الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى أن أضيع مستقبلي ودراستي بسبب خيالي الواسع

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة كبيرة تلازمني منذ صغري، ولم أجد لها حلا، ألا وهي أحلام اليقظة.

أكاد أموت من هذه المشكلة أحس أني نائم طوال يومي، غارق في الأحلام المختلفة والظنون اللعينة والتهيئات التي جعلتني أكلم نفسي كالمجنون، هذه المشكلة معي منذ صغري وتطورت إلى الآن.

أبلغ من العمر 17 عاما عشتها جميعا في أحلام اليقظة اللعينة، ولكنها أيضا أحلام جميلة، ومنها أيضا أحلام وتخيلات سيئة جدا، يكاد عقلي أن ينفجر، تأتي عليّ أيام لا أحلم وأنا نائم، وأستيقظ مفتحا عيني كأني أحلم.

كدت أن أصطدم بالسيارات وأنا أسير في الشارع مرات عديدة لولا حفظ الله، سأكون في الصف الثالث الثانوي قريبا، وأحتاج إلى كل ذرة في كياني لكي أفهم كل ما في دراستي.

أريد أن ألغي أحلام اليقظة من عقلي؛ لأني أحلم بأشياء أتمناها طوال الوقت، ولكنها لا تحدث، أشياء جميع المسلمون يتمنونها وأنتم تعلمونها.

أحتاج سنة واحدة من عمري بعيداً عن تلك الأحلام، هذه السنة ستحدد مستقبلي أريد أن أركز في دروسي.

أخاف أن يكون هذا المرض سبب موتي، أريد أن أستفيق للحياة، لم أر في حياتي مرضا كهذا، جسمي لا يوجد فيه مرض واحد -ولله الحمد-، لم أر زميلا لي عنده هذا المرض مثلي، لقد أثر هذا المرض كثيرا على ذاكرتي، وأصبحت أستوعب أقل مما كنت سابقا، حتى أصبح ظاهرا للناس كأني غبي جدا.

أنا أبكي وأنا أكتب لكم كلامي هذا، مع أن خيالي الواسع ينسج لي أحلامي الجميلة بطريقة جميلة، ولكني أريد أن أفقد هذا الخيال، لأني لا أرى الجميل منه، ولا السيء منه حتى.

يا إخواني الكرام: يا من رأى هذا الكلام.. أطلب منكم العلاج، وسأدعو لمن يساعدني، ويجيب عن سؤالي بجنة الفردوس خالدا فيها، يرى سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم كل يوم، وجميع الأنبياء وأطهر خلق الله ويتمتع بالجنة ونعيمها.

أنقذوني إخواني؛ لأني فعلا سأموت من الحزن والألم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أحلام اليقظة تصنف ضمن وسائل الدفاع النفسي، أو الحيل النفسية للتغلب على مشاعر القلق والتوتر والإحباط الناتجة عن عدم إشباع الدوافع بالطرق الواقعية، فقد تكون أمنيات لم تتحقق في الواقع، أو استحالة تحقيقها في الواقع، فيكون الخيال هو البديل، والوسيلة السهلة والمناسبة لتحقيقها، ويلجأ كثير من الناس إلى أحلام اليقظة، ولكن سرعان ما يعود البعض للواقع، ويستجيب له، أما الذين يستغرقون فيها بشدة، فيصعب عليهم التمييز بين الواقع والخيال، وبالتالي تكون بشكل عصابي مرضي.

وللمساعدة في التخلص منها أو تخفيفها نرشدك بالآتي:
- أشغل فكرك بتدبر آيات القرآن الكريم على الأقل نصف ساعة في اليوم.

- عود نفسك على قراءة الكتب الثقافية وسير النبلاء والعظماء، وتعلم من قصصهم كيف استطاعوا التغلب على المشكلات، وكيف حققوا النجاحات.

- قم بوضع أهدافك في هذه الحياة في قائمة يمكن رؤيتها ومراجعتها يومياً، وضع أمام كل هدف الوسائل الواقعية التي تحققها مع الاستعانة بالله تعالى أولاً، ثم رأي ذوي الخبرة والتجربة في المجال.

- بما أنك صاحب خيال واسع قم بكتابة هذه الأحلام في شكل قصص خيالية تصلح للقراءة والنشر، واستعن في ذلك بقراءة طرق وأساليب وضوابط كتابة القصة القصيرة.

- قم بملء فراغك بنشاطات مفيدة كالرياضة والأعمال الطوعية والمشاركة في المناسبات الاجتماعية بفاعلية.

- قم بتصميم آلية للتنبيه بعدم الاسترسال في الأحلام لفترات طويلة وتدرب على ذلك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • روسيا الإتحادية علي فاضل

    شكرا لهاذاء الموقع ولكل من ساهم فيه اخير لقيت الجواب فيه واشكركم جزيل الشكر وبارك الله فيكم وفي عملكم بسبب خيالي الواسع.لقيت الحل الانسب بس لم انتبه !!!

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً