احيانا يبغون انهم يتقربو منك بي بس لاتظني فيهم ظن السوى

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً