الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع وخوف وأشعر برغبة في الصراخ بشدة، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعاني من الجاثوم، وثقل في رأسي أثناء النوم، كما ألاحظ تقشعات في بشرتي، ولا أعلم ما سببها، مع قلق وتوتر، كذلك تنتابني نوبات هلع لا أدري ما هو مصدرها؟، وأجد نفسي شديدة الخوف على أهلي، وأحيانا أشعر برغبة في الصراخ بشدة، ولكن أتمالك نفسي، أضف إلى ذلك أني أعاني بشدة من الوساوس، وأغضب من أتفه الأمور، وأجد أحيانا طنينا شديدا في أذني، وأشعر بارتجاف وكأنه ضبابة على عيني، ودوخة أكاد أن أسقط بسببها إذا رأيت شخصا مجروحا أو يتألم.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك كلها قلقية، أي ناتجة من القلق النفسي، والقلق النفسي قد يظهر في شكل نوبات هلع، وقد تكون هنالك مخاوف، الوساوس دائمًا مصاحبة للمخاوف، والإنسان أيضًا قد يأتيه شعور عام بالتشاؤم، وهذا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بما يمكن أن نسميه بقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنصحك بالآتي:
أولاً: لا تكتمي ما بداخلك، حاولي أن تكوني معبرة عن نفسك، أي شيء لا يُرضيك عبري عنه أول بأول، لأن الاحتقانات النفسية تؤدي إلى الجاثوم، تؤدي إلى الأحلام المزعجة، تؤدي إلى القلق، إلى التوتر، النفس تحتقن كما يحتقن الأنف، لذا التفريغ التلقائي المبكر والمستمر للذات نعتبره علاجًا أساسيًا.

ثانيًا: أرجو أن تطبقي تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك أن ترجعي لهذه الاستشارة وتطبقي التعليمات والإرشادات الواردة بها، فهي مفيدة جدًّا.

ثالثًا: اجعلي لحياتك معنى، والحياة التي لها معنى يعني أن يكون للإنسان هدفًا، وأن يكتسب الإنسان المعارف، وأن يتقي الإنسان ربه في كل شيء، هنا تنتقل النفس، وتصل إلى مرحلة الطمأنينة، وهذا قطعًا يزيل القلق والتوترات والاحتقانات النفسية السالبة.

رابعًا: تجنبي تناول العشاء ليلاً - هذا مهم جدًّا – وإن كان لابد من أي طعام ليلاً فيجب أن يكون مبكرًا وخفيفًا، وعليك بأذكار النوم.

ومن أجل تحسين صحتك النومية: التفتي للأمور الأخرى، وهي: تجنب شرب الشاي والقهوة أو البيبسي والكولا، وكذلك عدم أكل الشكولاتة ليلاً، ففيها مُثيرات كبيرة جدًّا، وعليك بتجنب النوم النهاري، وممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، ونكرر ونركز على أمر أذكار النوم، وتثبيت وقت النوم حتى تثبت الساعة البيولوجية لديك، مما يجعلك تنامين نومًا هادئًا هانئًا - بإذن الله تعالى -.

خامسًا: أرى أنك محتاجة لدواء واحد، دواء مزيل للقلق وللتوتر والمخاوف والوساوس، وأعتقد أن عقار (سيروكسات Seroxat) سيكون دواءً مناسبًا، واسمه العلمي (باروكستين Paroxetine)، وإن تكرمت وذهبت إلى طبيب نفسي قطعًا سوف يصف لك هذا الدواء أو أي دواء آخر مناسب، وأنت لست محتاجة للدواء لمدة طويلة، والجرعة المطلوبة هي نصف حبة – أي عشرة مليجرام – يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة – أي عشرين مليجرامًا – تناوليها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

لابد أن يكون لك مساهمات إيجابية من خلال أخذ مبادرات طيبة ومفيدة بالنسبة لأسرتك ولنفسك ولمجتمعك، لا بد أن يكون لديك التخطيط الراشد حول تدبير ما يجعل حياتك الآن قوية ومستقبلك مشرقًا - بإذن الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً