الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحقد والكراهية تملأ قلوب أخواتي تجاه بعضهم البعض، فماذا يمكنني أن أفعل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا لدي 8 أخوات، المشكلة أنهم لا يحبون بعضهم بعضا، والأمور تزداد سوءًا، فدائما نحن في مشاكل، حتى أمي مرضت بسببهم، فهم لا يتكلمون مع بعضهم، والحقد والكراهية تملأ صدورهم، ولا أعرف ماذا أفعل؟

أرجوك ساعدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ KARIMA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال والحرص على مصلحة الأخوات، والشفقة على الوالدة، ونسأل الله أن يكتب لك هذا المسعى في موازين حسناتك، ونؤكد لك أن وجود هذا العدد من البنات في بيت واحد؛ يتوقع أن تكون هناك بعض التوترات، ولكن أين العاقلات؟ أين الكبيرات؟ أين الفاضلات؟ أين الأخوال والعمات الذين ينبغي أن يكون لهم بصمات واضحة؟

وعلى كل حال: نحن سعداء بهذا النضج، وبهذا العقل الذي دفعك للسؤال، ونعتقد أنك بالاستعانة بالله تبارك وتعالى تستطيعين أن تلطفي الأجواء، أو على الأقل تستطيعي أن تخففي على الوالدة، بحيث تأخذ هذه المشكلات والخلافات داخل البيت حجمها المناسب، حتى لا تؤثر على صحة الوالدة، أو على مستقبل العلاقات بين الأخوات.

ونتمنى أن تُبعدوا أسباب الاحتكاكات، إذا كانت الاحتكاكات في وظائف البيت، فأرجو أن يرتب ذلك في جدول، وإذا كانت الاحتكاكات في أمور مالية أرجو أن تُقسم بعدل، أما إذا كانت الاحتكاكات لأن الوالدة أو الوالد يميز فلانة وفلانة على الأخريات، فأرجو أن ننتبه لهذا الجانب، فإن هذا قد يكون السبب الخفي في هذا التوتر، لأن غياب العدل له أثر كبير على الأبناء والبنات، وآثار غياب العدل على البنات أكبر لكونهنَّ أرق طبعًا وأكثر عاطفة، وبالتالي يتنافسن على حب الوالدة، ويتنافسن على حب الوالد، ويتنافسن على مثل هذه الأمور، فإذا لم يجدن العدل والمساواة والخير من الجميع بطريقة متساوية؛ فإن هذا يعمق المشكلات الجانبية بين البنات أو بين الإخوان في البيت الواحد.

نتمنى أن تطرحي علينا أسباب المشكلات من وجهة نظرك، أو نوع المشكلات التي تحدث غالبًا، ولا بد كذلك أن تستفيدي من الهادئات من أخواتك، ولا شك أن فيهنَّ عاقلات وهادئات، ولا شك فيهنَّ أخوات يمكن التفاهم معهنَّ، فتبدئي بالتواصل مع واحدة تلو الأخرى، ثم نأتي لسبب المشكلة، قد تكون سبب المشكلة هي الكبرى والوسطى والصغرى، فعلينا أن نحاول أن نتفاهم معها بهدوء، ونعرف أسباب هذا الإشكال؛ هل لأنها لا تجد مكانة في البيت؟ هل لأنها مظلومة في الخدمة؟ هل لأنها ما نالت التعليم؟ هل لأنها تشعر أن الأم تفضل الأخريات عليها أو الأب؟ يعني إذا عرف السبب بطل العجب وسهل علينا بإذن الله وحوله إصلاحه الخلل والعطب.

ولا نعتقد في المسألة صعوبة طالما وجد هذا الشعور منك، وهذا الحرص وهذا المسعى الذي نتمنى أن تسيري فيه إلى النهاية.

أما بالنسبة للوالدة فاطلبي منها أن تهون على نفسها، وألا تتأثر بما يحدث من خلافات، وأن تتوجه إلى رب الأرض والسموات، وحاولي أن تشعري أخواتك بعيدًا عن الوالدة بأن هذه الأمور تؤثر صحيًّا على الوالدة، وتلحق بها الأضرار، والخلل في الجوانب النفسية، وهذا ما لا نرضاه جميعًا لأمهاتنا أو لآبائنا.

نسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يعيد الوئام والحب إلى بيتكم وإلى داركم، وأن يلهمكنَّ جميعًا السداد والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب karima

    سلام دكتور أحمد أشكرك على رد لرسلتي جزاك الله خيراً .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً